مصطفى الآغا
TT

بين الموت والحياة

من حقائق الحياة أننا جميعًا سنموت إن عاجلاً أم آجلاً، وأنا هنا لا أحاول أن أكون سوداويًا بقدر رغبتي أن أكون واقعيًا، فالموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذه الحياة. ولأن الموت حق لهذا تقبلنا قضاء الله وقدره بزميلنا الشاب حمد الإبراهيم المذيع في قنوات أبوظبي الرياضية بعد معاناة بطولية مع المرض الذي هزمه في النهاية..
ومن حقائق الحياة أننا نسمع كلامًا فنصدقه ثم نرى الأفعال فنتعجب، لأن الكلام عادة سهل، خاصة إذا كان مرتبطًا بانتخابات ومصالح وكراسي، أما الفعل فهو الفيصل والمحك الذي يتحول فيه القول إلى فعل.
ومنذ وعيت على الدنيا وأنا أسمع بالاتحاد العربي للصحافة الرياضية، لا بل شاركت في بعض أنشطته، ولا أنكر أنني كنت أحد المكرمين بدرع من دروعه في سنة من السنوات، ولكن من المفترض أن يواكب الناس تطورات الحياة المذهلة وخاصة في السنوات العشرين الأخيرة بعد اختراع الإنترنت لننتقل من عصر الإعلام الكلاسيكي إلى عصر الإعلام إلكتروني وإعلام «السوشيال ميديا» وسطوته على كل جزء من حياتنا، إلا أن الاتحاد العربي للصحافة (وليس للإعلام الرياضي) بقي كلاسيكيًا في فكره وتوجهاته وتناوله للأمور وفي تكتيكاته الانتخابية وشعاراته وحتى في خلافاته وانقساماته.
وقد يتساءل سائل وما علاقة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية بوفاة حمد الإبراهيم؟ والجواب أننا إن لم نقرأ نعوة بالزميل حمد أو نسمع دعوة لتكريمه ولو بعد وفاته من الجسم الذي يُفترض فيه أن يكون الوعاء الجامع لكل إعلاميي العرب من محيطهم إلى خليجهم، فمتى سنسمع؟
إلى متى سنبقى من دون اتحاد حقيقي للإعلام، لأن عصر الصحافة التقليدية ولّى إلى غير رجعة؟ وإلى متى نظل من دون غطاء حقيقي بعيد عن المجاملات والمحسوبيات وهيمنة الجهات الحكومية.. اتحاد يحمي أعضاءه ويساعدهم ويقف معهم ماديًا ومعنويًا وهم أحياء وينعاهم ويساهم في دعم أسرهم بعد رحيلهم؟