مارك وايتهاوس
TT

الاقتصادي الأميركي وعلاج العلل الاجتماعية

ليس دونالد ترمب الرئيس الذي يتوقع أن يضيق الفجوة بين الأميركان السود والبيض، لكن هذا ما حدث بالفعل في سوق العمل خلال فترة رئاسته.
يواجه الأميركان في الولايات المتحدة سلسلة طويلة من العقبات التي لا تنتهي للحصول على فرصة عمل. فغالباً ما ينشأ السود في مناطق تعتبر فيها فرص الرعاية الصحية والتعليم شحيحة. وعندما يتقدمون للحصول على فرصة عمل، نادراً ما يستجيب لهم أحد ويمنحهم الفرصة. ونتيجة لذلك، فقد أصبحت نسبة التوظيف بين السود أقل من نظيرتها بين البيض.
ولا يستطيع النمو الاقتصادي وحده علاج العلل الاجتماعية والقضاء على التمييز. لكن هذا ما حدث بالفعل، حيث إن عمليات التوظيف المستمرة هبطت بمعدلات البطالة لمستويات غير معهودة منذ عقدين للدرجة التي جعلت أصحاب الأعمال يسعون إلى توسيع نطاق البحث عن المزيد من راغبي العمل.
ففي الشهور الثلاثة حتى يوليو (تموز) الماضي، بلغت نسبة التوظيف بين السود 58.3 في المائة، وهي نسبة تقل بواقع 2 في المائة فقط عن التوظيف بين البيض، وتعد الفجوة الأقل إذا ما عدنا إلى الوراء في سجلات التوظيف حتى عام 1972.
قد يشوب تلك المقارنة بعض الشك بسبب طفرة المواليد البيض التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وهو الجيل الذي اقترب من سن التقاعد الآن. ويعني ذلك أن الصورة تبدو أقرب إلى الأشخاص في سن ذروة العمل والإنتاج، ما بين 25 – 54 سنة.
ففي الشهور الثلاثة التي سبقت يوليو الماضي، بلغت فجوة التوظيف على المستوى القومي بين السود والبيض 4.3 في المائة، وهي النسبة الأقل منذ عام 1979.
ما السبب في ذلك؟ ولمن يعود الفضل في تحقيقه؟ إلى حد ما، حدث ذلك بسبب الدورة الاقتصادية. فالأميركان السود هم آخر المستفيدين من التوسع وهم أكثر من يعانون من الكساد، ولهذا أوجدت تلك السياسة الفارق. فقد ساعدت المحفزات المالية التي قدمها البنك الاحتياطي الفيدرالي - ومن ضمنها سعر الفائدة الذي يقترب من الصفر – في إنعاش التوظيف (وإن جادل البعض بأن البنك الفيدرالي كان عليه أن يكون أكثر شراسة في قراراته).
ربما أن الرئيس ترمب قد لعب دوراً أيضاً، فحزمة التخفيضات الضريبية المقدمة للشركات التي حولها الرئيس إلى قانون في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تعد محفزاً مالياً آخر. صحيح أنها جاءت في الوقت الخطأ لأن عجلة الاقتصاد كان تدور بكامل طاقتها، لكنها ستعزز من وضع الدين الوطني رغم أن الحكومة يتعين عليها فعل عكس ذلك. لكن من شأن ذلك أيضا أن يعطي الحافز المطلوب لتوظيف الناس بدلا من تركهم على الهامش.
ولذلك، سواء قصد ترمب ذلك أم لا، فقد ساعد السود على اللحاق بالبيض، على الأقل حتى فترة الكساد القادمة.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»