د. أحمد عمر هاشم
* عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
TT

كنا نتسابق لجلب الصائمين وعابري السبيل لموائدنا

رمضان كان موسما للتسابق مع أبناء بلدتي الصغيرة بقرية {بني عامر} بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، لجلب الصائمين من عابري السبيل والمارين على بلدتنا لموائد الإفطار، وبعد الإفطار نذهب لصلاة العشاء والتراويح وتلاوة القرآن، وبعد أن ذهبت إلى الجامعة كنا نحضر الدروس الدينية في قاعة الإمام محمد عبده بمنطقة الدراسة بحي الأزهر، وكان الدكتور محمد فتح الله بدران أستاذا لنا في الدراسات العليا.. وكنت شديد الحرص على الجلوس لدرس أستاذ كان يدرس لنا في الدراسات العليا، وكان يطوف معظم محافظات مصر في رمضان وكنت أرافقه خلال إلقائه للدروس، فكانت أيام السكينة والرحمة بحق أتذكرها وأتذكر فيها عبق المودة والرحمة بين الناس.
المسلمون يستقبلون شهر رمضان وهم يتذكرون به ما حباه الله تعالى به من نزول الوحي الإلهي فيه، وإعلان نور الهداية السماوية، ونشر الحق والخير والسعادة والعلم والمعرفة منذ صافح الوحي قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأولى آيات الوحي الإلهي {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}.
ولرمضان إيحاءاته في أول نصر حققه الله تعالى للمسلمين في غزوة بدر الكبرى ولشهر رمضان خصوصية بليلة القدر التي جعلها الله خيرا من ألف شهر.
إنها إيحاءات تثير في النفوس معاني الحب والسرور والانشراح والحب باستقبال هذا الشهر وتدعو رواد الخير ومن يرجون الله والدار الآخرة إلى أن يقبلوا وتدعو العصاة إلى أن يتوبوا إلى ربهم فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
والصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها، وهو شهر الدعاء، وشهر الجود والإحسان؛ لذا كان صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح - أجود ما يكون في شهر رمضان.

* عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف