حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

السعودية والحج

تستعد السعودية كعادتها كل عام لاستقبال ضيوف الرحمن وإدارة موسم الحج، وهي لأجل ذلك تجند كافة مواردها البشرية والمالية لإنجاح موسم الحج.
وكل سنة تخرج نفس الأصوات الشاذة، وتحديداً من النظام الطائفي البغيض في إيران، وأبواقه في لبنان، وانضم إليهم هذه السنة نظام الانقلاب في قطر بنقدهم الجهود السعودية لتنظيم الحج، ويدخلون الشأن السياسي وخلافاته وتباين الآراء فيه عنوة.
التطور النوعي العظيم في كم ونوعية الخدمات المقدمة من السعودية في كل قطاعات الحج ليست بحاجة لشهادة، فهو واضح لكل منصف، والمشاريع المعلنة سنويا تؤكد ذلك الأمر بشكل عملي. الخبرة التراكمية التي اكتسبتها السعودية ومن خلال الاستفادة من التجارب والتطوير المستمر للحلول، مكنها من تقديم خدمات الحج بشكل ميسر للحجاج عاما تلو عام.
السعودية، البلد الوحيد في العالم العربي لديه وزارة للحج جندت إمكانياتها بشكل استثنائي لتحويل الركن الخامس من الدين الإسلامي إلى رحلة ميسرة. ولذلك عندما نرى «الأصوات المعترضة» على دور السعودية في الحج، ونعرف أسبابها لا يجب الاستغراب ولا أخذها بالجدية الموضوعية. أسباب الحملة المضادة هي أسباب سياسية وطائفية بامتياز، ولا يوجد فيها أي موضوعية ولا أمانة ولا مصداقية، ويكفي القول بأن من وراءها هما إيران ونظام الانقلاب في قطر.
السعودية قامت بتوظيف جيد للتقنية في استخدامها المؤثر والفعال لتيسير المناسك على حجاج بيت الله الحرام، تقنية مثل الليزر والماسح الضوئي وطائرات الدرون وغير ذلك، بالإضافة إلى طائرات الهيلكوبتر والقطارات المتطورة التي أثبتت كفاءتها وجدارتها بشهادة من استخدمها. كاتب هذه السطور شاهد عيان على التطور النوعي الهائل الذي حصل تحديدا في الخدمات الصحية والمواصلات منذ حقبة الثمانينات الميلادية الماضية، فلقد كتب لي المشاركة في بعض المشاريع المتعلقة بالقطاعين، ورأيت بنفسي النقلة النوعية الهائلة والكاملة، كانت خطط تطوير الحج ومناسكه يتم إعدادها بالانفتاح على الفتاوى الميسرة والبعيدة عن التضييق والتشدد. والانفتاح على المقترحات المقدمة من معهد أبحاث الحج، بالإضافة للاقتراحات المختلفة من العاملين في معظم القطاعات.
هكذا بنيت خطط التطوير والإصلاح في مناسك الحج، ولذلك عندما يأتي النقد والتشكيك لما تقوم به السعودية من قبل النظام الطائفي في إيران الذي دأب منذ يوم وصوله إلى الحكم على إحداث عشرات الحوادث، التي أدت إلى موت العشرات من الحجاج ورجال الأمن عبر السنوات، وكأن فتن الحج باتت أحدى أهم أهداف نظام إيران الطائفي البغيض. نظام لا يتيح حق الصلاة الجماعية للمذاهب المخالفة له، كيف له أن يطالب بأي رأي في موضوع يهم المسلمين وهو المعادي لهم؟! أما نظام الانقلاب في قطر، نظام الابن الذي غدر وخان أباه، نظام من خان وغدر بإخوانه وجيرانه وأطلق الفتن وأسال الدماء وزرع الإرهاب في المنطقة، هل يحق له أن يقول شيئا فيه مصلحة المسلمين وهو المصدر للفتنة؟ الأدلة واضحة وعلى الأرض ولكل منصف عادل وشريف أن السعودية تأخذ مهمة تأمين الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وسهولة وكرامة بكل جدية واهتمام.