الوجبات المبكرة تجنبك أمراض القلب

نمط الوجبات السريعة يزيد أمراض القلب (بابليك دومين)
نمط الوجبات السريعة يزيد أمراض القلب (بابليك دومين)
TT

الوجبات المبكرة تجنبك أمراض القلب

نمط الوجبات السريعة يزيد أمراض القلب (بابليك دومين)
نمط الوجبات السريعة يزيد أمراض القلب (بابليك دومين)

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من «المعهد الوطني لبحوث الزراعة والغذاء والبيئة (INRAE)» في فرنسا، عن أن تبني عادة تناول الوجبات الأولى والأخيرة في وقت مبكر، مع فترة أطول من الصيام أثناء الليل، يساعد في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأظهرت النتائج المنشورة الخميس بدورية «نيتشر كومينيكيشن» أن تخطّي الموعد الصباحي المبكر لوجبة الإفطار يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بزيادة تُقدَّر بـ6 في المائة لكل ساعة تأخير.

على سبيل المثال، الشخص الذي يأكل لأول مرة في الساعة 9 صباحاً يكون أكثر عرضة بنسبة 6 في المائة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من الشخص الذي يأكل في الساعة 8 صباحاً.

وفيما يتعلق الأمر بالوجبة الأخيرة، فإن تناول الطعام في وقت متأخر بعد الساعة 9 مساءً مثلاً يرتبط بزيادة تُقدَّر بـ28 في المائة فيما يتعلق بخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية، مثل السكتة الدماغية، مقارنة بتناول الطعام قبل الساعة 8 مساءً.

ووفق الدراسة، ترتبط المدة الأطول للصيام أثناء الليل، أي الوقت بين الوجبة الأخيرة في اليوم والوجبة الأولى في اليوم التالي، بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية، مما يدعم فكرة تناول الوجبات الأولى والأخيرة في وقت مبكر أثناء اليوم.

في تعليقه على النتائج، قال الدكتور أحمد بندارى، أستاذ مساعد أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب في جامعة بنها المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «تنظر هذه الدراسة في بُعد آخر جديد في العلاقة بين علم التغذية والإصابة بأمراض الشرايين القلبية، وهو: متى نأكل؟ وليس: ماذا نأكل؟». وأضاف أن «معظم خبراء التغذية والصحة العامة يركزون على نوعية الطعام أكثر من توزيع توقيتاته على مدار اليوم، وهو ما نغفل عادة عن أخذه في الاعتبار».

وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم وفقاً لدراسة العبء العالمي للأمراض، الصادرة عام 2019؛ ما يعني أن النظام الغذائي يلعب دوراً رئيسياً في تطور هذه الأمراض.

وأدى نمط الحياة الحديثة للمجتمعات الغربية إلى عادات غذائية قد تكون ضارة صحياً مثل تناول العشاء في وقت متأخر أو تخطي الموعد المبكر لوجبة الإفطار.

فبالإضافة إلى الضوء، فإن الدورة اليومية لتناول الطعام (الوجبات والوجبات الخفيفة) بالتناوب مع فترات الصيام تعمل على مزامنة إيقاعات الساعة البيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة، وبالتالي التأثير على وظائف القلب والأوعية الدموية، مثل تنظيم ضغط الدم.

وتبرز نتائج الدراسة التغذية المزمنة كمجال جديد مهم لفهم العلاقة بين توقيت تناول الطعام وإيقاعات الساعة البيولوجية والصحة.

استخدم الباحثون بيانات من 103389 مشاركاً، 79 في المائة منهم من النساء، بمتوسط عمر 42 عاماً، لدراسة الارتباط بين أنماط تناول الطعام وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الاجتماعية والديموغرافية (العمر والجنس والوضع العائلي) ونوعية النظام الغذائي، ونمط الحياة، ودورة النوم.

وهو ما علَّق عليه بنداري؛ كون غالبية العينة «من النساء ومن شريحة عمرية صغيرة، ما يُعدّ إضافة جديدة أيضاً، خصوصاً أن غالبية العينات السابقة كانت للرجال».

ويضيف: «يضع هذا أيضاً أمامنا مجموعة من المحاذير فيما يتعلق بتعميم النتائج على مختلف المناطق والأنماط البشرية، مطالباً بضرورة تكرار هذه النتائج في مجموعات أخرى كالأشخاص الذين يُضطرون للعمل ليلاً على سبيل المثال، كعمال الورديات الليلية وبعض ضباط الشرطة والأطباء، الذين تجبرهم ظروفهم على تناول الطعام ليلاً وفي أوقات غير منتظمة».


