علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

المطارات العربية

للمسافر العربي تمثل المطارات العربية هماً وتمثل للدولة عبئاً، فرواد المطار لا يخرجون عن ثلاث حالات فيما عدا العاملين في المطار ذاته، فرواد المطار إما مغادر وإما قادم وإما مستقبل. وللأسف مطاراتنا العربية زرعت خوفاً في القادم والمغادر، فالمغادر يخشى من الأجهزة الأمنية في المطار أن تمنعه من السفر، والقادم يخشى التحقيق معه من ذات الأجهزة الأمنية في المطار، حتى أصبح ينطبق على مطاراتنا عجز بيت شاعرنا الكبير نزار قباني «سرا ونكهة خبزنا استجواب»، فأصبحت المطارات العربية تمثل رعبا لروادها والقلق يرافقهم سواء كانوا قادمين أو مغادرين حتى يغادروا البوابات الأمنية، وهذا لا يمنع أن يكون بعض من مطاراتنا العربية وهي قليلة جدا مختلفة بعض الشيء عن غيرها.
لو حاول مسؤولو الطيران المدني الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتوفرة في المطارات العربية لتحول المطار من عبء على الدولة إلى مصدر إيراد لها، وفي الوقت ذاته لأصبح مكانا بهيجا للقادم والمغادر. فالمطارات العربية تحفل بفرص اقتصادية عظيمة ولكنها غير مستغلة باستثناء مطار دبي الذي يعد وبحق مكانا يجد فيه القادم والمغادر احتياجاته، ويمكن للمغادر أن يقضي فيه ساعات الانتظار بلا ملل.
فحينما نستثمر المطار بشكل راق فإنه يتحول إلى مصدر جذب قد يشجع شركات الطيران على اختيار مطار عربي دون غيره كمحطة لها بناء على تنوع مصادر الجذب في هذا المطار. فحينما يتوفر في المطار مطاعم متنوعة وعلى مستوى راق ومحلات تبيع ما يحتاجه المسافر فقد يكون المطار المحطة الأخيرة التي يشتري منها المغادر هداياه لأهله وأحبابه، لا سيما إذا كان ذاهبا في رحلة عمل لا يمكنه من خلالها التسوق في أسواق المدينة، فيجد ما ينقصه في ساحة المطار، ويزجي بذلك وقت الانتظار الذي عادة ما يكون مملا، وبذلك نحول مطاراتنا العربية من عبء على الدولة إلى مصدر إيراد للخزينة العامة، نحن لم نلتفت لتطوير مطاراتنا لتكون مصدر جذب بدلا من أن تكون بيئة طاردة، وأنا هنا لا أتكلم عن جميع المطارات العربية؛ لأنني لا أستطيع الهبوط في مطار بيروت خوفا على نفسي من «حزب الله» الذي يمثل دولة داخل دولة، كما أنني لا أستطيع الهبوط في مطار دمشق بسبب الحرب، ولا في مطار طرابلس أو بنغازي بسبب الاضطرابات. أتمنى أن تهدأ أحوال دولنا العربية لتتحول إلى دول ناجحة بدلا من ذهابها إلى الفشل.