إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

* صوم الحامل
* كيف تصوم المرأة الحامل؟
حنان ج. - الأردن.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول الحمل والصوم. وبالعموم، ومن الناحية الطبية تحديداً، الحمل ليس حالة مرضية تمر بها الحامل، بل حالة فسيولوجية طبيعية تمر بها في فترات عدة من حياتها، أي أنها حالة صحية معينة يقوم الجسم فيها بإتمام حمل الجنين كي ينمو بشكل طبيعي وولادته بشكل طبيعي.
وبالمقابل، هناك كثير من الحالات المرضية التي قد تنشأ خلال فترة الحمل، كما أن حالة الحمل قد تتعرض لكثير من الظروف الصحية التي تتطلب عناية طبية لإتمام حصول حمل سليم وولادة آمنة للجنين وهو في حالة صحية جيدة.
والأطباء ينظرون في ثلاثة أمور خلال متابعة المرأة الحامل، الأول: هو عملية الحمل نفسها وتأثيراتها على صحة الأم. والثاني هو صحة الجنين واكتمال تطور نموه والعوامل المؤثرة عليه في ذلك وقدرة الأم على تزويد الجنين بكل احتياجاته، والثالث هو استعداد الأم والجنين للدخول في مرحلة الولادة وإتمامها بشكل يضمن سلامة الأم والمولود.
أي إنسان مقبل على الصوم في شهر رمضان عليه أن يستعد لذلك ويُدرك عدداً من الجوانب الصحية المفيدة والمؤثرة في تمكينه من أداء فريضة الصوم بأفضل حال ممكن. والقدرة على الصوم ترتبط في جانب مهم منها بالمستوى الصحي للإنسان ومدى إصابته بحالات مرضية طارئة أو مزمنة، وهو ما يعرفه المرء بالعموم من استشارته المباشرة لطبيبه حتى لو كانت لدى المرء الرغبة في الصوم لأن الطبيب قد يُنبهه إلى جوانب تساعده في القيام بالصوم بطريقة ملائمة لحالته الصحية، كما قد يُنبهه إلى كيفية التعامل مع معالجة حالته المرضية حال الرغبة في الصوم أو يُنبهه إلى صعوبة ذلك عليه في إتمام كل من الصوم والحفاظ على الصحة وتداعيات ذلك على صحته. والطبيب في هذا إنما يُقدم نصيحة وفق معطيات طبية وصحية لديه تتعلق بحالة المريض الصحية.
الصوم خلال الحمل يتطلب من الأم الحامل مستوى أعلى من المعتاد لها في العناية بحالتها الصحية خلال الأيام العادية، بما يضمن حفظ سلامة الحمل وسلامتها وسلامة تطور نمو الجنين، بمعنى أن الجنين قد لا يتأثر سلباً بانقطاع الأم الحامل عن شرب الماء وأكل الطعام، ولكن بالمقابل هناك احتمالات بأنه قد يتأثر دونما أن تشعر المرأة الحامل حال عدم حرصها على الاهتمام بالتغذية الجيدة المفيدة لجسمها وجسم الجنين وشرب الماء الكافي في فترة الليل، وأيضاً حال عدم حرصها على راحتها وحفظ الماء في جسمها وتهيئة الظروف لجسمها في إتمام الصوم خلال فترة النهار.
وكذلك قد يتأثر الجنين حال عدم اهتمام المرأة الحامل بصحتها بالعموم قبل شهر الصوم وعدم متابعتها مع الطبيب للاطمئنان على صحة سير عملية الحمل وصحة نمو الجنين، وأيضاً حال عدم تناول الأدوية التي تحتاجها الحامل خلال فترة الحمل حتى لو كانت خالية من أي أمراض.
ولذا على الحامل التي ترغب في الصوم أن تتأكد من طبيبها أولاً أن حملها لا تشوبه أي عوارض صحية وأن صحة جنينها تتطور بشكل طبيعي، وأن تحرص ثانياً على استشارة طبيبها في شأن مدى ملاءمة الصوم لحالة الحمل لديها، وأن تحرص ثالثاً على اتباع إرشادات الطبيب في التغذية بالمنتجات الغذائية المفيدة لها كحامل والمفيدة لها في إتمام فترة الصوم، وأن تحرص رابعاً خلال نهار الصوم على عدم التعرض للحرارة الشديدة أو الإجهاد البدني والنفسي في العناية بالمنزل أو إعداد الطعام، وأن تحرص خامساً على إدراك أن الجنين يتطلب تزويده بالكميات اللازمة له من السوائل والعناصر الغذائية طوال ساعات الليل والنهار وأنها هي المصدر الوحيد لهما.
