علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

تغطية وطنية

أثار اكتتاب البنك الأهلي نقاشا عريضا بين شرائح المجتمع السعودي ومرتكز الحوار يتلخص فيما يلي، هل البنك تقليدي أم إسلامي؟ وهل الاكتتاب فيه حلال أم حرام؟ والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التي يثور فيها نقاش من هذا النوع.
ففي أواخر التسعينات ثار نقاش مماثل حول بنك الجزيرة، حينما أراد أن يتحول إلى بنك إسلامي وأصبح مثار اهتمام الناس ولكن على نطاق ضيق؛ كون الأسهم لم ينتشر صيتها في ذاك الوقت، وأذكر أنني التقيت في ذلك الوقت رجل الأعمال صالح كامل، وكان قد اشترى حصة في بنك الجزيرة، كما أن إحدى الشركات التي يمتلك فيها حصة أغلبية، وهي شركة عسير، قد اشترت 10 في المائة من أسهم البنك، فسألته: هل سمحت لكم مؤسسة النقد بالتحول إلى بنك غير تقليدي (إسلامي)؟ فقال: يا ابني علي نحن نتحول لبنك غير تقليدي (وساما) تغض الطرف عنا.
وفعلا بدأ البنك يتحول تدريجيا حتى أعلن عن إسلاميته في حفل استدعي له نائب مؤسسه النقد في ذلك الوقت، الدكتور محمد الجاسر، وبحضور الهيئة الشرعية، وبذلك اكتسب البنك 3 صفات: الرسمية والشرعية ودخول شريحة جديدة لسجل المساهمين.
البنك الأهلي سلك ذات النظام، ومستشاره بشر بخيت يقول إن البنك بدأ يتحول منذ زمن طويل إلى بنك غير تقليدي، ويضيف أنه من أصل 20 صندوقا استثماريا هناك صندوقان تقليديان، أما البقية فصناديق استثمارية إسلامية، وهذا منطقي لأنه يتفق مع نهج كثير من المستثمرين.
وأتوقع أن تتم تغطية البنك من 3 إلى 4 مرات، رغم أن تغطية الأسبوع الأول لم تتجاوز الـ18 في المائة، حيث ستقوم البنوك بمنح تسهيلات لعملائها تقدر بـ10 أضعاف مبالغهم التي سيكتتبون بها.
ما آلمني كثيرا إقحام اكتتاب الأهلي بالوطنية تارة، وبالدين تارة، رغم أن الأمر لا يعدو كونه قرارا استثماريا يعتمد على معطيات اقتصادية، ومرتكزات مبادئية تقول إن المهاتما غاندي وطني رغم أنه لم يأكل اللحوم، والبروتستانت وطنيون رغم أنهم أباحوا الفائدة البنكية قبل الكاثوليك بـ80 عاما. ودمتم.