يوم العاشر من يوليو (تموز) كنت في استاد فرنسا في ضاحية السان دوني لأتابع المباراة النهائية على لقب أمم أوروبا بين فرنسا صاحبة الأرض والجمهور والتاريخ، والبرتغال التي لم تقدم في الأدوار الأولى ما يشفع لها في الوصول للنهائي، ولهذا كانت معظم توقعات من التقيت بهم قبل المباراة من الجنسيات والأعمار كافة تصب في مصلحة فرنسا ونجومها غريزمان وباييه وبوغبا وجيرو، فيما رشح البعض البرتغال حبًا في رونالدو أكثر منه قناعة بقدرة المنتخب البرتغالي على الفوز رغم وجود أسماء، مثل بيبي وناني وكواريزما، علمًا بأن المنتخب البرتغالي تعرض لكثير من الانتقادات لأدائه الهزيل بعد تعادله في مبارياته الثلاث في الدور الـ16 ضمن أفضل 4 ثوالث، ولم يحقق الفريق أي انتصار خلال الوقت الأصلي إلا في مباراته السادسة بالمسابقة، حينما تغلب 2 - صفر على ويلز في النصف النهائي.
أول ما لفت انتباهي هو الحالة الأمنية الشديدة لدى الفرنسيين، وهم معذورون بعد كل الذي حصل في بلادهم وللأمانة، فهم كانوا يقومون بعملهم، ولكن بلطف شديد ومع الجميع من دون استثناء. واللافت أيضًا هو الحضور البرتغالي الكبير، وسمعت أن الآلاف منهم مقيمون في فرنسا ويحملون جنسيتها، ولكنهم وقفوا مع بلدهم الأم، وكانوا هم الأكثر صخبًا وملأوا الشوارع بأعلامهم وهتافاتهم، ولكنني لم أشاهد شخصيًا سوى مشاجرة واحدة أثناء المباراة وواحدة بعدها في الشانزليزيه، ومرت كل الأمور بسلام رغم تخوف الكثيرين من شغب دامٍ عقب الهزيمة الفرنسية.
وبالتأكيد فإن وجود رونالدو في النهائي أكسبه بعدًا مختلفًا، فالرجل مع ميسي أفضل لاعبَيْن في العالم، وكلاهما فشل مع منتخب بلاده في تحقيق لقب كبير، وعندما أصيب رونالدو وخرج مبكرًا شعر الجميع بالصدمة والذهول، خاصة مع مشهد دموعه التي نزلت بحرقة لتكذب كلام من اتهموه بالتمثيل، وخلال المباراة شاهدنا أداء تكتيكيًا كبيرًا من البرتغاليين، وشاهدنا رونالدو يقف مساعدًا لمدرب منتخب بلاده فيرناندو سانتوس، وأجبروا الفرنسيين على القبول بالتمديد الذي شهد هدف التاريخ والإنجاز للبرتغاليين، فنزلت من جديد دموع الدون، ولكن شتان ما بين دموع الخروج مصابًا ودموع أول لقب كبير لبلاده البرتغال، التي ستمنحه من دون شك لقب أفضل لاعب في العالم لعام 2016، الذي حقق فيه دوري أبطال أوروبا وكأس أمم القارة، والأهم (لدى البعض المتعصب) أنه تفوق على ميسي في هذه الجزئية تحديدًا، لدرجة أنهم قالوا: «إنه زمن الدون كريستيانو من دون منازع».
وبعيدًا عن التعصب، يستحق رونالدو أن يكون الأفضل هذا العام رغم أنني أحب ميسي أكثر، ولكن المهنية والحياد يفرضان عليَّ أن أعطي كل ذي حق.. حقه.
8:2 دقيقه
TT
زمن الدون
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة