مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

كُتب لي عمر تعيس

احتفل زوجان بريطانيان بعيد زواجهما التسعين، فالزوج عمره 109 سنوات، والزوجة عمرها 102 سنة، ويعتقد أنهما أقدم زوجين في العالم.
أما أخيب زوجين، وأقصر حياة زوجية، فقد تمت تحديداً في السعودية، حيث لم يحظَ الزوج بالرؤية الشرعية للزوجة، إلا عندما كانا في «الكوشة»، وكشفت هي عن وجهها الصبوح من أجل التقاط صورة العرس التذكارية.
فلم يحتمل العريس ما رأى، وتكسرت الصورة التي رسمها في مخيلته، فصرخ بوجهها قائلاّ: «لا، لا، لست أنتِ الفتاة التي أريد، لست أنتِ التي في مخيلتي... أنا آسف أنت طالق». وتركهم وخرج.
***
نظرت محكمة الأحداث في البحرين، في قضية شغالة آسيوية عمرها 42 عاماً، بتهمة تعريض حدث للانحراف ومساعدته على ذلك، بعدما حملت وثبت بتحليل الحمض النووي (DNA) أن والد الطفل الذي أنجبته هو ابن العائلة التي تعمل لديها، وعمره 13 عاماً.
وقالت محامية المجني عليه، إن الشغّالة استطاعت إخفاء حملها عن الأسرة عن طريق تصّرفها بشكل طبيعي طوال فترة الحمل، إضافة لتخطيطها للسفر قبل موعد ولادتها، ولكن لسوء الحظ أن المخاض داهمها مبكراً، ووضعت طفلها في دورة المياه، وبادرت هي باتهام الطفل باغتصابها، فكيف له القدرة أن يغتصبها وهي أكبر منه عمراً ووزناً بثلاث مرات!
وأشارت التحقيقات مع الطفل إلى أنه «مجني عليه» بسبب عدم صمود أقوال الشغالة أمام القرائن، فيما تقول المحامية إن الشغالة هي التي علّمته المعاشرة بعد تحريضها له على ذلك. انتهى.
كل هذا الكلام قرأته وصدّقته، غير أنني أتعجب من قدرة هذا الطفل، الذي فعل ما فعل وعمره 13 سنة، إذن ماذا سوف يفعل إذا وصل عمره إلى 23 سنة؟!
***
قبل سنوات كُتب لي عمر جديد لم أتوقعه، عندما كنت أبني منزلي الذي أسكنه الآن. وفي ذلك الوقت عندما كنا نحفر لنضع الأساسات، صادفنا «كيبل» كهرباء مكشوف، واستدعيت المقاول ليحل هذه المشكلة، فأكد لي قائلاً: إنه خامد وليست فيه خطورة، وإذا لم تصدقني «زيحه» أنت بيدك. ومن هبالتي مددت يدي لكي أزيحه فعلاً، ولولا لطف الله وتدخل من كان بجانبي، عندما أمسك بيدي فجأة، وقال للمقاول: «لو تكرمت زيحه أنت»، وإذا به يبتسم ابتسامة صفراوية ويقول: «الحقيقة أنني لست بواثق».
وعندما أتى مهندس من شركة الكهرباء للمعاينة، قال بالحرف الواحد: «لو أن أحداً أمسك به لذهب في خبر كان»، ولا أدري إلى الآن هل كان المقاول «ناويلي على نية» وأنا «يا غافل لك الله»؟! عموماً، الحمد لله على البقية الباقية من هذا العمر التعيس.