بهية المارديني
عضو تيار التغيير الوطني وكاتبة سورية
TT

«الجربا» بواشنطن: أوباما.. تستطيع أن تفعل الكثير

الفرصة مواتية للرئيس الأميركي باراك أوباما حتى لا تتكرر مأساة العراق وحتى لا يضطر للاعتذار للشعب السوري متأخرا كما اعتذر للشعب العراقي.. الفرصة مواتية بزيارة أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض ليقدم أوباما للجربا ما طلبه لإسقاط النظام.
أكد الجربا «لا نريد سلاحا كثيرا أو فوضويا.. نريد سلاحا نوعيا بكميات قليلة». وكان الجربا واضحا في الكلمة التي ألقاها في معهد السلام الأميركي الأربعاء الماضي بما يحتاجه ائتلاف المعارضة السورية لكسر موازين القوى على الأرض للوصول إلى حل سياسي.
الجربا طالب في كلمته بـ«سلاح رادع لتحييد سلاح الجو وتغيير ميزان القوى على الأرض يفتح مجالا حقيقيا لحل سياسي».
هذا الطلب المباشر لأسلحة مضادة للطائرات استبقه الجربا بتأكيده للأميركيين أن مقاتلي المعارضة هم من يحاربون الإرهابيين.
وأوباما قالها للشعب العراقي ونريد أن يقولها للشعب السوري اليوم وليس غدا «عفا الله عما سلف»، وسيقدم للجربا ما يريد ويدعم المعارضة بسرعة، وأنه سيوقف بشار الأسد عن جرائمه، ويقول لإيران كفى دعما للأسد ولا مبادلات ولا مفاوضات في أي ملف بين واشنطن وطهران والأولوية لإيقاف نزيف الدم السوري.
الكونغرس الأميركي اعترف بأن السفارة الأميركية في بغداد، التي تعتبر أكبر قاعدة مخابراتية في التاريخ كما يقال، هي التي تقود سرا العراق وهي المسؤولة عن تمزق الدولة والمجتمع وتغذية الإرهاب، فمتى سيعترف الكونغرس أن مماطلة واشنطن وقراراتها المتأخرة وأجندتها الخاطئة مسؤولة عما يجري في سوريا، وأن روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى سوريا مسؤول بشكل أو بآخر عما آلت إليه أوضاع المعارضة السورية، وهو ما لبث بعد أن ترك منصبه إلا أن انتقدها رغم أنها كانت على تنسيق دائم معه.
أوباما قال للعراقيين «وي كانْ دو إيت» والشعب السوري يعرف أنه في حال اعتذر أوباما منه «هِي كانْ دو إيت» نعم «هو يستطيع أن يفعلها»، ويغير السياسة الأميركية بصورة جذرية ويحول في مسار السياسة الأميركية الساكتة عن إيران والساكتة عن التخريب والتي تعطي ضوءا أخضر لاستمرار القتل.
الشعب السوري بانتظار أوباما أن يقول له «مثلما سكتنا عن قتلكم وتخريب سوريا، سوف نرسل جون ماكين لجولة في الدول المحيطة بسوريا ليطمئن الدول واللاجئين بأن الحل قريب وسنرسله قبل ذلك ليضغط على إيران لإيقاف دعمها للنظام السوري ولتتوقف عن إرسال الميليشيات، وليؤكد لها أن اللعبة اختلفت والقوانين تغيرت بل إن اللعبة انتهت».
بانتظار أن يؤكد أوباما للشعب السوري «سنرسل ماكين إلى أصدقاء الشعب السوري ودول الخليج لتدعم صندوقا كبيرا لإعمار سوريا» و«أوول وي كانْ دو إيت».
الشعب السوري بانتظار أن يعد أوباما الأميركيين والسوريين بأن واشنطن لن تتعامل بشكل مستقل ملفا ملفا بل ستتعامل مع دماء السوريين على أنها أولوية وأن السفير الأميركي الجديد سيغير سياسة بلاده تماما ويعمل وفق استراتيجية واضحة لهدف واحد طالما علمّنا إياه مدربونا الغربيون في دورات حقوق الإنسان: الحرية والديمقراطية.
* كاتبة وصحافية سورية