6 نصائح من مايو كلينيك لتأخير الشيخوخة

من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)
من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)
TT

6 نصائح من مايو كلينيك لتأخير الشيخوخة

من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)
من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)

من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم.

وبحسب موقع «ثورن» للصحة العامة، إليكم 6 نصائح من مايو كلينيك لمساعدتك على التقدم في العمر برشاقة من الداخل والخارج.

يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة (شاترستوك)

1. النظام الغذائي:

يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة. مثل السكريات والمعجنات.

والنصيحة هنا هي مساعدة جسمك بأطعمة تقلل الالتهاب، مثل الفواكه الطازجة، والخضروات والورقيات الخضراء، وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وعدم إهمال المكسرات.

أما الأطعمة التي ينصح بتجنبها لأنها تزيد الالتهاب فتتمثل في الدهون الموجودة في الأطعمة المقلية والأطعمة واللحوم المصنعة والدهن النباتي والنشويات المكررة، مثل الدقيق الأبيض والأرز الأبيض، والبطاطس البيضاء، وأنواع كثيرة من الحبوب، والخبز والمقرمشات المصنوعة من الكميات الزائدة من أحماض أوميغا 6 الدهنية والسكر المضاف.

فيما يخص التغذية أيضاً، ينصح بالابتعاد عن الكحوليات تماماً.

اجعل هدفك ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً (رويترز)

2. النشاط البدني:

ممارسة الرياضة هي إحدى أفضل وأقصر الطرق لمحاربة الشيخوخة. ببساطة لأن الجلوس وقلة الحركة لفترات طويلة يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان والوفاة المبكرة.

تحتاج للحركة كل 30 دقيقة والتحرك أكثر بشكل أكبر أثناء القيام بأعمال بسيطة مثل التحدث على الهاتف أو متابعة فيلم.

من المهم أن ترفع معدل ضربات قلبك واستخدام عضلاتك كما في تمارين الـ«إيروبيكس»، حيث يعتمد النشاط على رفع معدل النبض، وبالتالي تسريع التنفس عن المستوى المعتاد.

اجعل هدفك ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط البدني العنيف أسبوعياً.

يمكنك أيضا ممارسة تمارين القوة مثل رفع الأثقال أو تمارين وزن الجسم فهي من شأنها تحسين صحة العظام وتقليل خطر هشاشة العظام.

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن تكون له عواقب صحية خطيرة (رويترز)

3. النوم يساعدك على البقاء شاباً:

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يعني فقط الشعور بالتعب في اليوم التالي، بل يمكن أن تكون له عواقب صحية خطيرة. ويرتبط عدم كفاية النوم على المدى الطويل بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والسمنة والالتهابات وأمراض القلب والوفاة المبكرة.

نصائح لنوم أفضل:

  • اذهب إلى السرير واستيقظ في نفس الوقت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. فهذا يساعد جسمك على الالتزام بدورة نوم واستيقاظ متسقة.
  • استغل الساعة التي تسبق موعد نومك للقيام بأنشطة الاسترخاء والاستعداد للنوم.
  • تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة وضوء شاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف.
  • تجنب الكافيين والنيكوتين قبل النوم.
  • حافظ على غرفة نومك هادئة وباردة ومعتمة، هذه بيئة مثالية للنوم الجيد.

تحتوي أشعة الشمس على الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب شيخوخة الجلد المبكرة (شاترستوك)

4. احمِ بشرتك من ضوء الشمس وتلوث الهواء:

تحتوي أشعة الشمس على الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب شيخوخة الجلد المبكرة وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

نصائح للبقاء آمناً في الشمس:

  • تجنب الشمس أثناء ذروتها من الساعة 10:00 صباحاً حتى الساعة 4:00 مساءً.
  • استخدام واقي الشمس واسع النطاق كل يوم يحتوي على عامل حماية 30 SPF أو أعلى.
  • يمكن أن يؤدي الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الجوالة والتلفزيون وشاشات الكمبيوتر أيضاً إلى إتلاف خلايا الجلد، لحجب الضوء الأزرق، ابحث عن واقي الشمس الذي يحتوي على مزيج من أكاسيد الحديد أو أكسيد الزنك أو أكسيد التيتانيوم.

نصائح لحماية بشرتك من تلوث الهواء:

  • يؤثر تلوث الهواء الداخلي والخارجي أيضاً على مدى سرعة شيخوخة الجلد. تطفو جزيئات صغيرة من التلوث المروري في الهواء وتسبب فرط تصبغ الجلد.
  • كذلك الطبخ أو حرق الوقود غير النظيف يزيد من تجاعيد الجلد في الوجه وظهر اليدين.
  • تساعد بعض مضادات الأكسدة على حماية بشرتك وتقليل الأضرار الناجمة عن التلوث البيئي مثل الفيتامينات C وE.

تمارين التأمل فعالة بشكل ملحوظ في تقليل التوتر (أ.ف.ب)

5. الاسترخاء:

يساهم التوتر المستمر في مشكلات صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة. وتشمل الحالات المرتبطة بالإجهاد المزمن النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري والاكتئاب واضطرابات المناعة والصداع النصفي وحرقة المعدة والغثيان والعديد من مشكلات الأمعاء الأخرى.

نصائح لإدارة التوتر:

  • تمارين التأمل فعالة بشكل ملحوظ في تقليل التوتر لأنها تزيد من مساحة الدماغ التي تنظم العواطف. الأفراد الذين يجلسون بهدوء يمارسون التأمل لمدة ساعة واحدة فقط في الأسبوع يقولون إنهم أكثر رضا وسعادة.
  • الحياة الاجتماعية النشطة: ترتبط بحياة أطول وإحساس أكبر بالرفاهية. ركز على الأفراد أو الأنشطة التي تعني لك الكثير مثل العائلة والأصدقاء، والهوايات.
  • حرك جسمك: يمكن للتمرين أن يطرد المواد الكيميائية المسببة للتوتر من الجسم. لقد ثبت أن جلسة تمرين واحدة فقط تعمل على رفع معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم، وتحسن النوم، وتقلل من القلق في اليوم الذي تمارس فيه الرياضة.
  • الامتنان: يميل الأفراد الذين يمارسون الامتنان إلى ظهور أعراض أقل للاكتئاب ومشاعر أكثر إيجابية بشكل عام.

إذا لم يكن الإقلاع عن التدخين بشكل صارم يناسبك حاول التقليل تدريجياً (أ.ف.ب)

6. الابتعاد عن التدخين:

إذا كنت تدخن، فمن المحتمل أنك تدرك أن الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل صحتك.

إذا لم يكن الإقلاع عن التدخين بشكل صارم يناسبك، حاول التقليل تدريجياً.

  • إدارة الرغبة الشديدة: فكر في العلاجات البديلة للنيكوتين، وتحدث مع طبيبك حول العلاجات التي يمكن أن تقلل الرغبة الشديدة في التدخين، بما في ذلك أقراص الاستحلاب، أو العلكة، أو غيرهما من الأجهزة.
  • تجنب الأماكن والمواقف التي تجعلك ترغب في التدخين.

مقالات ذات صلة

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية (رويترز)

للوقاية من السكتة الدماغية الشديدة... عالج هذه المخاطر

يمكن أن تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية، لكن بعض هذه العوامل والسلوكيات تكون مخاطرها شديدة للغاية لتتسبب في سكتات دماغية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام
TT

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

مؤشرات وزن الجسم

يستخدم «مؤشر كتلة الجسم» BMI الذي يحسب مقدار وزن الجسم بالكيلوغرامات، مع الأخذ بالاعتبار مقدار طول الجسم بالمتر، ليعطينا «رقماً» يفصل بين 3 حالات: الحالة الطبيعية، وزيادة الوزن، والسمنة.

ونلجأ كذلك إلى قياس «محيط الخصر» WC بعدد السنتيمترات بوصفه «رقماً» يميز وجود سمنة البطن من عدم ذلك.

في السنوات الأخيرة ازداد ظهور أمراض ذات صلة بالسلوكيات غير الصحية في نمط عيش الحياة اليومية، وعادات الأكل السيئة، وتداعيات التقدم التكنولوجي الذي يفصل الناس عن ممارسة النشاط البدني. وقد ثبت تجريبياً أن العواقب الصحية السلبية لذلك تنمو على مستوى العالم بمعدل مثير للقلق. وهي تشمل السمنة Obesity، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب.

وإلى جانب ظهور «أمراض نمط الحياة» هذه، هناك انتشار زائد لمتلازمة التمثيل الغذائي Metabolic Syndrome، وهي مجموعة من الاضطرابات الأيضية في العمليات الكيميائية الحيوية التي تجري في الجسم، وترتبط بمقاومة الجسم لمفعول الإنسولين، ونشوء عمليات بطيئة ومستمرة في الالتهابات، واضطرابات الدهون في الدم (خصوصاً ارتفاع الدهون الثلاثية)، وارتفاع ضغط الدم.

«سمنة مركزية» ووزن طبيعي

ومن بين كل ذلك، تطفو السمنة البطنية (السمنة المركزية Central Obesity)، التي تتميز بزيادة كمية الأنسجة الشحمية (الشحوم الصفراء) داخل البطن، بوصفها علامة مميزة في كثير من تلك الحالات.

والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل الأمر في شأن الأضرار الصحية مرتبط بالسمنة بوصفها حالة عامة في زيادة كتلة عموم الجسم أم أن الأمر مرتبط على وجه الخصوص بزيادة تراكم الشحوم في البطن (محيط منطقة الوسط)؟

والأدق أيضاً في طرح هذا السؤال عندما يكون لدى المرء حالة «الوزن الطبيعي مع سمنة بطنية» NWCO، أي عندما يكون وزن الجسم طبيعياً لدى الشخص بالنسبة لطوله، ولكن في الوقت نفسه لديه سمنة بطنية... هل من الممكن أن يكون هذا الشيء ضاراً ويمثل خطراً صحياً؟

والإجابة عن هذا السؤال تحتاج بداية إلى التساؤل بالأصل: هل ثمة «مشروعية طبية» لطرح مثل هذا السؤال؟

والإجابة نعم بالتأكيد، أن ثمة مشروعية طبية في طرح هذا السؤال لدواع شتى، أهمها اثنان، هما:

- الداعي الأول أن هناك أمثلة من سمنة أجزاء معينة في الجسم، ثبت أن ليس لها ضرر صحي واضح، حتى لو كان لدى الشخص ارتفاع في مقدار وزن الجسم، وارتفاع في مؤشر كتلة الجسم. وتحديداً أفادت نتائج دراسات عدة بأن سمنة شحوم الأرداف بحد ذاتها لدى النساء، ليس لها تأثير صحي ضار يوازي وجود سمنة تراكم شحوم البطن لديهن. وكذلك ثبت أن سمنة كتلة عضلات الجسم (زيادة مقدار وزن الجسم بسبب زيادة وزن كتلة العضلات فيه وليس زيادة تراكم الشحوم)، التي قد تزيد في مقدار مؤشر كتلة الجسم لتجعله ضمن نطاق السمنة، ليس لها تأثيرات سلبية مقارنة مع سمنة زيادة كتلة الشحوم في الجسم بالعموم وفي البطن على وجه الخصوص. وثبت أيضاً أن سمنة الوزن الطبيعي، مع تدني حجم كتلة العضلات، وارتفاع كتلة الشحوم Sarcopenic Obesity، لها تأثيرات ضارة لا تقل عن سمنة زيادة مؤشر كتلة الجسم.

- الداعي الآخر أن نحو 25 في المائة من البالغين ذوي الوزن الطبيعي، يُصنفون بالفعل على أن لديهم سمنة تراكم شحوم البطن، وفي الوقت نفسه يكون وزن أجسامهم طبيعياً، وفق «المجلة الطبية البريطانية BMJ» عدد 26 أبريل (نيسان) 2017. وهذه النسبة مقاربة جداً للإحصاءات الطبية في الولايات المتحدة. وفي مجتمعات أخرى ثبت أنها أعلى وفق نتائج دراسات طبية فيها. وهي نسبة مهمة بين عموم البالغين الذين قد يعتقدون أن كون مقدار وزن جسمهم طبيعياً يعني تلقائياً أنه لا ضرر متوقعاً عليهم من تراكم الشحوم في بطونهم.

دراسات سمنة البطن

والملاحظ أن الأوساط الطبية تأخرت كثيراً في الاهتمام بهذه الوضعية الصحية ومعرفة آثارها. وأيضاً تأخرت في وضع إرشادات ونصائح طبية للتعامل معها. وفي دراسة مشتركة لباحثين من جامعة آيوا، ومن كلية ألبرت آينشتاين للطب بنيويورك، ومن جامعة كاليفورنيا، ومن كلية الطب بجامعة هارفارد، ومن مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، تم طرح الأمر في دراسة بعنوان: «ارتباط السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بالوفيات بين النساء». ونشر ضمن عدد 24 يوليو (تموز) 2019 من مجلة «شبكة جاما المفتوحة» JAMA NETWORK Open، الصادرة عن «الجمعية الطبية الأميركية» AMA.

وقال فيها الباحثون: «السمنة المركزية، التي تتميز بتراكم الشحوم في منطقة البطن بشكل مرتفع نسبياً، ارتبطت بارتفاع خطر الوفاة، بغض النظر عن مقدار مؤشر كتلة الجسم. ومع ذلك، فإن الأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع السمنة المركزية يتم إهمالهم عادة في الإرشادات الإكلينيكية. وعلاوة على ذلك لا يحظى الأفراد الذين يعانون من السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي باهتمام كبير في وضع استراتيجيات الحد من المخاطر، مثل تعديلات نمط الحياة والتدخلات الأخرى».

ولكن حتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، قد يكون أولئك الذين يعانون من السمنة المركزية مُعرّضين لخطر زائد للوفاة بسبب تراكم الشحوم المفرط في البطن. وفي نتائج دراستهم التي شملت أكثر من 160 ألف امرأة أفادوا بالقول: «ارتبطت السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة بالسرطان، مقارنة بالوزن الطبيعي دون السمنة المركزية».

عوامل خطر أيضية قلبية

ومن ثمّ بدأت تصدر دراسات طبية من مناطق مختلفة من العالم حول هذا الأمر. وعلى سبيل المثال، نذكر دراسة حديثة من الصين، وأخرى من بنما.

وفي دراسة بعنوان: «ارتباط السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي بارتفاع ضغط الدم»، تم نشرها العام الماضي، عدد 8 مارس (آذار) 2023 من مجلة «BMC» لاضطرابات القلب والأوعية الدموية، لباحثين من الصين، أفادوا بالقول: «السمنة المركزية ذات الوزن الطبيعي (NWCO) هي حالة أيضية تم وصفها أخيراً في عدد قليل من الدراسات. ويتم تجاهل الأفراد المصابين بها بسهولة في الرعاية الصحية الروتينية، بسبب التركيز الصارم على مؤشر كتلة الجسم».

وأضافوا: «قد يكون لدى الفرد ذي الوزن الطبيعي نسبة شحوم كبيرة في الجسم، وهو ما لا يظهر عندما يكون مقدار مؤشر كتلة الجسم طبيعياً. وتشير الأدلة الموجودة إلى أن السمنة المركزية، التي تتميز بالتراكم المرتفع نسبياً للشحوم في البطن، ترتبط ارتباطاً أقوى بعوامل الخطر الأيضية القلبية من السمنة العامة، وحتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي». وخلصوا في نتائجهم إلى القول: «ترتبط السمنة المركزية، كما هو محدد بواسطة محيط الخصر، بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى البالغين ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي».

وضمن عدد يونيو (حزيران) 2022 من مجلة «لانسيت للصحة الإقليمية - بالأميركتين» The Lancet Regional Health - Americas، نشر باحثون من كلية الطب بجامعة بنما، حول انتشار السمنة المركزية والتعرف على مدى وجود عوامل الخطر القلبية الأيضية Cardiometabolic risk لديهم.

ويتم تعريف مخاطر القلب والأيض على أنها مجموعة من التشوهات في العمليات الأيضية الكيميائية الحيوية، وفي القلب، وفي الأوعية الدموية، بما في ذلك السمنة البطنية، ومقاومة الإنسولين، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الكولسترول، ودهون الدم، وتصلب الشرايين، التي تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع 2.

ولاحظوا أن باستخدام مؤشر «نسبة الخصر إلى الطول»WHtR، كان معدل انتشار السمنة البطنية نحو 44 في المائة بين الذين بالأساس لديهم مؤشر كتلة الجسم طبيعياً. وقالوا في نتائجهم: «ارتبطت السمنة البطنية مع الوزن الطبيعي للجسم بعوامل الخطر القلبية الوعائية، خصوصاً مع ارتفاع تركيز الدهون الثلاثية. قد يكون تقييم السمنة البطنية على مستوى الرعاية الصحية الأولية تقنية مفيدة لتحديد الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي مع خصائص السمنة الأيضية».

ولذا إذا أردنا ألا نفقد متابعة هذه الفئة من الناس، فيجدر قياس محيط الوسط مع قياس وزن الجسم وحساب مؤشر كتلة الجسم، والالتفات إلى كليهما في التقييم الإكلينيكي. وللتوضيح، على الرغم من حقيقة أن مؤشر كتلة الجسم يتم استخدامه على نطاق واسع لتحديد السمنة في الممارسة الإكلينيكية، فإن أحد القيود المهمة لمؤشر كتلة الجسم هو أنه لا يميز بين أشكال مكونات تركيبات أجزاء الجسم المختلفة، حيث قد يكون لدى الفرد ذي الوزن الطبيعي نسبة شحوم متزايدة في منطقة من الجسم، ولكنها قد تكون مخفية بالقيمة الطبيعية لمؤشر كتلة الجسم.

وحتى بين الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، فإن أولئك الذين لديهم نسبة عالية من الشحوم في الجسم، لديهم انتشار أعلى لمتلازمة التمثيل الغذائي ومكوناتها من أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي، ونسبة شحوم في الجسم طبيعية.

25 % من البالغين ذوي الوزن الطبيعي لديهم سمنة تراكم شحوم البطن

تشخيص السمنة بالأساس مجرد حسابات من الأرقام

* عند التكلم عن السمنة في جانب التشخيص، علينا ابتداءً استخدام لغة الأرقام. ومن بين عدة «طرق» مطروحة لدى الأوساط العلمية والطبية، يظل «الأشهر»، و«الأقرب» هو الطرق الأربع التالية في تقييم وزن الجسم والسمنة:

- حساب «مؤشر كتلة الجسم» BMI يتم بقسمة مقدار الوزن بالكيلوغرامات على مربع طول الجسم بالمتر. و«الطبيعي» أن يكون مؤشر كتلة الجسم ما بين 20 إلى 25، أما ما بين 25 و30 فهو «زيادة في الوزن»، وما بين 30 إلى 35 فهو «سمنة»، وما بين 35 و40 فهو «سمنة شديدة»، وما فوق ذلك هو «سمنة مفرطة».

- حساب محيط الخصر Waist Circumference هو طريقة مهمة في تقييم سمنة البطن بالذات. وبدقة، يتم قياس محيط الخصر عند مستوى منتصف المسافة بين أدنى ضلع ملموس وبين الحافة الحرقفية لأعلى قوس عظمة الحوض، وذلك تقريباً أعلى قليلاً من السرّة، بعد إخراج هواء الزفير من النفس، أي قياس محيط أصغر جزء من الخصر. ولكن تجدر ملاحظة أن محيط الخصر يختلف في المجتمعات الجغرافية المختلفة وفق متوسط الطول فيها وعموم حجم الجسم.

ووفقاً للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة NIH، فإن محيط الخصر الذي يزيد على 102 سنتيمتر (40 بوصة) للرجال ويزيد على 88 سنتيمتراً (35 بوصة) للنساء (غير الحوامل)، هو سمنة البطن. بينما لدى ذوي الأصول من جنوب شرقي آسيا، فإن الطبيعي نحو 94 سنتيمتراً (37 بوصة) للرجال و80 سنتيمتراً (31 بوصة) للنساء. ولذا تحتاج المجتمعات المختلفة دراسات لتقييم الطبيعي وغير الطبيعي في ذلك.

- حساب نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك WHR. ومحيط الورك Hip Circumference يختلف عن محيط الخصر، حيث إن محيط الورك هو قياس محيط الجزء الأكبر من الوركين، أي الجزء الأوسع من كتلة الأرداف. والطبيعي أن تكون تلك النسبة أقل من 0.95 للرجال، وأقل من 0.80 للنساء. وما فوق ذلك فهو سمنة. وهي طريقة يتم بها التغلب على وجود حجم أكبر في الأرداف التي تكون الشحوم فيها مختلفة عن نوعية الشحوم التي في البطن. وتحديداً شحوم بيضاء في الأرداف، وشحوم صفراء في البطن.

- حساب نسبة الخصر إلى الطول WHtR: يكون بقسمة مقدار محيط الخصر على مقدار الطول. والطبيعي أن يكون أقل من 0.5، وما فوق ذلك هو سمنة. وهي طريقة يتم من خلالها التغلب على الاختلافات العرقية في متوسط الطول لدى غالبية الناس في المجتمعات المختلفة.