تأخير تناول العشاء وإلغاء الإفطار يرفعان من الإصابات بالسكتة الدماغية

اضطراب النظام الغذائي يؤدي إلى مشكلات في القلب

تأخير تناول العشاء وإلغاء الإفطار يرفعان من الإصابات بالسكتة الدماغية
TT

تأخير تناول العشاء وإلغاء الإفطار يرفعان من الإصابات بالسكتة الدماغية

تأخير تناول العشاء وإلغاء الإفطار يرفعان من الإصابات بالسكتة الدماغية

قد يبدو للبعض أن تناول طعام العشاء في وقت متأخر من الليل، غير ضار... كما قد يبدو لآخرين أن تخطي وجبة الإفطار لا عواقب سلبية له.

ولكن إذا كنت ممن يُؤخرون تناولهم وجبة العشاء، أو يلغون وجبة إفطارهم، فعليك مراجعة نفسك حول هذا الأمر، والعمل على تغيير هذه العادة، وجعل تناولك لعشاء خفيف في وقت أبكر بعد غروب الشمس، والحرص على تناول إفطار جيد في وقت مبكر.

وجبة عشاء متأخرة... ضارة

وإذا سألت لماذا لا يجدر بنا أن نتناول وجبة العشاء بعد الساعة 9 مساءً؟ فإن باحثين فرنسيين من جامعة السوربون في باريس يقولون لك: إن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 28 في المائة.

وإذا سألت إلى ماذا يستندون في هذه النصيحة؟ فإنهم قد استندوا إلى نتائج دراستهم التي أجروها وشملت أكثر من 100 ألف شخص في فرنسا. وعلى مدى 7 سنوات متواصلة، تابعوا فيها موعد تناول الأشخاص وجبتَي الإفطار والعشاء، في أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع، وتأثيرات ذلك على مدى خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية في القلب والدماغ. وتوصلوا إلى تلك النتيجة.

ونشرت الدراسة ضمن عدد 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من مجلة «نيتشر كومينكيشنز» (Nature Communications) بعنوان «إيقاعات الساعة البيولوجية الغذائية وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

اضطراب النظام الغذائي وأمراض القلب

ويشمل مصطلح «أمراض القلب والأوعية الدموية» CVD أمراض شرايين الدماغ، مثل السكتة الدماغية STROKE والسكتة الدماغية العابرة TIA، التي تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ. ويشمل أيضاً مشكلات شرايين القلب التاجية، مثل نوبات الجلطة القلبية، والذبحة الصدرية المستقرة، والأشخاص الذين يحتاجون إلى إجراءات تدخلية لرأب وتوسيع الشرايين المسدودة والمضيقة PCI.

وذكّر الباحثون بأن أمراض القلب والأوعية الدموية تعدّ السبب الرئيسي للوفيات في العالم. وبأن اضطرابات النظام الغذائي هي عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، سواء في نوعية مكونات وجبات الطعام، أو كمياتها، أو أوقات تناولها. ولكن نمط الحياة الحديثة المتسارع، والمرتبط بتصور ضيق الوقت، أدى إلى سلوكيات غذائية خاطئة، مثل تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، وتخطي وجبة الإفطار.

دورة أوقات تناول الطعام

وأفاد الباحثون بأن ما دفعهم إلى إجراء هذه الدراسة هو معرفتنا بأن دورة أوقات تناول الطعام، تُعد العامل الأقوى تأثيراً لتكوين إيقاعات الساعة البيولوجية في كل من الكبد والقلب والكلى والبنكرياس. وبالتالي، فإن لها تأثيراً على وظائف القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تنظيم ضغط الدم وضبط نظام عمل القلب والأوعية الدموية. وأيضاً، أن اضطرابات النظام الغذائي هي عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، سواء في نوعية مكونات وجبات الطعام، أو كمياتها، أو أوقات تناولها. وبالتالي، ثمة علاقة تحتاج إلى توضيح، بين اضطرابات اختلاف توقيت تناول وجبات الطعام، وبين احتمالات تسبب ذلك باضطرابات في عمل القلب والأوعية الدموية.

وجبتا الإفطار والعشاء

وتشير البيانات المستمدة من الدراسات الطبية إلى أن تناول وجبة الإفطار عادة مهمة لصحة القلب وكفاءة التمثيل الغذائي للعمليات الكيميائية الحيوية في الجسم. بينما يرتبط إغفالها بزيادة الوزن والسمنة، وخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ومرض السكري.

