مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

برافو عليكم يا (قبضايات)

رجل إنقاذ كان يعمل في إحدى شركات الإغاثة في شواطئ ولاية فلوريدا الأميركية فقد عمله لأنه ترك نقطة المراقبة التابعة له من أجل إنقاذ صبي كاد يغرق في منطقة لا تدخل في دائرة مسؤوليته.
إلا أن الشركة (كافأت) جهود المنقذ بإقالته، معللة ذلك بضرورة التزام العاملين فيها بالقواعد التي أقرتها. وقدم اثنان من رجال الإنقاذ العاملين في الشركة ذاتها استقالتهما تضامناً مع زميلهما الذي أصبح محط أنظار الصحافيين الأميركيين.
وبرر رئيس الشركة ما فعلوه بأنه أمر طبيعي، لأن العامل عندهم هو مثل الجندي في الجيش، وعليه ألا يبرح مكانه ومنطقته التي كلف الحفاظ عليها مهما حصل. غير أن الإعلام بكل وسائله، وكذلك الصبي وعائلته، شنوا هجمة مضادة على الشركة ورئيسها، مما دفع جماهير كبيرة للتعاطف مع الرجل المنقذ. وكانت هذه الحادثة، وهذا الموقف، وبالاً على الشركة لأن مقاطعتها أدت إلى انهيارها.
***
أنا أستغرب من هذه الدول الأوروبية التي تدعي أنها تحارب المخدرات، ثم تسمح دولة كهولندا بتعاطي الحشيش في مقاهيها، والمضحك المستغرب أنها في الآونة الأخيرة قصرت تناول هذا المخدر على مواطنيها فقط، ومنعوا الغرباء من دخول هذه المقاهي. وسيكون الألمان والفرنسيون والبلجيكيون هم أول من يطالهم تطبيق هذا القانون، حيث اعتاد كثير من أصحاب هذه الجنسيات على الذهاب إلى هولندا عبر الحدود البرية مع بلادهم لتدخين الحشيش في هذه المقاهي. والمضحك والمؤلم أكثر أن بعض وسائل الإعلام شنت حملة على الحكومة الهولندية، واتهمتها بالتفرقة والعنصرية، ولم تأتِ إطلاقاً بأي ذكر للحشيش نفسه!!
إذن، ماذا أقول لبعض الأحزاب اللبنانية التي تشجع على زراعة الحشيش وتعاطيه والمتاجرة به؟!
برافو عليكم يا (قبضايات).
***
عازف الجيتار الشهير غراهام كان قد صنع له تابوتاً عند نجار محترف، على شكل جيتاره، وعندما توفي وضعوه في (التابوت الجيتار) ودفنوه.
وهو من وجهة نظري أفضل من رجل أفريقي سكير عربيد مدمن على شرب البيرة، صنع له أيضاً تابوتاً على شكل زجاجة بيرة (Heinken)، وعندما (فطس) - أي مات - مددوه في ذلك التابوت، وإذا بهم يضخون ويترسون الزجاجة عن بكرة أبيها بالبيرة، حسب وصيته، ويغلقونها عليه، ثم يهيلون عليها التراب.
***
تثقفوا، يا قوم:
الطفل الروسي ينادي أمه قائلاً: ما نجيه، والهولندي: ماتكا، والنمساوي: موترك، والبلجيكي: نينا، والعربي: أمي، أما الطفل الياباني - وهو ألطفهم - فيناديها قائلاً: ها ها.