هل القهوة منزوعة الكافيين آمنة للشرب؟

القهوة منزوعة الكافيين قد تسبب أضراراً صحية خطرة (إ.ب.أ)
القهوة منزوعة الكافيين قد تسبب أضراراً صحية خطرة (إ.ب.أ)
TT
20

هل القهوة منزوعة الكافيين آمنة للشرب؟

القهوة منزوعة الكافيين قد تسبب أضراراً صحية خطرة (إ.ب.أ)
القهوة منزوعة الكافيين قد تسبب أضراراً صحية خطرة (إ.ب.أ)

ينظر كثير من الأشخاص إلى القهوة منزوعة الكافيين على أنها خيار صحي وبديل غير ضار للقهوة العادية، وهو الأمر الذي فنده عدد من الخبراء، محذرين من إمكانية تسبب القهوة منزوعة الكافيين في إصابة الأشخاص بالسرطان.

ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قدم أولئك الخبراء التماساً إلى «هيئة الغذاء والدواء الأميركية» لحظر مادة كيميائية رئيسية تدخل في عملية إزالة الكافيين؛ بسبب ارتباطها بالسرطان.

وهذه المادة الكيميائية هي كلوريد الميثيلين، والتي تستخدم أيضاً لتصنيع مزيلات الطلاء، وتنظيف المعادن، وإزالة الشحوم، وفقاً لـ«إدارة السلامة والصحة المهنية الأميركية».

وقالت الدكتورة ماريا دوا، كبيرة مديري السياسة الكيميائية في «صندوق الدفاع عن البيئة»، وهي من 5 مجموعات وأفراد يقفون وراء الالتماس المرسل إلى «هيئة الغذاء والدواء»، إن كلوريد الميثيلين معروف منذ فترة طويلة بأنه مادة مسرطنة، وقد تم تصنيفه على هذا النحو من قبل «البرنامج الوطني لعلم السموم» التابع لـ«المعاهد الوطنية للصحة»، ومن «وكالة حماية البيئة»، و«منظمة الصحة العالمية».

وأضافت دوا: «بالإضافة إلى أنه مادة مسرطنة، يمكن أن يسبب كلوريد الميثيلين أضراراً صحية أخرى، مثل تسمم الكبد والتأثيرات العصبية عند التعرض له بشكل أكبر، وفي بعض الحالات الوفاة».

وقالت «هيئة الغذاء والدواء» إنها تقوم حالياً بمراجعة الالتماس.

ولدى «الهيئة» لائحة واحدة تسمح باستخدام كلوريد الميثيلين في عملية إزالة الكافيين من القهوة، وتنص على أن «بقايا كلوريد الميثيلين يجب ألا تتجاوز 10 أجزاء في المليون (0.001 في المائة) في هذه القهوة».

وقال متحدث باسم الهيئة: «في حين أن كلوريد الميثيلين قد يشارك بشكل غير مباشر في معالجة الأغذية، كما هي الحال في إزالة الكافيين من حبوب البن، فقد تم وضع حدود للمخلفات للحد من التعرض لهذه المادة».

من ناحيته، قال الرئيس والمدير التنفيذي لـ«جمعية القهوة الوطنية»، ويليام موراي، إن حظر القهوة منزوعة الكافيين «من شأنه أن يتحدى العلم ويضر بصحة الأميركيين».

وأضاف: «لا يوجد دليل على أن هذا النوع من القهوة يشكل أي خطر على الصحة. في الواقع، يُظهر عدد هائل من الأدلة العلمية المستقلة أنها، مثل جميع أنواع القهوة، ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطانات متعددة، وأن لها فوائد صحية مهمة أخرى».

وكانت «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» قد لفتت إلى أن مخاطر مادة كلوريد الميثيلين تحدث عند التعرض لمستويات عالية من المادة الكيميائية، أو تناولها بشكل مباشر.


