نحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ومقبلون على العيد، وقبل صلاة العيد يجب على المواطنين المسلمين إخراج زكاة الفطر، ويشمل ذلك الفقراء، فهي واجبة على كل فرد مهما كان دخله ولا يعفى منها أحد، وزكاة الفطر هي عبارة عن كيلوين وثلثي الكيلو، تخرج من قوت البلد عن كل فرد، سواء أكان هذا القوت تمراً أم قمحاً أم أرزاً أم زبيباً أم شعيراً أم أقطاً (الأقط هو اللبن المجفف)، أم غيره من أطعمة البلد وتعطى للمحتاج، وهي حالة تعم جميع أنحاء العالم العربي، بل تعم بلاد جميع المسلمين.
وفي الغالب قبل العيد بنحو ثلاثة أو أربعة أيام يفترش الباعة الأرصفة ويبدأون عملية البيع وما يصاحبها من مضايقة لأصحاب السيارات والمارة، كما أنه قبل العيد يبدأ في العادة بعض الباعة في بيع بعض الهدايا وبيع بعض ألعاب الأطفال، وأنا أؤيد مثل هذا النوع من العمل لأنه يعلم الشباب العمل ويسد حاجة المحتاج.
هذه الأعمال مطلوبة، ولكنها في بعض الأحيان مطاردة من البلديات، بحكم أنها تزعج المارة. وبصفتي أؤيد هذه الأعمال بشدة، لأن هذه الأعمال تعدّ مجال تدريب للشباب، كما أن بعض هذه الأعمال مصدر دخل لبعض الأسر، وحتى تكون هذه الأعمال منظمة ونوفر غطاءً شرعياً للباعة، ونبعدهم عن مطاردة البلدية وندعهم مطمئنين يمارسون أعمالهم براحة تامة، وحتى نرفع أيضاً الإزعاج عن موظفي البلديات.
لذلك، اقترح على البلديات في جميع أنحاء عالمنا العربي أن تخصص أماكن معينة في الأحياء وفي الأسواق لمثل هذه الأعمال الموسمية، بحيث لا يتضايق المارة، وفي نفس الوقت تخدم هذه المواقع الشباب الذين يعملون في هذه الوظائف الموسمية، وبعضهم قد يكون في أمسِّ الحاجة لمثل هذا العمل كي يعيش.
ومن المعروف أن هذه الأعمال تبدأ من أول شهر رمضان المبارك وبأشكال متنوعة، فمثلاً تبدأ ببيع العصائر والأكلات المطبوخة، والأكلات المطبوخة والعصائر بحاجة إلى أماكن خاصة وثابتة، أولاً كي لا تفسد، وثانياً كي لا تُسمم المشترين، ولتوفير أماكن خاصة لباعتها تسهل رقابتها، وهذه الأعمال تنتهي ببيع الألعاب والفطرة، لذلك كان تخصيص مواقع لهؤلاء الباعة مشروعاً يجب أن نفكر فيه. ودمتم.