طنين الأذن... ما أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

طنين الأذن حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً (متداولة)
طنين الأذن حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً (متداولة)
TT

طنين الأذن... ما أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

طنين الأذن حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً (متداولة)
طنين الأذن حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً (متداولة)

إذا كنت تسمع رنيناً مستمرّاً أو أصواتاً غريبة في أذنك دون مصدر خارجي، فأنت تُعاني مما يُعرف ﺑ«طنين الأذن»، وهو حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً، وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للصم. ورغم أن الأعراض قد تختلف بين طنين خفيف أو صفير عالٍ أو حتى موسيقى وهمية، فإن غالبية الأشخاص تتأقلم معه، بينما تُعاني نسبة ضئيلة من الناس من تأثيراته المزعجة على جودة الحياة، كما تُوضح الدكتورة تينا هوانغ، اختصاصية الأنف والأذن بجامعة مينيسوتا الأميركية.

ما طنين الأذن؟

طنين الأذن هو إدراك الشخص لأصوات غير موجودة في البيئة المحيطة، تُوصف غالباً برنين أو طقطقة أو أزيز، وقد تكون متقطعة أو مستمرة، عالية أو منخفضة الصوت. وتُشير سارة سيدلوسكي، مديرة برامج السمع بكليفلاند كلينك الأميركية، إلى أن بعض المرضى يسمعون أصواتاً تشبه الموسيقى أو الأمواج! وتكمن الخطورة حين يُصبح الصوت مُربكاً لدرجة تعطيل التركيز أو النوم، ما قد يُسبب توتراً نفسيّاً أو مشكلات اجتماعية، وفق ما نقله موقع «يو إس آي توداي».

الأسباب الخفية: من الشمع إلى الأدوية!

رغم غموض آلية الدماغ في إنتاج طنين الأذن، تُعد العوامل البيئية والتقدم في العمر (خصوصاً فوق سن 40 عاماً) هي الأبرز في حدوث الطنين. يأتي في مقدمة أسباب الطنين ما يلي:

- تلف الخلايا السمعية بسبب التعرّض لأصوات الضوضاء العالية (مثل الحفلات الموسيقية أو الآلات الصناعية أو الأسلحة النارية، مما يُفسر انتشاره طنين الأذن بين الجنود).

- تراكم شمع الأذن أو التهابات الأذن الوسطى.

- إصابات الرأس أو الرقبة، حتى لو لم تُسبب فقدان سمع ملحوظ.

- أدوية مُحددة مثل مضادات الاكتئاب، والمسكنات (مثل الإيبوبروفين)، وبعض المضادات الحيوية وأدوية الملاريا.

- أمراض مزمنة مثل السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، أو أورام الدماغ النادرة.

العلاج: خطوات ذكية للتعايش

لا يوجد حل واحد لجميع حالات طنين الأذن، لكن الخيارات تشمل:

- علاج السبب الرئيسي: إزالة الشمع من الأذن، أو تغيير الأدوية المسببة للطنين بعد استشارة الطبيب.

- العلاج السمعي: استخدام أجهزة تُصدر ضوضاء بيضاء أو نغمات مُخصصة لإخفاء الطنين، أو سماعات طبية لتعويض فقدان السمع.

يُشار إلى أن الضوضاء البيضاء هي صوت الترددات التي تتكرر بشكل عشوائي وبالوتيرة نفسها لمدة معينة لمساعدة الناس على النوم.

- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لمساعدة المريض على تقليل ردود الفعل العاطفية السلبية تجاه الأصوات.

- التأقلم الذاتي: عبر تشغيل أصوات مهدئة (مثل: المطر أو الموسيقى الهادئة) ليلاً، أو ممارسة تمارين الاسترخاء لخفض التوتر.

وتنصح الاختصاصية سيدلوسكي بتجنب الصمت التام، لأن الطنين يزداد وضوحاً في البيئات الهادئة، بينما تؤكد الاختصاصية هوانغ أن تحسين جودة النوم وإدارة الإجهاد عاملان حاسمان في تقليل المعاناة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا استمر الطنين أكثر من 3 أشهر، أو صاحبه ألم أو دوخة، أو تأثرت حياتك اليومية، فاستشر اختصاصياً لاستبعاد الأسباب الخطيرة (مثل الأورام). كما يُنصح بإجراء فحص سمع دوري، خصوصاً مع التقدم في العمر.

طنين الأذن ليس مرضاً قاتلاً، لكنه جرس إنذار لجسدك! قد يكون دليلاً على ضرورة حماية سمعك من الضوضاء، أو مراجعة أدويتك، أو الاهتمام بصحتك العامة. الأهم ألّا تستسلم للأصوات الوهمية؛ فبإمكانك تدريب دماغك على تجاهلها، والعودة لحياة طبيعية بخطوات بسيطة مدعومة بالعلم.


مقالات ذات صلة

رياضة «البوتشيا» تُحسن المزاج وتجدّد طاقة كبار السن

صحتك الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)

رياضة «البوتشيا» تُحسن المزاج وتجدّد طاقة كبار السن

وجدت دراسة يابانية أن رياضة «البوتشيا» تُظهر تأثيرات إيجابية على كبار السن حيث تساعد في تحسين المزاج وتعزيز الطاقة والحيوية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سيدة تعاني من مرض الشلل الرعاش (رويترز)

العيش قرب ملاعب الغولف قد يزيد احتمالات إصابتك بالشلل الرعاش

توصلت دراسة جديدة إلى أن العيش قرب ملاعب الغولف قد يزيد احتمالات إصابتك بالشلل الرعاش.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك «متلازمة Spoan» هي اضطراب وراثي نادر يتميز بمزيج من الشلل النصفي التشنجي وضمور العصب البصري والاعتلال العصبي المحيطي (أرشيفية)

اضطراب وراثي نادر يؤرق بلدة برازيلية مشهورة بزواج الأقارب

«متلازمة Spoan» أو متلازمة الشلل النصفي التشنجي وضمور العصب البصري، هي اضطراب وراثي نادر، إذ تتسبب طفرة جينية في إنتاج مفرط لبروتين رئيسي في خلايا المخ.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
صحتك يخدع كلا الدواءَيْن الدماغ ليجعل الأشخاص يشعرون بالشبع (رويترز)

«ويغوفي» أم «مونجارو»... أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟

أظهرت أول تجربة للمقارنة بين دواءَيْن رائدَيْن لإنقاص الوزن أن دواء «مونجارو» أكثر فاعلية من منافسه «ويغوفي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رغم التوصيات الصحية الحالية بـ150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعياً أو 75 دقيقة من التمارين المكثفة لكن الباحثين يؤكدون أن أوقاتاً قليلة من النشاط المكثف يمكن أن تكون مفيدة (رويترز)

مهمّة أسبوعية بسيطة قد تبطئ شيخوخة الدماغ

أظهرت دراسة حديثة أن النشاط البدني يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على صحة الدماغ، فقد يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 40 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رياضة «البوتشيا» تُحسن المزاج وتجدّد طاقة كبار السن

الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)
الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)
TT

رياضة «البوتشيا» تُحسن المزاج وتجدّد طاقة كبار السن

الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)
الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)

وجدت دراسة يابانية أن رياضة «البوتشيا» تحدث تأثيرات إيجابية على كبار السن، حيث تساعد في تحسين المزاج، وتعزيز الطاقة والحيوية.

وأوضح الباحثون من جامعة «أوساكا» للعلوم الحضرية في الدراسة التي نشرت نتائجها الاثنين في دورية (PLOS One) أن هذه الرياضة، حتى في نسختها الافتراضية، يمكن أن تكون مثالية للاستخدام في البيئات ذات المساحة المحدودة، مثل المستشفيات، ودور الرعاية، لتحسين الحالة النفسية والجسدية للمسنين.

ورياضة «البوتشيا» لعبة طُورت خصيصاً للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية، وهي من الرياضات البارالمبية التي تتطلب دقةً، وتركيزاً استراتيجياً. وتُلعب باستخدام كرات تُرمى على أرضية مسطحة، ويهدف اللاعبون إلى وضع كراتهم بالقرب من كرة الهدف.

وتختلف «البوتشيا» عن غيرها من الرياضات في أنها لا تعتمد على اللياقة البدنية العالية، بل على المهارة والتخطيط؛ مما يجعلها مناسبة لجميع الأعمار والقدرات، وقد حظيت بشعبية خصوصاً بين كبار السن لما توفره من تحفيز للعقل والجسم.

وخلال الدراسة، طوّر الباحثون نسخة افتراضية من اللعبة باستخدام تقنيات الواقع الممتد (XR)، التي تتيح للاعبين التفاعل مع بيئة افتراضية تحاكي اللعبة الواقعية، دون الحاجة لمساحات كبيرة. ويجعل ذلك من «البوتشيا XR» خياراً مناسباً بوصفها أداة لإعادة التأهيل، وتحسين الحالة النفسية والجسدية لدى كبار السن في البيئات المغلقة، مثل المستشفيات ودور الرعاية.

ودرس الفريق البحثي التغيرات في المزاج والقدرة الجسدية بين المشاركين الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، قبل وبعد ممارسة «البوتشيا XR»، والبوتشيا التقليدية، والمشي على جهاز المشي، كما قاموا بقياس النشاط العضلي في الأطراف السفلية خلال هذه الأنشطة.

وبعد جلسات «البوتشيا XR» والبوتشيا التقليدية، أبلغ مجموعة من المشاركين عن تحسن في المزاج وزيادة في مستويات الطاقة والحيوية، مقارنة بالحالة قبل التجربة. كما أظهرت النتائج أن النشاط العضلي في الأطراف السفلية كان أعلى بشكل ملحوظ أثناء ممارسة «البوتشيا»، مقارنة بالمشي على جهاز المشي، مما يشير إلى فاعلية اللعبة في تحفيز الحركة وتقوية العضلات.

وأشار المشاركون إلى شعورهم بتحسن عام في المزاج والحيوية والطاقة بعد تجربة كل من النسختين التقليدية والافتراضية من «البوتشيا». ولم تُسجل فروقات كبيرة في النشاط العضلي للأطراف السفلية بين البرامج المختلفة، رغم تسجيل زيادة في نشاط العضلة المستقيمة الفخذية، المسؤولة عن تمديد الركبة، أثناء اللعب بنسختي «البوتشيا» مقارنة بالمشي.

وخلص الباحثون إلى أن رياضة «البوتشيا XR» تقدم فرصاً واعدة للتأهيل البدني والنفسي لكبار السن، خصوصاً لمن يواجهون صعوبة في أداء التمارين التقليدية. ومع ذلك، شددوا على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات طويلة الأمد للتأكد من فاعلية هذه الرياضة في تحسين صحة كبار السن على المدى البعيد.