مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

قُتِلَ الإنسان ما أكفره

تقطّع قلبي أو كاد يتقطّع، عندما كنت أشاهد على محطة «BBC»، تحقيقاً ولقاءً مع امرأة عراقية اسمها سكينة، وهي مشرفة على دار لرعاية الأيتام.
وهم أيتام ولا كل الأيتام؛ هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عدة أشهر وعشر سنوات، هم خليط من الذين فقدوا أمهاتهم وآباءهم.
والمضحك المبكي أنهم حصيلة أبناء وبنات الدواعش الذين قتلهم الجنود العراقيون، وأبناء وبنات الذين قطع رقابهم الدواعش.
ويحق لي لو أن قلبي كاد يتقطع عندما شاهدت هؤلاء الأطفال الأبرياء وهم يتضاحكون ويلعبون مع بعضهم بعضاً، بكل سعادة ومحبة وكأن الدنيا لا تسعهم.
وتخيلت لو أنه قُدّر لهؤلاء الأطفال أن يكبروا قبل أن تنتهي تلك المأساة المخجلة المفزعة، عندها أنا على يقين من قتل ونحر هؤلاء الأطفال بعضهم بعضاً.
صدق المولى عندما قال: « قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ».
***
أنهت إذاعة «راية» الإعلامية الفلسطينية والإعلامي طلعت علوي بنجاح إجراء أطول حوار إذاعي في العالم لدخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
ونقلت الإذاعة الحوار الأطول في العالم بدءاً من تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر الاثنين واستمر حتى الساعة الثانية بعد ظهر الأربعاء، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في موسوعة «غينيس» بـ50 ساعة متواصلة على الهواء.
واستضاف المذيع في برنامجه الكثير من الشخصيات الفلسطينية، من أبرزها الرئيس محمود عباس، ورئيس وزرائه رامي الحمد الله، وغيرهما من المسؤولين، إضافة إلى المواطنين العاديين - انتهى.
هل يحق لنا أن نفخر بهذا الرقم القياسي من «الرغي» وطق الحنك؟! هل هذا هو الذي نحن فالحون فيه، وهذا هو الذي قدّرنا الله عليه؟! وأخيراً، هل يحق لي أن أقول: صدق من أكد أن «العرب ظاهرة صوتية» فقط لا غير؟!
***
مع الأسف، أن محافظة القاهرة، تعاني من تفشي سرقة الأغطية الحديدية لفتحات الصرف الصحي، حيث يتسلط عليها اللصوص لينزعوها ثم يصهروها ويبيعوها حديداً خاماً، ليسقط فيها من يسقط، ويشقح فوقها من يشقح، ويستنشق «عطورها» من يستنشق.
وبالمقابل، أو على النقيض من ذلك، استغلت بلدية طوكيو تلك الأغطية التي تقدر بالملايين وتركتها للفنانين يرسمون ويبدعون عليها، إلى درجة أنها أصبحت من جمالها واجهة مشرقة للسياح، إلى الحد أن صورها امتلأت بها بطاقات الأعياد والتهاني بالمناسبات.
أرجوك، ثم أرجوك يا قلبي لا تحزن.
***
هناك مثل صيني يقول بما معناه: الجالس في قعر البئر ليتأمل السماء، يجدها صغيرة.