فحص صحّي شامل بقطرة دم فقط

يفتح الباب للتدخّلات المبكرة فتُحسّن النتائج بشكل كبير

تقنية لاكتشاف المشكلات الصحّية بقطرة دم (رويترز)
تقنية لاكتشاف المشكلات الصحّية بقطرة دم (رويترز)
TT

فحص صحّي شامل بقطرة دم فقط

تقنية لاكتشاف المشكلات الصحّية بقطرة دم (رويترز)
تقنية لاكتشاف المشكلات الصحّية بقطرة دم (رويترز)

طوَّر باحثون في ألمانيا تقنية للفحص والكشف عن أمراض عدّة، منها السكري وضغط الدم، من خلال قياس واحد فقط، وخلال دقائق.

وأوضح الباحثون في جامعة «لودفيغ ماكسيميليان» ومعهد «ماكس بلانك»، أنّ التقنية تستخدم التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، وتستطيع إجراء فحص صحّي شامل باستخدام قطرة دم واحدة، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية «سِلْ ريبورنس ميديسن».

والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، تقنية تستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتحليل التركيب الجزيئي للمواد، وكانت أداة أساسية في الكيمياء لعقود، وتعمل عن طريق إعطاء الجزيئات بصمة يمكن التعرُّف إليها بوساطة جهاز متخصّص يُسمّى «المطياف».

وعند تطبيق هذه التقنية على السوائل الحيوية المعقَّدة مثل بلازما الدم، يمكنها الكشف عن معلومات مفصَّلة حول الإشارات الجزيئية؛ ما يجعلها أداة واعدة للتشخيص الطبي.

ورغم استخدام التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء لمدة طويلة في الكيمياء والصناعة، لم يُدمَج في مجالات التشخيص الطبي.

وخلال الدراسة، جرى تحليل أكثر من 5 آلاف عيّنة من البلازما باستخدام طيف الأشعة تحت الحمراء لرصد البصمات الجزيئية في الدم، ثم تطبيق تقنيات تُعلّم الآلة المعتمدة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لفحص هذه البصمات وتصنيفها، وربطها بالبيانات الطبية.

واكتشف العلماء أنها تحتوي على معلومات قيّمة تتيح الفحص السريع للصحّة، فتُمكّن خوارزمية حاسوبية متعدّدة المَهمّات من التمييز بين الحالات الصحّية المختلفة، مثل مستويات الدهون غير الطبيعية في الدم، والتغيرات في ضغط الدم، وحتى اكتشاف مرض السكري من النوع الثاني.

كما وجدوا أنّ هذا النظام يمكنه أيضاً التنبؤ بتطور متلازمة التمثيل الغذائي قبل ظهور الأعراض بسنوات، ما يوفّر فرصة للتدخّل المبكر.

وأشار الباحثون إلى أنّ هذه الدراسة تضع الأساس لاستخدام البصمات الجزيئية بالأشعة تحت الحمراء، بوصفها جزءاً من الفحص الروتيني الصحّي، ما يمكّن الأطباء من اكتشاف الحالات الصحّية وإدارتها بكفاءة أكبر، وهذا مهمّ بشكل خاص لاكتشاف الاضطرابات الأيضية مثل المستويات غير الطبيعية من الكوليسترول والسكري في الدم؛ إذ يمكن للتدخّلات المبكرة أن تحسّن النتائج بشكل كبير.

ويأمل الباحثون في توسيع قدرات هذه التقنية، لتشمل مزيداً من الحالات الصحية من خلال تطوير التكنولوجيا وإجراء الدراسات السريرية، وأيضاً أن يؤدّي هذا العمل إلى تطوير فحص روتيني يُمكّن الأفراد من الاطمئنان إلى حالتهم الصحّية بانتظام واكتشاف المشكلات المُحتملة قبل أن تصبح خطيرة، ما يُسهم في تحسين الرعاية الصحّية على مستوى العالم.


