ديفيد فيكلينغ
TT

سباق النفط... العرض والطلب

تعرضت شركة «ويست تكساس إنترميديات كرود»، وتعني شركة «خام غرب تكساس الوسيط»، لأكبر هبوط خلال الشهور الثلاثة الماضية، الأمر الذي أدى إلى تراجع عائداتها بواقع 5.5 في المائة، بعد أن هبط العقد لمستوى أدنى مما يعرف بـ«المتوسط المتحرك» لمدة 200 يوم للمرة الأولى خلال عام، مما يعطي مؤشراً سلبياً للتحليل الفني.
وقد فعل معيار خام «برنت» الشيء نفسه في «المتوسط المتحرك» لمدة 50 يوماً.
وإذا اقترن ذلك مع كلمات التفاؤل بشأن العرض، التي وردت على لسان وزير الطاقة السعودي، والتوقعات بشأن المخزون الكبير في الولايات المتحدة، فإن هذا يعني أن السباق قد انتهى.
ورغم أن ارتفاع أسعار النفط وهبوط عملات الأسواق الناشئة خلال السنوات القليلة الماضية قد أدت إلى صدمة في أسواق النفط في بعض الدول، فإن الطلب لا يزال صامداً إلى حد كبير.
ولنأخذ الصين مثالاً، فقد تفوقت على الولايات المتحدة بأن أصبحت أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. فقد شهدت الصين العام الحالي سبعة شهور من شهورها الثمانية القياسية. والهند، التي تفوقت على اليابان في السنوات الأخيرة في أن تصبح ثالث أكبر مستورد في العالم، سجلت الرقم القياسي نفسه، على الرغم من ارتفاع أسعار المنتجات. وتفوقت نيودلهي كذلك على تكساس في استهلاك الغازولين والديزل بداية الشهر الجاري.
ورغم ارتفاع أسعار الديزل المستخدم في السرعات العالية، الأكثر شيوعاً والمستخدم في المركبات ذات العجلتين والثلاث التي تعج بها شوارع الهند، وهو ما حدث قبل ذلك بعام كامل، تحديداً في سبتمبر (أيلول)، فإن استهلاك الغازولين للسيارات والغاز الطبيعي المسيل لأغراض الطهي قد واصلا الارتفاع. إذا استطعت أن ترى ميلاً لتغيير الاتجاه في هذه الخريطة التي حاولنا تخفيف حدتها بالعودة إلى التغيير السنوي وتعقب الطلب الربع سنوي، فسيعني ذلك أن عينيك أفضل من عينيّ.
إن كثيراً من الحالات التي حددت سباق النفط عام 2018 لم تبرح مكانها، ولن تتغير قبل حلول العام القادم. والفجوة بين شركة «ويست تكساس للنفط الخام» في حوض «بيرمان» وتسعيرها في أوكلاهوما قد ضاقت بدرجة كبيرة، مقارنة بمستواها منذ عدة سنوات. ويعني ذلك أن الوفرة في هذا الحوض بدأت تتلاشى؛ لكن ربما كان ذلك بسبب نمو التباطؤ عن التوقعات بأن عجز الأنابيب على استيعاب وإيصال النفط إلى الموانئ الساحلية قد انتهى.
وبالنظر إلى الفجوات القادمة في عام 2019، فإن الفجوة لن تضيق حتى النصف الثاني من العام القادم. ونتيجة لذلك، فإن المصدر الرئيسي لنمو إمدادات النفط في السنوات الأخيرة لا يزال منفصلاً بدرجة كبيرة عن الأسواق العالمية. وإن السعودية نفسها ربما تقترب من قدرتها الإنتاجية بصورة أكبر مما كان عليه الحال في العقود الماضية. وتتطلع لإنتاج 1.5 مليون برميل يومياً، ترتفع إلى مليوني برميل؛ والآن هناك فقط 2 في المائة من إنتاج العالم موجود كاحتياطي، بحسب «وكالة الطاقة الدولية»، والرقم في تضاؤل.
لا يزال من الممكن أن يخرج العالم من فجوة العرض والطلب الأخيرة، وأن يبلغ الطلب 100 مليون برميل يومياً، من دون ارتفاع الأسعار مجدداً. لكن لكي يحدث ذلك، يجب أن تكون الأوضاع فيما يخص العرض على ما يرام، ويجب أن يبدي الطلب قدراً من الاجتهاد الذي لم نره حتى الآن. ولذلك لا تحكم على السباق من الآن.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»