ضياء الدين سعيد بامخرمة

ضياء الدين سعيد بامخرمة
سفير جيبوتي لدى السعودية

تجنيد الأطفال: ظاهرة مقلقة تعاند القوانين الدولية

تعد ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة دولية بنص القانون، لكن استمرارها في مختلف بؤر الصراعات في العالم يقلق الأوساط الحقوقية ويشكل تحدياً سافراً للعديد من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. إن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل تعود جذورها إلى فترات ما قبل الميلاد، كما شهدت العصور الوسطى استخداماً واسعاً للأطفال كفرسان، ومن ذلك المشاركة الواسعة لأطفال من غرب وشمال أوروبا في الحملات الصليبية ضد المشرق، ونشير هنا لما يعرف بحملة الأطفال سنة 1212م التي توجهت إلى بيت المقدس، وقد فُقد فيها ما يقارب 30 ألف طفل سقطوا قتلى وجرحى أثناء العمليات العسكرية، ومنهم من مات بسبب الأمراض التي فتكت بهم من د

أمن البحر الأحمر مسؤولية دولية وإقليمية

لا تزال الدول المطلة على البحر الأحمر تدق ناقوس الخطر بشأن ناقلة النفط «صافر»، والمخاوف المتزايدة من وقوع كارثة بيئية خطيرة في سواحل البحر الأحمر.

الأسباب الحيوية لتكامل دول البحر الأحمر وخليج عدن

مؤخراً استكملت جمهورية جيبوتي الإجراءات النظامية اللازمة للمصادقة على ميثاق تأسيس ‎مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، الذي وُقع في الرياض يوم 6 يناير (كانون الثاني) 2020، من قبل وزراء خارجية دول كل من: جيبوتي والسعودية ومصر واليمن والصومال والسودان والأردن وإريتريا. وبالنظر إلى المراحل التي مرت بها فكرة تأسيس كيان يجمع دول البحر الأحمر، فإن المملكة العربية السعودية الشقيقة تعد صاحبة السبق في هذا المجال؛ إذ يعد ميثاق جدة الموقع في 21 أبريل (نيسان) 1956 بين المملكة العربية السعودية ومصر والمملكة اليمنية المتوكلية، أول دعوة إلى إقامة «نظام أمني مشترك» في البحر الأحمر

أمن القرن الأفريقي يتطلب صومالاً مستقراً

استمراراً للجهود المبذولة في دعم الأشقاء الصوماليين ورعاية المصالحات الصومالية، شهدت جيبوتي يومي 14 و15 يونيو (حزيران) 2020، بمبادرة ورعاية من رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيله، قمة تشاورية جمعت رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية محمد عبد الله فرماجو، ورئيس أرض الصومال موسى بيحي عبدي، وخلصت إلى استئناف المباحثات بين الجانبين، وتشكيل لجنة فنية لمتابعة المسائل العالقة وتفعيل مخرجات القمة، وعدم تسييس المساعدات الإنسانية والاستثمارات. ومن المعلوم أن جمهورية جيبوتي كانت ولا تزال حريصة على جوار صومالي قوي آمن ومستقر ومزدهر؛ لما لذلك من انعكاس إيجابي على أمن واستقرار المنطقة برمتها، والحد من تدفق الل

جيبوتي... الموقع الاستراتيجي والتوازن السياسي

بموقعها الجغرافي المتميز المطل على مضيق باب المندب، وبسياستها الحكيمة وعلاقاتها المتوازنة، اشتهرت جمهورية جيبوتي، الدولة العربية الإسلامية الواقعة بشرق أفريقيا، فصارت واحة سلام في محيط مشتعل، وعاملاً مهماً من عوامل حفظ الأمن والاستقرار الدوليين. تأتي الذكرى الـ42 لنيل الاستقلال الوطني، التي توافق اليوم 27 يونيو (حزيران)، وجيبوتي نجحت سياسياً في بناء دولة عصرية قادرة على التأقلم مع المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية الراهنة، منفتحة على العالم، تمارس علاقاتها الخارجية مع الدول الشقيقة والصديقة من منطلق الاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب، ومن ثمّ إرساء السلام في العالم.