وبالمثل، تم ربط تناول الطعام في وقت متأخر من الليل بعوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل تصلب الشرايين، والسمنة، واضطراب كولسترول الدم، ومتلازمة التمثيل الغذائي (عند النساء فقط).

ومن ناحية أخرى، تشير مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية إلى أن تمديد مدة الصيام الليلي (بين وجبتي العشاء والإفطار) إلى أكثر من 12 ساعة، يمكن ربطه بتحسن المؤشرات الرئيسية المتعددة لصحة القلب والأوعية الدموية.

وهذا ما حاول الباحثون الفرنسيون تحديد إجابة له، مدعومة بتحديد أوقات تناول وجبات الطعام الصباحي والليلي، ومدة الفترة ما بين وجبتي العشاء والإفطار.

دراسة متابعة فرنسية

وخلال فترة المتابعة على مدى 7 سنوات، تناول ثُلث المشاركين طعام عشائهم بشكل مبكّر. وتحديداً قبل الساعة 8 مساءً. وثلثهم تناول العشاء في وقت متأخر، وتحديداً بعد الساعة 9 مساءً. وخلال سنوات المتابعة في الدراسة، حصلت نحو 2000 حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك نوبات الجلطة القلبية والسكتات الدماغية.

وبالمقارنة، لاحظ الباحثون في نتائجهم أن الأشخاص الذين تناولوا العشاء بعد الساعة 9 مساءً، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية. وتحديداً، رصدت معدلات إصابات أعلى بنسبة 28 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا وجبات عشائهم قبل الساعة 8 مساءً.

وقال الباحثون: «في هذه الدراسة، ارتبط تناول الوجبة الأولى في وقت لاحق (بعد الساعة 9 صباحاً مقارنة بما قبل 8 صباحاً) والوجبة الأخيرة في اليوم (بعد 9 مساءً مقارنة بما قبل 8 مساءً) بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة بين النساء. وتشير نتائجنا إلى فائدة محتملة لاعتماد أنماط توقيت تناول الطعام في وقت مبكر، وربط فترة صيام أطول ليلاً مع الوجبة الأخيرة المبكرة، بدلاً من تخطي وجبة الإفطار، في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية».

وأفاد الدكتور برنارد سرور، كبير مؤلفي الدراسة من جامعة السوربون باريس، قائلاً: «مثل كثير من الناس، كانت جدتي تحذرني من تناول العشاء في وقت متأخر للغاية، وتشير هذه الدراسة إلى أنه قد يكون هناك بعض المعنى في هذه النصيحة».

وأضاف: «نحن الآن مجتمع يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حيث يشعر الناس بأنه ليس لديهم ما يكفي من الوقت، وكثير منا يأكلون في كثير من الأحيان في وقت متأخر من الليل. لكن الأشخاص الذين يتناولون العشاء في وقت متأخر لأنهم يعتقدون أنهم مشغولون للغاية بحيث لا يمكنهم القيام بذلك في وقت مبكر، قد يزيدون من خطر الإصابة بمشاكل صحية، على الرغم من أن هذا يظهر بشكل أكبر لدى النساء».

أوقات تناول وجبات الطعام... اهتمام صحي متزايد

غالبية الناس تعرف أن اختلاف «أنواع» مكونات الأطعمة التي نأكلها، واختلاف «كمية» الأطعمة التي نأكلها، هما جانبان يلعبان دوراً رئيسياً في صحتنا وحفاظنا على وزننا الطبيعي. ولذا؛ نحرص على «اختيار» الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك واللحوم غير المختلطة بالشحوم ومشتقات الألبان القليلة الدسم. ولذا أيضاً؛ نحرص على «تقليل» تناول الخبز والمعكرونة والأطعمة المقلية والحلويات والمقرمشات.

* توقيت تناول الوجبات. ولكن الأوساط الطبية وجدت أن «وقت» تناول وجبات الطعام يمكن أن يحدث أيضاً فرقاً مهماً في مستوى صحتنا ومدى وقايتنا من الإصابة بالأمراض.

إن مجال البحث في تأثيرات «التسلسل الزمني لتلقي التغذية» Chrono-Nutrition هو مجال ناشئ لدى الأوساط الطبية. ويمثّل نقلة نوعية في كيفية تفكير الباحثين الطبيين في مجال التغذية والصحة. وبدلاً من التركيز فقط على العناصر الغذائية والسعرات الحرارية، ينظر العلماء بشكل متزايد إلى توقيت تناول الوجبات، ويكتشفون أنه يمكن أن يكون له تأثيرات مذهلة على الوزن، والشهية، ومخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وقدرة الجسم على حرق الدهون وتخزينها، أي أن الأمر لا يتعلق فقط بما نأكله وكمية ذلك، بل بالوقت الذي نتناوله فيه من اليوم.

وتقول البروفسورة مارتا جاروليت، أستاذة علم وظائف الأعضاء والتغذية في جامعة ميوركا بإسبانيا: «هذا جانب لم ينظر إليه أحد حتى وقت قريب في مجال التغذية. كان الأمر دائماً يتعلق بما تأكله، وما هو محتوى الطاقة في طعامك أو الكربوهيدرات والبروتين والدهون».

وحالياً تشير الدراسات إلى أنه للحصول على صحة مثالية، من الأفضل استهلاك معظم السعرات الحرارية في وقت مبكر من اليوم، وليس في وقت لاحق. وعلى سبيل المثال، عن طريق تناول وجبة إفطار كبيرة، ووجبة غداء متواضعة، وعشاء صغير.

دورة أوقات تناول الطعام تُعد العامل الأقوى تأثيراً لتكوين إيقاعات الساعة البيولوجية

* توافق الأكل مع الساعة البيولوجية. ويتوافق هذا النمط من الأكل مع إيقاعات الساعة البيولوجية لدينا، وهي الساعة الفطرية التي تتكون من 24 ساعة. وهي التي تحكم الكثير من جوانب صحتنا، بدءاً من التقلبات الهرمونية اليومية ودرجات حرارة الجسم وحتى دورات النوم والاستيقاظ. وبسبب الطريقة التي تعمل بها ساعاتنا الداخلية، فإن أجسامنا مهيأة لهضم الطعام واستقلابه في وقت مبكر من اليوم. ومع تقدم اليوم، تصبح عملية التمثيل الغذائي لدينا أقل كفاءة. وتشير الدراسات إلى أن الوجبة التي يتم تناولها في الساعة 9 صباحاً يمكن أن يكون لها تأثيرات استقلابية مختلفة تماماً عن الوجبة نفسها التي يتم تناولها في الساعة 9 مساءً.

وفي عالمنا اليوم، الذي يتسم بالازدحام وتتابع الأنشطة وتعدد الانشغالات، نجد أن من الشائع جداً أن يتخطى الأشخاص وجبة الإفطار ويفرطوا في تناول الطعام ليلاً بعد يوم طويل من العمل، بينما يقول الباحثون إن من الأفضل القيام بالعكس كلما كان ذلك ممكناً، أو على الأقل المباعدة بين وجبة العشاء وساعات قليلة من موعد النوم.

نصائح عملية لأوقات تناول وجبات الطعام

الأساس هو تناول وجبة الإفطار خلال ما بين ساعة إلى ساعتين بعد الاستيقاظ، وإبقاء نطاق ما بين 5 إلى 6 ساعات بين الوجبات، وتناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من النوم.

* 5 نصائح. ويلخص الباحثون من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز نصائحهم بقولهم: «بالمختصر:

1. تناول وجبة الإفطار خلال ساعتين من الاستيقاظ، مع التركيز على البروتين الخالي من الدهون والفواكه قليلة السكر.

2. الغداء في منتصف النهار، مع الاهتمام بتناول البروتين الخالي من الدهون والكربوهيدرات المعقدة.

3. العشاء قبل الساعة 8 مساءً، مع التركيز على الألياف وقليل من الدهون المشبعة.

4. أفضل الوجبات الخفيفة هي العالية بالألياف والبروتين الخالي من الدهون.

5. مهما فعلت، تجنب تخطي وجبات الطعام. جسمك يعتمد عليك».

