كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتوقفون عن استخدام حقن «مونجارو» لإنقاص الوزن لا يستعيدون وزنهم فحسب، بل يواجهون أيضاً تراجعاً في الفوائد الصحية الأخرى التي كانوا قد حققوها.
وأصبح «مونجارو»، الذي يحتوي على المادة الفعالة «تيرزيباتيد»، علاجاً شائعاً لإنقاص الوزن خلال السنوات الأخيرة، حيث تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يساعد الأشخاص على فقدان ما معدله 20 في المائة من وزن الجسم بعد 72 أسبوعاً من العلاج.
ومع ذلك، فقد وجدت الأبحاث سابقاً أن الأشخاص الذين يتوقفون عن استخدام حقن «تيرزيباتيد» يميلون إلى استعادة الكثير من الوزن الذي فقدوه.
والآن يقول فريق الدراسة الجديدة الفوائد الأخرى التي لوحظت على مستخدمي الحقن، مثل انخفاض ضغط الدم وانخفاض مستويات الكوليسترول «الضار»، تتراجع أيضاً عند التوقف عن تلقيها، حسبما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وحلل فريق الدراسة، الذي ضم خبراء من شركة «إيلي ليلي»، المصنِّعة لحقن «مونجارو»، بيانات دراسة تدعى Surmount-4، شملت نحو 700 مشارك يعاني من السمنة أو زيادة الوزن ولديه مشكلة صحية واحدة على الأقل متعلقة بالوزن.
وتلقى جميع المشاركين حقن «مونجارو» لمدة 36 أسبوعاً، إلى جانب اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية، قبل تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين متساويتين في الحجم، استمرت إحداهما في تناول الدواء لمدة 52 أسبوعاً أخرى، فيما تحولت الأخرى إلى تناول دواء وهمي لهذه الفترة.
ووجد الفريق أن جميع الأشخاص الذين تلقوا الحقن فقدوا ما لا يقل عن 10 في المائة من وزن أجسامهم بنهاية فترة الـ36 أسبوعاً الأولى.
لكن بالنسبة إلى المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، فقد وجد الباحثون أنه بعد عام واحد من التوقف عن تلقي الحقن، استعاد 82 في المائة من المشاركين 25 في المائة أو أكثر من وزنهم المفقود في البداية.
ووجد الفريق أن استعادة الوزن تسببت في تراجع أكبر في الفوائد الصحية التي تم اكتسابها بعد تلقي الحقن، بما في ذلك انخفاض مستويات الكوليسترول «الضار»، وضغط الدم، ومستويات السكر في الدم.
ويقول الفريق إن النتائج «تدعم أهمية الحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل من خلال التدخلات المرتبطة بالتغذية ونمط الحياة وأدوية إدارة السمنة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وتحسين جودة الحياة الصحية».
وأشارت الدراسات السابقة إلى أن استخدام المصابين بأمراض القلب حقن «تيرزيباتيد» وحقن إنقاص الوزن الأخرى يقلل من خطر دخول المستشفى بسبب قصور القلب أو الوفاة لأي سبب.
ولذا، فإن وقفها قد يُزيل هذا التأثير الوقائي، حسب الباحثين.
وسبق أن توصلت دراسة أخرى إلى أن النساء اللواتي يتوقفن عن استخدام حقن إنقاص الوزن، مثل «تيرزيباتيد» أو «سيماغلوتيد» قبل الحمل أو في مراحله المبكرة، يملن إلى اكتساب مزيد من الوزن في أثناء الحمل، ويكون لديهن خطر أكبر للولادة المبكرة، ومرض سكري الحمل، واضطرابات ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، مقارنةً بمن لم يستخدمن هذه الحقن.
