مصطفى الآغا
TT

جدلية الست

رغم أن المنتخب السعودي هو واحد من ثلاثة منتخبات بين 12 منتخبًا تشارك في التصفيات الآسيوية المؤهلة مباشرة لكأس العالم حقق النقاط الست كاملة من مباراتين، إضافة لأستراليا وأوزبكستان، فإن الشارع والمغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى نفر كبير من المحللين الرياضيين عبّروا عن عدم رضاهم من مستوى المنتخب، لا، بل عن تشاؤمهم حتى بوصوله لكأس العالم، خصوصًا أنه لم يخُض المنافسات التي يعتبرونها قوية جدًا أمام اليابان وأستراليا والإمارات.
بالتأكيد هم عاشقون لمنتخب بلادهم وليس قصدهم إحباطه أو تكسير مجاديفه، وبالتأكيد لم يكن المنتخب جيدًا أمام تايلاند ولا في الشوط الأول أمام العراق الذي سلّم المباراة في النصف الثاني من الشوط الثاني، بعدما استنفد لاعبوه كل قواهم الجسدية والنفسية، ولكن بقاء المنتخب السعودي بكامل التركيز حتى الدقائق الأخيرة يُحسب له ولمدربه الذي غيرت تبديلاته شكل المنتخب الذي يعاني أصلاً من الغيابات، خصوصًا في مركز رأس الحربة.
ومن تابع تغريدات بعض المؤثرين والمحللين عبر «تويتر» خلال الشوط الأول والاستراحة ما بين الشوطين، يجد كمًّا هائلاً من التشاؤمية والإحباط والمطالبات بالتغيير، وأن الدوري لم يعد يفرز مواهب استثنائية وأن الكل مشغول بمشكلات الأندية.. وأن.. وأن.. ولكن وبعد الفوز شاهدنا تغييرًا في مواقف البعض وتصلبًا في مواقف البعض الآخر ولكل تبريراته وأسبابه.
وحتى نكون منصفين فالمنتخب ليس له شخصية البطل حاليًا، ولكنه في تصفيات تحتاج لتجميع نقاط فعل ما هو مطلوب منه مائة في المائة بغض النظر عن الأخطاء، والأداء وهو ما كان موضوع مقالتي السابقة التي حملت عنوان «نتيجة... والأداء؟»، ومن أراد ليس فقط الوصول لكأس العالم بل أراد الظهور بمظهر مشرّف، وحتى أن يكون رقمًا صعبًا عليه أن يقدم مستوى أفضل مما شاهدناه في أول مباراتين باستثناء ربع الساعة الأخير من لقاء العراق.
لدى المدرب مارفيك فترة معقولة حتى يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث المواجهة مع بطل آسيا وصاحب النقاط الست وهو المنتخب الأسترالي، وبالتأكيد ساعدت القرعة الأخضر، فلعب أولاً على أرضه ثم واجه العراق في أرض محايدة، وسيستضيف أستراليا على أرضه، وبعدها الإمارات على أرضه أيضًا، ومن يريد التأهل فعليه حصد النقاط على أرضه، وتجميع ما يمكن تجميعه خارجها، والتصفيات ما زال فيها 24 نقطة من 8 مباريات متبقية والتأهل ليس مستحيلاً، كما يقول البعض، وليس سهلاً، كما يقول البعض الآخر.
التأهل يحتاج لاستراتيجية التفاؤل أولاً وقبل كل شيء، والكلام ينطبق على المنتخبات العربية الخمسة المشاركة وليس السعودي وحده.