* خطوات عملية. وتُفصل البروفسورة مارتا جاروليت، أستاذة علم وظائف الأعضاء والتغذية في جامعة ميوركا بإسبانيا، نصائحها العملية في الخطوات التالية:

- لا تفوّت وجبة الإفطار؛ إذ إن هذا يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. الصباح هو الوقت الذي تستعد فيه أجسامنا لإجراء عمليات التمثيل الغذائي الكيميائية/الحيوية، لاستقلاب الطعام. إذا لم تكن جائعاً في الصباح، تناول شيئاً خفيفاً، ثم تناول وجبة غداء كبيرة.

- إذا كنت ستأكل الحلويات أو الخبز والمعكرونة والمعجنات، فمن الأفضل أن تفعل ذلك في الصباح أو في وقت مبكر من بعد الظهر، عندما نكون أكثر حساسية للاستجابة للأنسولين، وليس في الليل. وتقول: «حاول أن تتناول معظم السعرات الحرارية المعتادة خلال الصباح أو بعد الظهر، ولكن ليس في الليل».

- حاول تناول العشاء في وقت مبكر من المساء. ومن الناحية المثالية، تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من الذهاب إلى السرير.

- اجعل العشاء أصغر وجبة في اليوم. إذا كنت معتاداً على تناول وجبة غداء صغيرة وعشاء كبير، فقم بتبديل الترتيب.

- حاول التقيد بتحديد توقيت الوجبات على الأقل خمسة أيام في الأسبوع. وفي إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا عشاءً خفيفاً خمسة أيام في الأسبوع، بدلاً من سبعة، ما زالوا يحصلون على فوائد صحية بالتحكم الأفضل في نسبة السكر في الدم وتقليل الشعور بالتعب اليومي.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك هناك طرق فعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد (رويترز)

9 علامات تحذيرية تشير إلى تفاقم نزلة البرد

قال «موقع هيلث» إن نزلة البرد يمكن أن تسبب أعراضاً خفيفة مثل انسداد الأنف، والسعال، والعطس، وانخفاض الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الصداع النصفي لدى الأطفال... ألم في الرأس وآخر في البطن

الصداع النصفي لدى الأطفال... ألم في الرأس وآخر في البطن

الصداع النصفي هو حالة تشمل لدى الكثيرين «صداع ألم الرأس». ولكن في نفس الوقت، ثمة نوع آخر من الصداع النصفي الذي يُصيب الأطفال، وهو صداع «ألم البطن».

د. عبير مبارك (الرياض)

بعد خضوع كيم كارداشيان وكايلي جينر له... ما هو العلاج بالخلايا الجذعية لآلام الظهر المزمنة؟

صورة مركبة تجمع كايلي جينر (يسار) وشقيقتها كيم كارداشيان (رويترز)
صورة مركبة تجمع كايلي جينر (يسار) وشقيقتها كيم كارداشيان (رويترز)
TT

بعد خضوع كيم كارداشيان وكايلي جينر له... ما هو العلاج بالخلايا الجذعية لآلام الظهر المزمنة؟

صورة مركبة تجمع كايلي جينر (يسار) وشقيقتها كيم كارداشيان (رويترز)
صورة مركبة تجمع كايلي جينر (يسار) وشقيقتها كيم كارداشيان (رويترز)

أعلنت نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كايلي جينر، يوم الأربعاء، أنها تخضع لعلاج بالخلايا الجذعية لتخفيف آلام ظهرها المزمنة.

يعتمد هذا العلاج، الذي يُستخدم غالباً في عمليات زراعة نخاع العظم، على جمع الخلايا الجذعية من مرضى أحياء أو متبرعين وحقنها في المناطق المتضررة من الجسم لتعزيز الشفاء وتقليل الالتهاب المرتبط بالألم المزمن، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

وكتبت شقيقة كيم كارداشيان على منصة «إنستغرام» أنها تعاني من آلام الظهر المزمنة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بعد حملها بابنها آير ويبستر، وأنه لا شيء يبدو أنه يُجدي نفعاً.

وأضافت جينر: «عندما سمعتُ عن مدى الراحة التي شعرت بها كيم، شجعني ذلك على البحث عن علاج بالخلايا الجذعية».

نشرت شقيقتها الكبرى، كيم كارداشيان، على «إنستغرام» في أغسطس (آب) عن علاجها بالخلايا الجذعية لآلام الكتف «المُنهكة» وآلام الظهر المزمنة.

وأوضحت: «شعرتُ براحة فورية، واختفى الألم الذي لا يُطاق أخيراً. إذا كنتَ تُعاني من آلام الظهر، فأنا أنصحك بشدة بهذا العلاج - لقد غيّر حياتي عندما ظننتُ أن جسدي ينهار».

