علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

إعمار.. إعمار

يخطئ من يظن أن عملية «إعادة الأمل» هي أولى خطوات السعودية ودول الخليج في عملية إعمار اليمن، بل إنها عملية من آلاف العمليات التي قام بها الخليجيون لإعمار اليمن. فقد كانت السعودية والخليجيون يبنون المستشفيات والمدارس والمرافق وكل ما يتعلق بالبنية التحتية منذ تدفق النفط لدى هذه الدول، ودون منة أو شروط، ولعل هذا كان خطأ الخليجيين الذين وثقوا في القيادة اليمنية. كما أنهم استمروا في بناء اليمن حتى مع تدفق النفط اليمني.
أتدرون ماذا كان جزاء هذه الدول من القيادة اليمنية ولا أقول الشعب؟ أن وقف المخلوع علي عبد الله صالح مع العراق حينما احتل الكويت ليخسر اليمن ثقة دول الخليج. ولكن أتدرون من هو الخاسر الأكبر؟ إنه الشعب اليمني لأن قيادته فقدت الإبصار، فحينما وقفت القيادة اليمنية مع العراق اضطر الخليجيون لتشديد شروط الإقامة على اليمنيين فانسحب كثيرٌ من اليمنيين إلى بلادهم ليشكلوا عبئا على قيادتهم وأسرهم بعد أن كانوا مصدر رزق لهؤلاء.
ورغم ذلك فإن تعداد اليمنيين في السعودية اليوم 800 ألف فرد، هذا غير من كانت إقامتهم غير نظامية؟ والسعودية تفتح صدرها لأشقائها اليمنيين، ولكن قيادتهم المخلوعة دائما ما تقف ضد مصلحة شعبها، ويكفي الآن وقوف المخلوع والحوثيين مع الفرس الذين لا يخفون رغبتهم في إقامة إمبراطورية كسرى.
أتوقع بمشيئة الله بعد انتهاء عملية «إعادة الأمل» أن ينتظم اليمنيون في نطاقهم العربي ليحصلوا على مكاسب لن تتوقف من الخليجيين، كان آخرها تبرع السعودية بـ274 مليون دولار للعمليات الإنسانية. وأتوقع أن تعتمد السعودية ودول الخليج على العامل اليمني الذي نفهم لغته ويفهم لغتنا ونكن له احتراما ويكن لنا تقديرا، حيث سبق أن تعاملنا معه فلم نر منه ولم ير منا إلا خيرا. أيضا أتوقع أن تضخ دول الخليج في البنية التحتية اليمنية مليارات الريالات.
أتعرفون ماذا يعني زيادة عدد الأشقاء اليمنيين العاملين في دول الخليج؟ إنه يعني زيادة التحويلات إلى اليمن، مما يعني انتعاشا يمنيا وخروج كثير من أسر أشقائنا اليمنيين من خط الفقر الذي وضعتهم فيه قيادة المخلوع حيث أدخلهم في كثير من الحروب الداخلية من غير طائل، فقط ليبقى غير مكترث بما يصيب اليمن من مآس.
إن خروج المخلوع وأنصاره سيجعل الخليجين يتكفلون ببناء اليمن ليجعلوه يمنا سعيدا كما كان.. ودمتم.