مقالات ذات صلة

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

صحتك الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، فكيف تؤثر على صحتنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي، ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

يُعد فيتامين «د» من أهم العناصر الغذائية، فهو ضروري للحفاظ على قوة العظام، وصحة الجهاز المناعي، والحيوية العامة... فما علامات نقصه في جسمك؟ وكيف تُعززه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة باكستانية ترفع الأثقال في صالة للألعاب الرياضية (إ.ب.أ)

هل يمكن لرفع الأثقال حمايتك من الخرف؟

اعتباراً من عام 2021، قدَّر الباحثون أن نحو 57 مليون شخص حول العالم يُعانون من الخرف، وهي حالة عصبية تؤثر في ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
TT
20

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)
الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة. ومع ذلك، ورغم انتشار استخدامها على نطاق واسع، ما زلنا لا نعرف سوى القليل نسبياً عن كيفية تفاعل هذه المواد، وكيف يمكن أن تؤثر على صحتنا، وفق ما ذكره موقع «نيوز ميديكال» المختص بالأخبار الطبية.

«المواد المضافة للأغذية» هي مواد تضاف في المقام الأول إلى الأغذية المُصنعة، لأغراض تقنية. على سبيل المثال: لتحسين السلامة، أو زيادة الوقت الذي يمكن فيه تخزين الطعام، أو تعديل الخصائص الحسية للطعام، أو الحفاظ على نكهته، أو تحسين مذاقه أو مظهره.

وبحثت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «PLOS» الطبية هذا الأمر بمزيد من التفصيل، حيث بحثت في كيفية ارتباط «المواد المضافة للأغذية» الشائعة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وتمثل الأطعمة فائقة المعالجة حالياً ما بين 15 إلى 60 في المائة من استهلاك الطاقة اليومي في الدول الصناعية. وتربط أدلة متزايدة هذه الأطعمة بأمراض التمثيل الغذائي، ربما بسبب سوء جودتها الغذائية واحتوائها على «المواد المضافة للأغذية».

ويتم خلط كثير من هذه المواد «بشكل روتيني» مع الطعام، ورغم إجراء تقييمات سلامة لكل مادة مضافة منهم على حدة، لم تخضع الخلطات لنفس مستوى التدقيق، على الرغم من استهلاكها من قبل مليارات الأشخاص.

وغالباً ما اعتمدت الموافقات السابقة التي أجازت استخدام هذه المواد على اختبارات «تقييم المخاطر السُمية» الأساسية فقط. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض هذه المواد المضافة قد تُسبب التهابات، وتُعطل ميكروبات الأمعاء، وتُساهم في مشكلات التمثيل الغذائي. ووجدت إحدى الدراسات زيادة في فرط النشاط لدى الأطفال الذين استهلكوا مثل هذه المواد.

وربطت دراسة سابقة بعض المُحليات والمستحلبات الصناعية بأمراض مزمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني، إلا أنها لم تتناول كيفية تفاعل تركيبات المواد المُضافة وتأثيرها على الصحة الأيضية.

ووفق موقع «نيوز ميديكال»، ركّز بحث حديث بشكل خاص على مخاطر خلط هذه الإضافات معاً. وشملت هذه الدراسة واسعة النطاق أكثر من 108 آلاف مشارك، بمتوسط ​​عمر 42.5 عام، وتم تتبعهم على مدى نحو 7.7 سنة.

وتُعدّ هذه أول دراسة رئيسية تُقيّم التعرض طويل الأمد لخلطة «المواد المُضافة للأغذية» لدى مجموعة سكانية كبيرة، وتربطه بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وخلال فترة الدراسة، شُخِّص 1131 مشاركاً بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأثبتت الدراسة ارتباطاً بين التعرض لبعض هذه الخلطات وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وفي حين أن الآليات الدقيقة وراء زيادة خطر الإصابة بالسكري لا تزال غير واضحة، فإن اختلال ميكروبيوم الأمعاء يُعدّ فرضيةً رئيسية. ومن المعروف أن بعض «المواد المُضافة للأغذية» تؤثر على أيض الغلوكوز عن طريق تغيير بكتيريا الأمعاء.

ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، وكشف الآليات البيولوجية التي تشرح هذه الزيادة في خطر الإصابة بالسكري، تدعم هذه الدراسة توصيات الصحة العامة بالحدّ من التعرض لـ«المواد المُضافة للأغذية» غير الأساسية.