لم تُصرّح جينر ما إذا كان ألمها قد اختفى، لكنها أشادت بفوائد العلاج. وكتبت: «كل شخص له جسم مختلف، لكن هذه كانت خطوةً كبيرةً في شفائي».

ما هو العلاج بالخلايا الجذعية؟

يحتوي الجسم على تريليونات من الخلايا، لكن الخلايا الجذعية فريدة من نوعها لأنها يمكن أن تتحول إلى أنواع مختلفة مثل خلايا الدم والعظام والعضلات، وفقاً لـ«كليفلاند كلينيك».

تتمتع الخلايا الجذعية أيضاً بقدرة فريدة على التكاثر، لذا لا ينفد مخزونها في الجسم أبداً.

يقوم الأطباء بجمع الخلايا الجذعية من الأنسجة البشرية الحية أو الأجنة أو دم الحبل السري، كما تقول «مايو كلينيك»، ومن ثم يمكن استخدامها لعلاج المناطق المصابة.

لعلاج آلام الظهر، يمكن حقن الخلايا الجذعية في الأقراص الفقرية المتدهورة للمساعدة في إعادة بنائها.

يُستخدم العلاج بالخلايا الجذعية في الولايات المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي، لعلاج سرطان الدم وفقر الدم المنجلي، بالإضافة إلى كسور العظام وأمراض التنكس العصبي وعشرات الحالات الأخرى.

في بعض الأحيان، تُجمع الخلايا الجذعية من المرضى أنفسهم - عادةً من نخاع العظم، والدم المحيطي، ودم الحبل السري. وفي أحيان أخرى، تُجمع الخلايا من متبرعين.

معظم العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية تجريبية. وقد وجدت الأبحاث أن آلاف العيادات تُسوّق علاجات بالخلايا الجذعية غير مثبتة، مع تضخم حجم الأعمال خلال العقد الماضي. والعديد من هذه الإجراءات قد تُسبب التهابات أو إعاقات مدى الحياة، وفقاً لجامعة واشنطن.

منتجات الخلايا الجذعية الوحيدة المعتمدة للاستخدام في الولايات المتحدة من قِبل «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية، تتكون من خلايا جذعية مُكَوِّنة للدم، تُعرف باسم الخلايا المُكَوِّنة للدم.

وهذه المنتجات مُعتمدة للاستخدام لدى المرضى الذين يُعانون من اضطرابات تُؤثر على إنتاج الدم، مثل سرطان الدم.


نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)
توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)
TT

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)
توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين. واعتمد الأميركيون الأصليون على هذه الفاكهة الأرجوانية الصغيرة، للمساعدة في خفض الحمى وعلاج أمراض الجهاز التنفسي. وأنفق الأميركيون 175 مليون دولار على منتجات توت البلسان في عام 2024، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

وأظهرت دراساتٌ قليلة، على مدار العقد الماضي، أن تناول هذا النوع من التوت بوصفه مكملات غذائية، أو شراباً، أو شاياً، يمكن أن يخفف أعراض نزلات البرد الشتوية ويقصر مدة المرض.

وصرحت الدكتورة كيلي إردوس، من مركز «بانر بايوود» الطبي، في بيان: «لا يُمكن لثمرة البلسان علاج نزلات البرد أو الإنفلونزا، ولكنها مفيدة لتخفيف الأعراض».

وقد يعود جزء من سحرها إلى مضادات الأكسدة الموجودة في هذه الفاكهة، وهي مواد تساعد في منع تلف الخلايا الذي قد يؤدي إلى أمراض مزمنة.

كما قد يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، لأنه إذا كانت خلايا الجسم تعمل على مكافحة الجذور الحرة الناتجة عن الدخان أو مسببات الحساسية أو التلوث، فقد لا تتمكن من مكافحة الفيروسات بالكفاءة نفسها، كما أشارت إردوس.

حبات توت صغيرة... بتأثير كبير

يحتوي البلسان على الأنثوسيانين، وهي أصباغ تُعطي التوت لونه. كما أن الأنثوسيانين من مضادات الأكسدة القوية التي ارتبطت بخفض ضغط الدم وتوفر مركبات طبيعية تُعرف باسم الفلافونويد.

