حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

ذئب الخمينية ما يهرول عبثاً

الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (نحو 470 ألف ملف)، والتي حصلت عليها خلال الغارة التي شنتها على مقر مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن عام 2011، كشفت مزيداً من العلاقة بين تنظيم القاعدة ونظام الخميني، وهذا تحصيل لحاصل وتأكيد لمؤكد، وترسيخ لما هو ثابت؛ فإيران دوماً ملاذ قادة «القاعدة»، وتطلق لهم في أراضيها الحرية الكاملة بالتنقل والتخطيط لتنفيذ جرائمها ضد الخصوم المشتركين لـ«القاعدة» ونظام الخمينية، وهذا ما أثبتته الوثائق التي حصلت عليها الاستخبارات الأميركية من بيت أسامة بن لادن في قرية أبوت آباد في باكستان بعد الهجوم عليه ثم قتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وقد عرضت واحدة من الوثائق عمق العلاقات بين تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن من جهة وإيران من جهة أخرى؛ إذ كشفت الوثيقة المكونة من 19 صفحة أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة دعمه بكل ما يلزم، بما في ذلك المال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية ودول الخليج. وثبت لاحقاً أن حزب الله اللبناني التابع لإيران قد درب عدداً من القاعديين الإرهابيين لذات الغرض، كما أوت إيران عدداً من قادة الفصائل الأفغانية بعد أن هزمتهم حركة طالبان.
غاية إيران من إيواء قادة «القاعدة» وبعض قادة الفصائل الأفغانية واضحة، وهي العمل المشترك مع كل فصيل إرهابي يحقق غايتها في التخريب في المنطقة، وخصوصاً خصمها اللدود المملكة العربية السعودية، وإلا فالكل يعرف أن آيديولوجيا «القاعدة» متنافرة مع آيديولوجيا الخمينية، بل الكل يعرف أن «القاعدة» ومعها عدد من فصائل «الجهاد الأفغاني» كانت تحارب الفصيل الأفغاني الموالي لطهران، ومع ذلك يغض نظام الخمينية الطرْف عن كل الأعمال الحربية ضد مصالحه، ويركز على استغلال وجود رموز «القاعدة» لتقديم الدعم اللوجيستي لتنفيذ أعمالهم العدائية ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة.
وحتى دعم نظام الخمينية لحركة حماس يسير وفق أجندات متضاربة ومتناغمة في آنٍ واحد، مع اختلاف الآيديولوجيات والمرجعيات عند الخمينية وعند حماس؛ فحركة حماس تريد الدعم لحركتها، والخمينية ليس غايتها من دعم حماس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بل لها غايات سوداء، فذئب الخمينية لا يهرول عبثاً.
نعود لموضوع الوثائق القاعدية التي أفصحت عنها الاستخبارات الأميركية، فقد نفى جواد ظرف وزير خارجية إيران في تغردة له مساء الخمس الماضي في حسابه على موقع «توتر» أن «أخباراً ملفقة وانتقائية نشرتها (سي آي إيه) حول علاقة (القاعدة) مع إران، لا مكنها إلغاء دور حلفاء أمركا في حادث 11 سبتمبر (أيلول)»، وهو حين يتهم حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة يطبق المثل العربي الشهير «رمتني بدائها وانسلت»، وإلا فالمتتبع المحايد يعرف درجة الخداع التي ينتهجها نظام الخمينية، فهم الذين يتنصلون من تبعية الحوثي لهم، وقد فضحهم الصاروخ الإيراني الذي أطلقه الحوثي، مستهدفاً مطار الملك خالد بمدينة الرياض السبت الماضي، ومارس نظام الخمينية نفس الخداع والكذب والمماطلة في موضوع مفاعل إيران النووي، إذن فنظام الخمينية عبارة عن عصابات إرهابية دموية لديها الاستعداد للتعاون مع التنظيمات الإرهابية بل مع الشيطان نفسه، لتحقيق غاياتها السيئة.