مقالات ذات صلة

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

كشفت دراسة جديدة عن أن مرض ألزهايمر قد يكون ناجماً في بعض الأحيان عن فيروس الهربس الذي ينتقل من الأمعاء إلى الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

كشفت دراسة جديدة أن استئصال اللوزتين يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك طفل يعاني من التوحد (أرشيفية - رويترز)

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

من المعروف علمياً أن تحديد سبب التوحد أمر صعب، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى أنه عبارة عن مجموعة معقدة من اضطرابات النمو، وليس حالة واحدة.

صحتك السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

قالت منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، إن فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن، طوّرتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي، «تفتح الباب أمام إمكانية إنهاء وباء السمنة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العزلة المعتدلة تشمل أنشطة مثل قراءة كتاب في مقهى (جامعة ريدنج)

«العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة

كشفت دراسة أميركية أن «العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة عبر استعادة الطاقة والمساعدة على بناء الروابط الاجتماعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)
تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)
TT

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)
تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)

تمكن باحثون من معهد كارولينسكا في السويد من تطوير طريقة للكشف المبكر عن العوامل التي تسهم في تسارع شيخوخة الدماغ، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الباحثون، أن الطريقة تعتمد على تحليل صور الدماغ لتقييم صحة الأوعية الدموية ودورها في التأثير على سرعة شيخوخة الدماغ. ونُشرت الدراسة، الجمعة، في دورية «Alzheimer's & Dementia».

ووفق الدراسة، يُصاب أكثر من 20 ألف شخص في السويد سنوياً بأنواع مختلفة من الخرف، حيث يمثل مرض ألزهايمر نحو ثلثي هذه الحالات. وتُعد شيخوخة الدماغ عملية طبيعية تحدث مع التقدم في العمر؛ إذ تشهد بنية الدماغ ووظائفه تراجعاً تدريجياً. ومن بين هذه التغيرات تقلص حجم الدماغ وضعف كفاءة الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية مثل الذاكرة والتركيز. لكن النتائج كشفت أن عوامل مثل الالتهابات، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وأمراض الأوعية الدموية، يمكن أن تسهم في تسارع شيخوخة الدماغ. وعلى النقيض، فإن اتباع عادات صحية كالحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على شباب الدماغ لفترة أطول.

وشملت الدراسة 739 مشاركاً، بينهم 389 امرأة، من مدينة غوتنبرغ السويدية. وتم تحليل نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة طورها الفريق لتقدير العمر البيولوجي للدماغ. بالإضافة إلى ذلك، أُخذت عينات دم لقياس مستويات الدهون، والسكر، ومؤشرات الالتهابات، وأُجريت اختبارات معرفية لقياس الأداء العقلي.

وأظهرت النتائج أن المصابين بالسكري، والسكتات الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، كان لديهم أدمغة تبدو أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية. على الجانب الآخر، أظهرت أدمغة الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحياً مظاهر أكثر شباباً مقارنة بأعمارهم.

وأكد الباحثون أن الأداة التي طُورت تُظهر دقة كبيرة، ويمكن أن تُستخدم كوسيلة بحثية واعدة، مع إمكانية توسيع تطبيقاتها لتشمل الدراسات السريرية المستقبلية، مثل أبحاث الخرف.

كما لاحظ الفريق البحثي وجود اختلافات بين الرجال والنساء في العوامل التي تؤثر على شيخوخة الدماغ، مما يشير إلى أن الجنس قد يلعب دوراً في كيفية بناء المرونة الدماغية.

وأوضح الباحثون أنهم يخططون لدراسة هذه الفروقات بشكل أعمق من خلال التركيز على عوامل بيولوجية مثل الهرمونات، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والثقافية.

ويعمل الباحثون حالياً على إطلاق دراسة جديدة العام المقبل لفهم تأثير عوامل مثل الانخراط الاجتماعي، والدعم النفسي، والنوم، ومستويات التوتر، على مرونة الدماغ، مع التركيز بشكل خاص على صحة الدماغ لدى النساء.

وأشار الفريق إلى أن هذه الدراسة تشكل خطوة نحو تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز فهم صحة الدماغ، وفتح آفاق جديدة للحفاظ على مرونة الدماغ، والتصدي لتحديات الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.