مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

نجاد... المشغول بقميص سيرينا!

عجائب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لا تنقضي، وآخرها دفاعه المجيد عن حق لاعبة التنس العالمية سيرينا ويليامز بارتداء «الاسترتش» الأسود اللاصق بجسدها، المخالف لمعايير اللباس في البطولة الفرنسية للتنس المقبلة.
أحمدي نجاد الذي قال في تعليق شهير له إن المهدي المنتظر تجلّى له وأفاض نوره عليه وهو على منبر الأمم المتحدة يلقي كلمة إيران، كتب على حسابه بـ«تويتر»: «لماذا لا تحترم بطولة فرنسا المفتوحة (للتنس) سيرينا ويليامز؟».
ثم يضيف الرسالة الأهم وهي: «للأسف بعض الناس في كل البلدان ومنها بلدي، لا يدركون المعنى الحقيقي للحرية».
من آخر الأمور التي يمكن تصديقها هو أن أحد منتجات الخمينية المنقوعة في أدبياتها منذ اليفاع والصبا، معنّي بحرية المرأة في فرنسا أو أميركا، هذه مزحة، لا يمكن التعامل معها بجد، كأن تصدق أن البغدادي، خليفة «داعش»، معني بحماية الدلافين البيضاء أو الفقمات السوداء في القطب الشمالي من الصيد الجائر!
الحق هو أن الرئيس الإيراني السابق ليس مشغولا بشكل ولون ملابس السيدة الأميركية السمراء سيرينا، بطلة التنس الجامحة، بل هو مشغول بمناكفة السلطات الحالية، حيث قرّر الرجل التحول لدور المعارض، بطل الشعب، والركوب على موجة الغضب الشعبي من فساد ورداءة السلطة الإيرانية، بداية من رأس الهرم، المرشد خامنئي نفسه.
بوقت سابق، نشر نجاد شريط فيديو طالب فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني بالاستقالة، وأضاف: «يا سيد روحاني الشعب لا يقبل بك... أنت والأصوليون والإصلاحيون جميعكم شركاء فيما يحدث».
الرجل يحاول رسم صورة جديدة لنفسه، ومغازلة فئات الغضب الإيراني الشعبي، ومنهم الشباب والشابات، الذين يرفضون تزمت السلطات وجماعاتها الشعبوية المسلحة بالدعم الرسمي، خاصة تجاه النساء.
منع النساء من حضور مباريات كرة القدم، وكل الفعاليات الرياضية، وقمع النساء، سلوك مألوف من حكام طهران، بما في ذاك مرحلة أحمدي نجاد، لذلك ليس له شرعية أخلاقية ليتصدر اليوم خطاب الحريات الفردية، بما فيها رفع الأغلال عن النساء. وفي 2015 السلطات الإيرانية احتجزت الإيرانية - البريطانية غنجة قوامي بعد أن حاولت حضور مباراة للرجال في الكرة الطائرة. وحكم عليها بالسجن لمدة عام.
هو يثرثر بهذه الأمور نكاية بحكام اليوم، وقد أزعج نهجه هذا رأس المنظومة الخمينية، ففي ديسمبر (كانون الأول) 2017 انتقد المرشد خامنئي بشدة مواقف الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، واتهمه بنشر «سخافات» ضد أجهزة الدولة الإيرانية.
عجائب الشعبوي الخميني العتيد محمود أحمدي نجاد وغرائبه وأباطيله وأسماره لا حدّ لها، ولسان حال المرشد خامنئي اليوم: حتى أنت يا نجاد!