مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

الرزّ والإعلام «الإخوانجي»

في مقابلة الأمير محمد بن سلمان مع الصحافي السعودي داود الشريان، ثمة أمور كثيرة تستحق المتابعة.
هنا أريد التركيز على أمر شديد الخطورة، متشعب الضرر، غامض الحركة، وضع ولي ولي العهد السعودي أصبعه عليه، وأشار له بوضوح ساطع.
هذا الأمر هو «الإعلام الإخوانجي» والتعبير هو بالنص من كلمات الأمير محمد بن سلمان. قيلت هذه العبارة حين سأل الشريان الأمير عن حالة العلاقات مع مصر، بعدما ثار في الإعلام من مشكلات وحملات تكشف عن تأزم العلاقات بين السعودية بقيادة الملك سلمان، ومصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الأمير أجاب عن السؤال: تقصد الإعلام الإخوانجي!؟
بصراحة هو ذهب في جوابه هذا إلى لبّ المشكلة، وعين الداء، إنها البروباغندا الإخوانجية الرهيبة.
المضحك، المبكي، أن هناك من الصحافيين، وبعض من يسمون النشطاء، بل وحتى بعض المسؤولين، هنا وهناك، يستهلك ويأكل دعاية الإخوان، ويعيد ترويجها من جديد، وهو يحسب نفسه ضد الجماعة الإخوانية!
هذا هو الخطر المقيم، مثلا، ترديد كلمة «الرز» كلما جاء ذكر الرئيس المصري، وهي «إساءة» من مصنع الدعايات الإخوانجية، لاختصار العلاقة بين مصر والسعودية، بطلب المال «الرزّ» وفقط. تجد استظراف الدم في «تويتر» وبرامج الفضائيات والمقالات الخفيفة، كلما جاء ذكر أمر يتعلق بمصر والسعودية الآن.
رغم كلام المسؤولين السعوديين، مرارا، مثلا اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس الاستخبارات حاليا، عن دور مصر المحوري في التحالف العربي.
بل هناك زملاء من الصحافيين السعوديين، سمعوا من الأمير مباشرة، الحديث عن حيوية العلاقات مع مصر، ودورها الملموس في التحالف العربي ضد الانقلابيين في اليمن، وكون مصر في نظر السعودية دولة «حليفة» ومع ذلك يخرج هذا الصحافي العبقري، ويعيد الثرثرة بشتيمة الإخوانج «الرزّ».
ومع كثافة «اللجان الإلكترونية» وتواتر «القصف الفضائي» من «الجزيرة» وأمثالها، ومع وجود «سفهاء» من الإعلام المصري، الخاص والعام، احترفوا شتم السعودية، من بقايا اليسار والناصرية، تصبح الحكمة عزيزة، وتظهير المشترك من المصالح والتأسيس عليه، عملية صعبة وشاقّة.
البروباغندا «الخمينية» أيضا تساهم مع شقيقتها «الإخوانجية»، وقد أشار لذلك الأمير محمد، في محاولة الوقيعة بين مصر والسعودية.
لا نقول إنه لا توجد اختلافات بين الرياض والقاهرة، ولكن من قال إن الإجماع هو الأساس في السياسة.
المطلوب هو السعي لأقصى توافق ممكن، مع النوايا الحسنة، والسعي الدؤوب لتعظيم المصالح المشتركة.
مناسبة هذا الحديث كله، هي تذكير من يتوهم أنه ضد جماعة الإخوان في حين هو مستهلك جشع لطعامها الدعائي!

[email protected]