سعد المهدي
TT

كلنا في الهم شرق وغرب

انطلقت البطولة الآسيوية (أبطال الدوري) 1967 واستمرت حتى 2002 بهذا الاسم وبنظام واحد أعقبتها بطولة كأس الكؤوس الآسيوية بوقت طويل 1990، ثم السوبر الآسيوي الذي يجمع بين بطلي المسابقتين، لكن البطولات الثلاث تم جمعها في بطولة واحدة تحت اسم بطولة كأس أبطال الدوري 2003 بنظام الأدوار التمهيدية من ثماني مجموعات، وصولا إلى دور الـ16 إلى الأدوار النهائية بتعديل أيضا 2009، حيث تمت زيادة الفرق إلى 32 فريقا، انتهاء بفصل فرق الغرب عن الشرق ليلتقي المتأهلان منهما في المباراة النهائية كما حدث أول مرة الموسم الماضي.
اعتبرت في موضوع سابق أن الفصل بين أندية شرق وغرب القارة، رغم ما يحققه من مصالح. جوهرها تخفيف مشقة وكلفة التنقلات في قارة شاسعة فإنه يضر بها والمشاركين فيها فنيا، وأزعم أنه من الجانبين أيضا؛ إذ وعلى الرغم مما بينهما من بعض الفوارق التي تصب في صالح الشرق فإنها ليست بذلك الحجم، المبالغ فيه، إذ لا بد من أن نتذكر أنه حتى 2002 كانت فرق الغرب تنافس بقوة فرق الشرق بشكل شبه متوازن ومحصلة نتائج المباريات تؤكد ذلك وسجل البطولة يشهد به، حتى بعد 2003 فقد حصل العين الإماراتي والاتحاد السعودي والسد القطري على أربع بطولات، ولعبت ثلاثة فرق سعودية الاتحاد والأهلي والهلال على النهائي.
صعوبة حصول فريق سعودي على البطولة في الوقت الراهن هو طرح إعلامي ترسخ في مفهوم الجمهور سرى داخل اللاعبين ومسؤولي إدارات الأندية فقرب أن يكون حقيقة، فإن صح ذلك فإن التقسيم بات غير صالح بالمرة ومن المفيد أن ندعم فكرة إلغائه حتى يمكن أن نستفيد على الأقل من الاحتكاك بهذه الفرق وخاصة أن الاتحاد الآسيوي أرادها كتجربة لثلاثة مواسم ليقرر بعد ذلك نجاحها من عدمه، لكن هل صحيح أن الحصول على البطولة فقط مقياس لتكافؤ فرق الشرق والغرب؟ أم أن أي بطولة محلية أو غيرها بطلها واحد دون اعتبار كعبه الأعلى بشكل مطلق؟ ولماذا الأندية السعودية من يضع أنصارها المبررات لها حتى ولو بالاعتراف بعدم نديتها لأندية الشرق، ولماذا تختلف في تقييمها حين تلعب المنتخبات السعودية مع نظراتها في الشرق وتسقط هذه الفوارق، حيث يطالبونها بتحقيق البطولات؟
صراع الأندية الإعلامي والجماهيري يتسبب في زيادة الحمل على الفرق التي تشارك في هذه البطولة ويحاصرها نفسيا بشكل عدائي وغير مفهوم أحيانا كثيرة، فهو معها وضدها، ومعادٍ لها وغاضب على من يناصبونها العداء، وهو سعيد بفوزها وحزين لأنها تمضي في مشوار البطولة، ويطالب الآخرين بوقفة صادقة معها ولا يرى باس في أن يحتج لو لمس هذا الدعم؟ الإعلام ومن خلفه الجماهير يفضلون أن تعيش الفرق حالات الانتكاس، حيث يجدونه أكثر مساحة تسع لسخطهم أو ظرفهم وتصفية حساباتهم مع أي شيء وكل شيء، هم لا يريدون الخروج من مشروعهم الجديد (الطقطقة) أو في أحسن أحواله المزايدة.
في مباريات المجموعات الثماني لم نشعر أن هناك فريقا أوروبيا ولو حتى متواضع يلعب بينها وانتهت نتائج مباريات الفرق اليابانية والكورية الجنوبية والتايلندية والأسترالية كما كانت علية الفرق الأوزبكية والسعودية والإيرانية والإماراتية والقطرية في فارق النتائج والمستوى الفني العام، مع الأخذ في الاعتبار أن كل فريق منهم يلعب له أربعة لاعبين أجانب وهذا لا يحدث مع المنتخبات، لكنهم (حزب طقطقة) يرون عدم عودة المنتخب السعودي بطلا للقارة عيبا لا يغتفر ويبررون ذلك للأندية بعذر أقبح من أن يذكر يسمونه فارقا فنيا طبيعيا لا يمكن كسره.