حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

إيران وفقاعة التهديد الأجوف

كان اللواء الإيراني الطائفي سيد يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي صفيقاً وتصريحاته توحي بالبلطجة، وذلك حين هدد بـ«قصف السعودية، إذا أراد السعوديون (ارتكاب خطأ)»، على حد قوله الذي نقله موقع «سي إن إن» العربي أمس الاثنين، وبكل غطرسة وخيلاء وتعجرف اعتبر نظامه الطائفي الدموي الوحشي هو «القوة الأولى في المنطقة».
هذا التصريح المستفز لا تحسبوه شراً لكم؛ هو أولاً صراخ على قدر الألم، فما يجري في اليمن من انتصارات للتحالف ضد الخمينية التي تحتل العاصمة اليمنية، ومنها تخليص الحديدة من البراثن الخمينية وسيطرة التحالف على معظم الأراضي اليمنية، كل ذلك يفهمه الخمينيون أن الوجود الإيراني يُنتقص من أطرافه، ويقضمه التحالف بقيادة السعودية من كل أجزائه، وهذا التصريح البلطجي لزعيم الحرس الثوري الإيراني الإرهابي رجع صدى للتطورات على ساحة الصراع مع نفوذ الخمينية وتمددها.
بل إن الصواريخ الحوثية العبثية التي تستهدف المدن والبلدات السعودية هذه الأيام هي صواريخ «نفسية» معنوية أكثر منها حربية، فالحوثي الإيراني يعلم يقيناً أن صواريخه الباليستية مكلفة جداً وعديمة الفعالية جداً، وتذوب أمام لهيب المضادات السعودية المتطورة، فالخمينيون وأذنابهم الحوثيون لا يريدون منها إلا «تسجيل حضور» ودعماً نفسياً معنوياً - لأفرادهم وحلفائهم الذين أوجعتهم الضربات المتتالية للشرعية اليمنية المدعومة بقوة من التحالف السعودي الإماراتي، ولولا الحذر الشديد من التحالف في إلحاق أي ضرر بالمدنيين لكانت وتيرة الحسم أسرع وأكبر، ولك أن تعقد مقارنة بين البعد الإنساني في ضربات التحالف بقيادة السعودية في حربه ضد الاحتلال الإيراني، وبين ما تفعله الخمينية المتوحشة عبر حليفها البائس المتهالك بشار الأسد من تدمير هائل للمدن والبلدات السورية عبر البراميل العشوائية المتفجرة وتفجيرها على رؤوس مدنييها مع أن الغاية هي استهداف ميليشيات المعارضة السورية المحدودة العدد والعتاد.
وفي إشارة واضحة إلى تفاخر رموز الطائفية الخمينية وتباهيها بغزوها واحتلالها لعدد من الدول العربية، يقول سيد يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني: «القوات العسكرية الإيرانية لها خطوط واضحة لمواجهة جميع التهديدات، كما أن قدرتنا وصلت إلى سواحل البحر المتوسط»، هذا التمدد الإيراني والتوسع الطائفي والاحتلالات المتتابعة لن يهنأ بها رموز الخمينية حتى يحتلوا رأس العالم الإسلامي وذروة سنامه، وهذا بالتحديد مصداق لما أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة «الإخبارية» السعودية، في مايو (أيار) العام الماضي، قال الأمير محمد: «لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ. ونعرف أن السعودية هدف رئيسي للنظام الإيراني. الوصول لقمة المسلمين هدف رئيسي لإيران».
أما حكاية تهديد القصور الملكية فلا أبلغ من هذا البيت العربي القديم رداً عليه:
فَدَعِ الوَعيدَ فما وَعيدُكَ ضائري
أطنين أجنحة الذباب يضير؟