* آخر ما يبغيه الناقد الفعلي هو إقناع القارئ بشيء. ولا حتى السعي لنيل موافقته على النقد الذي كتبه. هذا ليس من شأن الناقد ولا هي رسالته.
* طبعاً، يحب أن يكون مؤثراً وفاعلاً على الشاشة العريضة للثقافة السينمائية، لكنه لا يستطيع أن يفرض قناعاته ولو اختار لها أفضل السبل نعومة ودبلوماسية.
* هذا جيد من ناحية وليس جيداً تماماً من ناحية أخرى. الجيد فيه أن الناقد ليس فاشياً، بل يؤمن بأن وجهة نظره هي واحدة من وجهات نظر كثيرة. ليس جيداً تماماً، لأن هناك من القراء ما يطلب من الناقد فرض ذلك القرار.
* الحقيقة هي أن إقناع الآخرين، في أي موضوع (هناك جمعية أميركية ما زالت تؤمن بأن الأرض مسطحة رغم كل البراهين!) أمر صعب. دائماً هناك ذلك الشيء الذي يمنع الآخر من القبول التام إلا في حالات محدودة. لذلك يأخذ الناقد المسألة من آخرها ويطرح ما يراه ويحبّذ ما يريد وينتقد ما لا يوافق عليه، والقارئ حر تماماً في رأيه.
* كمثال شاسع وقريب على ذلك كيف أن العديد من القراء العرب وبعض النقاد أيضاً اعتبر أن فيلم «قتلة فلاور مون» أفضل من «أوبنهايمر» وكان يجب أن ينال الجوائز التي نالها الثاني. هذا لأنه عدَّ «أوبنهايمر» دعاية لشخصية العالم اليهودي، ولهذا السبب (وحده) نال أوسكاراته.
* أهو ذكاء لا يقارن عند هذا البعض، أو جهل أم هي النغمة المعتادة التي يطربون لها كلما لم يفز الفيلم الذي أرادوه؟ هنا فقط تتمنى لو كانت لديك قدرة على الإقناع.
* منذ أن منح «فيسبوك» الحرية لكل رأي اختلطت الموازين فوق ما كانت مختلطة علماً بأن النقد الصحيح ليس رأياً على الإطلاق، بل هو علم.