* النوم الصحي
* لماذا ننام وما هو النوم الصحي؟
وعد ا. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول جوانب متعددة من النوم، والنوم الصحي بالذات. وبداية فإن النوم هي حالة من اللاوعي نعيشها بأجسامنا وعقولنا في كل يوم، والدخول إلى النوم عملية بيولوجية معقدة، وإضافة إلى إعطاء الشعور بالراحة، تحتاج عقولنا إلى النوم كي يرتب الدماغ المعلومات فيه ويعيد التوازن إلى عمل خلاياه، كما يحتاج الجسم إلى النوم كي تحصل أجزاء الجسم المختلفة على الراحة وإتمام كثير من العمليات الحيوية البيولوجية والكيميائية.
- وخلال فترة النوم يمر الدماغ بخمس مراحل، ويتكرر حصولها، وتحصل كثير من المتغيرات في الدماغ كما تحصل كثير من المتغيرات في الجسم كوتيرة التنفس وعدد النبضات القلبية ومستوى ضغط الدم ونسبة كثير من الهرمونات والعناصر الكيميائية الأخرى في الجسم، التي بمجملها تشكل أمرين، هما راحة لأعضاء الجسم وتهيئة للعمل والنشاط في اليوم التالي. ولذا يختلف العدد اللازم من ساعات النوم بالليل حسب مقدار العمر، ليتراوح ما بين 18 ساعة للمولود حديثاً وثماني ساعات للشخص البالغ.
والنوم الصحي هو نوم يتمتع بثلاثة جوانب، جانب ما قبل النوم ويتعلق بسهولة الخلود إلى النوم، وجانب يتعلق بفترة النوم نفسها أي الاستغراق بعمق فيه، وجانب يتعلق بما بعد الاستيقاظ أي الشعور بالراحة والنشاط البدني والتركيز الذهني. وأي خلل في تلك الجوانب الثلاثة هو نتيجة لأحد أنواع اضطرابات النوم. وهذه الاضطرابات تُسمى «غير صحية» لسببين، الأول هو المعاناة منها خلال فترة قضاء تلك الجوانب الثلاثة، أي المعاناة من صعوبات الدخول في النوم والاستغراق فيه وما بعده طوال النهار. والسبب الثاني هو التأثيرات الصحية السلبية البعيدة المدى مثل حصول اضطرابات المزاج والنفسية وحصول تدني الأداء الاجتماعي والوظيفي والتعليمي، والأهم ووفق ما تشير إليه نتائج الدراسات الطبية فإن النوم غير الصحي يرفع من احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى والسمنة والنوع الثاني من السكري ومقاومة الأمراض الميكروبية، وفي حالات الأطفال والمراهقين تُؤثر اضطرابات النوم في النمو الطبيعي وبناء العضلات وتطور الذكاء ومقاومة الأمراض الميكروبية.
حقن العصب
* هل عملية حقن العصب مفيدة في تخفيف الألم؟
زينة ك. - الكويت.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول عملية إحصار أو حقن العصب بغية تخفيف الألم في مناطق معينة من الجسم. ينبغي الملاحظة أنها عملية يتم فيها حقن مادة مخدرة في عصب أو مجموعة من الأعصاب لقطع الطريق على الإشارات العصبية التي تحمل الشعور بألم في منطقة ما من الجسم وبالتالي عدم وصول تلك الإشارات العصبية إلى الدماغ، أي لا يشعر المرء بالألم في تلك المنطقة.
العملية تتطلب مهارة طبية، ولا تستغرق وقتاً طويلاً، والمهم أن تتم بدقة كي تقدم تسكيناً مؤقتاً للألم، وقد يحتاج المرء إلى تكرار ذلك إذا استمر الألم بعد زوال مفعول المادة الدوائية المخدرة التي تم سابقاً حقنها في العصب.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».