المملكة في ذكرى تأسيسها... ريادة إقليمية وعالمية

تتزامن الذكرى الـ88 لتأسيس المملكة العربية السعودية، مع حراك دبلوماسي وسياسي شهدته مدينة جدة خلال الأيام الماضية، تمثَّل في مصالَحات إقليمية مهمة لدول القرن الأفريقي، حيث عايشنا الأحد الماضي (16 سبتمبر/ أيلول 2018)، توقيع اتفاقية السلام بين إثيوبيا وإريتريا برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتلك خطوة تاريخية استبشر بها الجميع على أمل أن يصبّ حل أطول نزاع في القرن الأفريقي إيجاباً في الجانب الإنمائي، ويعزِّز الأمن والاستقرار والاقتصاد في منطقة الدول المحيطة بالبحر الأحمر.

القرن الأفريقي... حراك دبلوماسي أملاً في حلول شاملة

تشهد منطقة الشرق والقرن الأفريقي حراكاً دبلوماسياً نشطاً، ومصالحات بدت للوهلة الأولى مفاجئة للكثير، مصحوبة بإرهاصات وتأويلات سياسية كثيرة من هذا وذاك، ولكنها في الأخير تصب في خانة السلام والمصالحات في المنطقة، مما من شأنه أن يعزز التكامل والتعاون بين دول الإقليم. بدأ هذا الحراك الدبلوماسي، رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد علي، منذ أن وصل إلى سدة الحكم في بلاده، فحرك الراكد من السياسة الداخلية، في بلد هو الأكبر في المنطقة من حيث عدد السكان، ثم انطلق نحو الجارة إريتريا لفتح صفحة مهمة من العلاقات بين دول الجوار.

التوسعة الكبرى منذ أن وضع إبراهيم القواعد

المتأمل في ما يشهده الحرمان الشريفان من خدمة ورعاية وتطوير وتوسعة لرفع طاقتهما الاستيعابية باستمرار، تلبيةً لتكاثر أعداد الحجيج والزوار وما يلقونه من عناية واهتمام، يدرك عِظَم المسؤولية التي تنهض بها قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مهبط الوحي، وموطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ومنذ أن أمر الله نبيه إبراهيم (عليه السلام) بأن يؤذن في الناس بالحج ليأتوا رجالاً وعلى كل ضامر، فالحرم المكي يشهد توافداً بشرياً كثيفاً ظلت أعداده في تزايد مطرد عاماً تلو آخر، ما استدعى توسعته وتطويره باستمرار لكي يستوعب البيتُ المعمور ملايين الحجيج والمعتمرين القادمين من مختلف أنحاء العالم. وقبل أن أسلط الضو

دور جيبوتي في حماية الأمن الدولي بالبحر الأحمر

يتساءل كثير من الناس عن وجود بعض القواعد العسكرية الدولية في جيبوتي وأهميتها وأغراضها... وهذا بدوره يقودنا للنظر فيما تتميز به جمهورية جيبوتي من موقع جغرافي فريد على البحر الأحمر يربط طرق العالم وقاراته الكبرى، فإطلالة جيبوتي على مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية الكبيرة، جعلتها دولة محورية في الجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين من خلال التنسيق والتعاون مع القوى الكبرى لحماية الملاحة البحرية ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية التي تؤرق المنطقة والعالم بأسره. وبسبب ما تنعم به جيبوتي من أمن واستقرار رغم وقوعها في محيط مشتعل بالأزمات والصراعات، يط

تعاظم الأهمية الاستراتيجية لجيبوتي إقليميًا ودوليًا

تتمتع جمهورية جيبوتي بموقع استراتيجي مهم عند المدخل الجنوبي لحوض البحر الأحمر، وتحديدا بإطلالتها المتميزة على مضيق باب المندب، الذي يمثل عنق الزجاجة بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، لأن أخدود البحر الأحمر ممر مائي يربط طرق العالم وقارات العالم الكبرى؛ حيث الأسواق العالمية، ذات الكثافة السكانية الهائلة والأيدي العاملة المنتجة كالصين واليابان وإندونيسيا والهند وغيرها، ومن خلال البحر الأحمر ينقل النفط من الخليج العربي باتجاه أوروبا والأميركيتين؛ حيث تزدهر هناك أيضا القوة الصناعية العالمية والاستهلاك العظيم للطاقة والإنتاج معا، فتبرز أهمية البحر الأحمر كممر عالمي تتوازى فيه قناة السويس كمدخل شمالي، و