وبعد أن تُحلل البكتيريا في أمعائنا الفلافونويدات، تُستخدم هذه المركبات لتعزيز أجزاء مختلفة من الجسم، وفقاً لـ«كليفلاند كلينيك».

ويحتوي هذا النوع من التوت على كمية جيدة من فيتامين «سي» الذي ثبت أنه يُقلل من مدة نزلة البرد.

وقال الدكتور جيسي براكامونتي، طبيب العائلة في «مايو كلينك»، عن فيتامين «سي»: «إذا كنت ستُصاب بنزلة برد عادية تستمر نحو 7 أيام، فقد يُقللها بنحو 13 ساعة».

ويحتوي كل 100 غرام من البلسان على ما بين 6 و35 ملليغراماً من فيتامين «سي». ووفقاً للإرشادات الصحية الفيدرالية، ينبغي أن تتناول النساء نحو 75 ملليغراماً يومياً من فيتامين «سي»، بينما ينبغي أن يتناول الرجال 90 ملليغراماً.

ويشير بعض الأطباء أيضاً إلى وجود بروتين في البلسان يُسمى الهيماغلوتين، والذي ثبتت فاعليته في الوقاية من العدوى.

إذن، هل تجب إضافتها إلى نظامك الغذائي؟

الحقيقة السامة

يُعد توت البلسان ساماً للإنسان في حال تناوله من دون طهي، مما يؤدي إلى الإسهال والقيء والغثيان. لكنه آمن عند طهيه، مما يزيل سميته.

ويُباع عادةً في الفطائر والمربى والعصائر والهلام، بالإضافة إلى المكملات الغذائية. ويأتي شاي زهر البلسان من النبات نفسه الذي يُنتج هذا التوت، والمعروف باسم سامبوكوس.

ولم تُعتمد المكملات الغذائية من توت البلسان من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ويجب على الأشخاص استشارة طبيبهم قبل تناول أي منتجات جديدة.

ومع ذلك، يتميز هذا التوت بفوائد تتجاوز صحة المناعة، وقد وجد الباحثون أن شرب 12 أونصة من عصيره يومياً (نحو 350 مل) لمدة أسبوع، يمكن أن يُحسن صحة الأمعاء ويساعد في إنقاص الوزن.

ويمكن للمنتجات التي تحتوي على مستخلصات البلسان أن تُهدئ البشرة.

وقال الدكتور ناوكي أوميدا، أخصائي الطب التكاملي: «إذا كنت تُحب شراب أو مربى البلسان، يُمكنك تناوله. إنه غذاء صحي عند طهيه جيداً».


دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)
سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)
TT

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)
سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل، أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة، من خلال ارتداء الأجهزة التي تراقب مستوى الغلوكوز بشكل مستمر.

وأشار الباحثون في تقرير نشر بمجلة «لانسيت» للسكري والغدد الصماء، إلى أن «سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل، مما قد يسهم في حدوث مشاكل عند الولادة، وكذلك في الاستعداد للبدانة وأمراض التمثيل الغذائي في مرحلة الطفولة المبكرة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

واختار الباحثون بشكل عشوائي، 375 امرأة مصابة بسكري الحمل لارتداء جهاز المراقبة المستمرة للغلوكوز، أو المراقبة الذاتية لمستويات السكر في الدم عن طريق وخزات متقطعة في الأصابع.

ووجد الباحثون أن 4 في المائة من النساء في مجموعة جهاز المراقبة المستمرة للغلوكوز، و10 في المائة من النساء في مجموعة وخز الإصبع، أنجبن أطفالاً بأوزان أعلى من المتوسط.

بالإضافة إلى ذلك، كان متوسط الوزن عند الولادة أقل في مجموعة المراقبة المستمرة للغلوكوز. وقال الباحثون إن هذا يشير إلى أن أطفال هؤلاء النساء كانوا أقل عرضة للنمو المفرط.

وقال قائد الدراسة الدكتور كريستيان جوبل من المستشفى الجامعي لجامعة فيينا الطبية، في بيان: «تسمح المراقبة المستمرة للغلوكوز عبر جهاز استشعار يوضع تحت جلد المريضات، بفحص مستويات السكر في الدم في أي وقت... مما يمكّنهن من إجراء تعديلات محددة على نمط حياتهن أو علاجهن بالإنسولين، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مسار حملهن».