مقالات ذات صلة

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

صحتك فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق عالمٌ من الأسرار (غيتي)

القمر كان حيّاً قبل 120 مليون سنة والدليل من زجاج البراكين

أظهرت دراسة جديدة أنَّ القمر كان يضمّ براكين نشطة منذ نحو 120 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة لقطع شوكولا (أ.ف.ب)

طعمه لذيذ ونتيجته مذهلة... بسكويت شوكولاته داكنة للرشاقة

قدَّم فريق بحثي من جامعة بييمونتي الشرقية في إيطاليا نتائج أولية لدراسة تهدف إلى تطوير بسكويت داكن يحتوي على مادة مُرّة تستهدف التحكم في الشعور بالجوع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تظهر هذه الصورة المجهرية التي التُقطت في مارس 1988 خلايا بشرية مصابة بسرطان الدم النقوي الحاد (أ.ب)

دراسة تحذّر: مكمّل شهير لإطالة العمر قد يُعزّز نموّ سرطان الدم

حذَّر علماء السرطان في جامعة روتشستر الأميركية، من مكوّن شائع في مشروبات الطاقة قد يُحفِّز نمو أنواع اللوكيميا النخاعيّة، التي تصيب نخاع العظم والدم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أظهرت دراسة كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية أن زيادة الاستهلاك اليومي للألياف - من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة - إلى نحو 25 - 29 غراماً تقلل مخاطر الوفاة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري بنسبة تتراوح بين 16 و24 % (رويترز)

لتقليل مخاطر الوفاة... طرق بسيطة لزيادة الألياف في نظامك الغذائي

في غالب الأحيان، يوصي الأطباء وخبراء التغذية بزيادة استهلاك الألياف في النظام الغذائي. أما تحقيق هذا الهدف فليس بالأمر المعقد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تناول الحوامل هذه الفاكهة يقلل من فرصة إصابة الطفل بالحساسية الغذائية

تناول النساء للأفوكادو في أثناء الحمل قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية (رويترز)
تناول النساء للأفوكادو في أثناء الحمل قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية (رويترز)
TT

تناول الحوامل هذه الفاكهة يقلل من فرصة إصابة الطفل بالحساسية الغذائية

تناول النساء للأفوكادو في أثناء الحمل قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية (رويترز)
تناول النساء للأفوكادو في أثناء الحمل قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول النساء فاكهة الأفوكادو في أثناء الحمل، قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد حلل فريق الدراسة بيانات أكثر من 2200 زوج من الأمهات والأطفال، ووجدوا أن الأطفال المولودين لأمهات تناولن الأفوكادو في أثناء الحمل كانوا أقل عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية بنسبة 44 في المائة، بحلول عيد ميلادهم الأول، مقارنة بالأطفال الذين لم تتناوله أمهاتهم في أثناء حملهن.

وبحث الفريق في تأثير الأفوكادو على مشكلات صحية أخرى لدى الأطفال، مثل الإكزيما والصفير عند التنفس، إلا أنهم لم يعثروا على أي ارتباطات ملحوظة بين الفاكهة وهذه الحالات.

الأفوكادو غني بالعناصر الغذائية المفيدة لنمو الجنين (أرشيفية- رويترز)

ولاحظ الباحثون أن الأمهات اللواتي حرصن على تناول الأفوكادو كنَّ في الأغلب غير مدخنات، وأكبر سناً ولديهنَّ درجات جودة غذائية أعلى، ومؤشر كتلة جسم أقل، مقارنة بالأمهات اللواتي لم يحرصن على تناول الفاكهة.

والأفوكادو غني بالعناصر الغذائية المفيدة لنمو الجنين، بما في ذلك الألياف، وحمض الفوليك، واللوتين، والدهون الأحادية غير المشبعة الصحية.

ويُعتقد أن هذه المكونات تدعم نمو الجهاز المناعي، مما قد يقلل من احتمالية حدوث ردود فعل تحسسية في مرحلة الطفولة.

ويعاني كثير من الأطفال حول العالم من حساسية الطعام. وتشمل أكثر أنواع هذه الحساسية شيوعاً حساسية الحليب، والبيض، والفول السوداني، والمكسرات (مثل اللوز والكاجو) والسمسم، وفول الصويا، والقمح، والأسماك، والمحار.