دراسة: الرجال في حاجة إلى ضِعف تمارين النساء للوقاية من أمراض القلب

النساء يستفدن أكثر من الرجال من كمية التمارين نفسه (أرشيفية - رويترز)
النساء يستفدن أكثر من الرجال من كمية التمارين نفسه (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: الرجال في حاجة إلى ضِعف تمارين النساء للوقاية من أمراض القلب

النساء يستفدن أكثر من الرجال من كمية التمارين نفسه (أرشيفية - رويترز)
النساء يستفدن أكثر من الرجال من كمية التمارين نفسه (أرشيفية - رويترز)

قد يحتاج الرجال إلى ممارسة ضِعف كمية التمارين التي تمارسها النساء لتحقيق نفس مستوى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، حلّل العلماء سجلات النشاط البدني لأكثر من 80 ألف شخص، ووجدوا أن خطر الإصابة بأمراض القلب انخفض بنسبة 30 في المائة لدى النساء اللاتي مارسن التمارين لمدة 250 دقيقة أسبوعياً. أما الرجال، فكان عليهم ممارسة التمارين لمدة 530 دقيقة أسبوعياً — أي ما يقارب تسع ساعات — لتحقيق التأثير نفسه.

وتعزز هذه النتائج دراسات سابقة تشير إلى أن النساء يستفدن أكثر من الرجال من كمية التمارين نفسها، رغم أنهن عادة أقل نشاطاً بدنياً وأقل التزاماً بتحقيق الأهداف الموصى بها.

وحسب إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، يُنصح الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عاماً بممارسة 150 دقيقة من التمارين المتوسطة أو 75 دقيقة من التمارين المكثفة أسبوعياً، إلى جانب تمارين تقوية العضلات مرتين على الأقل في الأسبوع.

لكن الدراسة الأحدث تشدد على أهمية تقديم نصائح صحية مخصّصة للرجال والنساء، وتسلّط الضوء على الفوائد الصحية الكبيرة التي يمكن للنساء تحقيقها من كميات معتدلة من التمارين، علماً بأن امرأة من كل ثلاث نساء حول العالم تموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

وكتب الباحثون في مجلة «Nature Cardiovascular Research»: «مقارنة بالرجال، تحصل النساء على الفوائد الصحية نفسها من نصف مدة التمارين فقط»، مضيفين أن هذه النتائج «قد تشجّع النساء على زيادة نشاطهن البدني».

وحلَّل الدكتور جياجين تشين من جامعة شيامن في الصين وزملاؤه بيانات أجهزة تتبّع النشاط التي مارسها متطوعون في منتصف العمر ضمن مشروع «UK Biobank». وشمل التحليل الأولي 80243 مشاركاً لم يكن لديهم تاريخ مرضي مع أمراض القلب التاجية. وتبيّن أن النساء اللواتي التزمن بممارسة 150 دقيقة من التمارين أسبوعياً انخفض لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 22 في المائة على مدى ثماني سنوات من المتابعة، مقارنة بمن لم يلتزمن. أما لدى الرجال، فانخفض الخطر بنسبة 17 في المائة.

كما أظهر تحليل إضافي أن النساء يمكن أن يقللن من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 في المائة عند ممارسة 250 دقيقة من التمارين أسبوعياً، وهو مستوى لا يحققه الرجال إلا عند ممارسة 530 دقيقة أسبوعياً.

أما النتيجة الأبرز فكانت من بيانات أكثر من 5 آلاف رجل وامرأة مصابين بالفعل بأمراض القلب التاجية؛ إذ وجد الباحثون أن معدل الوفاة خلال فترة المتابعة كان أقل بثلاث مرات لدى النساء اللواتي التزمن بالتمارين الأسبوعية مقارنة بالرجال الذين كانوا بمستوى النشاط نفسه.

قال البروفسور يان وانغ، المؤلف المشارك في الدراسة، إن النتائج تُظهر أن كلا الجنسين يمكن أن يحقق فوائد كبيرة لصحة القلب والأوعية الدموية من خلال ممارسة النشاط البدني، موصياً الجميع — بغضّ النظر عن الجنس — بممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

وأضاف أن نسبة النساء اللواتي لا يحققن الأهداف الموصى بها للنشاط البدني عالمياً أعلى من الرجال، قائلاً: «نأمل بشكل خاص أن تشجّع نتائجنا النساء غير النشيطات على زيادة مستوى نشاطهن، وبالتالي خفض خطر الإصابة بأمراض القلب».

ولا يزال السبب وراء استفادة النساء من التمارين أكثر من الرجال غير واضح تماماً، لكن العلماء يشيرون إلى اختلافات في الهرمونات الجنسية، وألياف العضلات، والقدرة على تكسير السكر لإنتاج الطاقة كعوامل محتملة.

وفي مقال مصاحب للدراسة، كتبت الدكتورة إميلي لاو، اختصاية صحة القلب لدى النساء في مستشفى ماساتشوستس العام: «توفّر هذه الدراسة دليلاً إضافياً على أن نهجاً واحداً لا يناسب الجميع، وتدفعنا للانتقال من الحديث إلى الفعل. لقد حان الوقت لدمج استراتيجيات مخصصة حسب الجنس في الإرشادات الطبية، وتطوير تدخلات مصممة خصيصاً لتحسين صحة القلب لدى النساء».


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: ريال مدريد يستعيد ذاكرة الانتصارات على حساب ألافيس

رياضة عالمية ثلاثي هجوم الريال رودريغو ومبابي وفينيسيوس يحتفلون بالفوز على ألافيس (أ.ف.ب)

«لا ليغا»: ريال مدريد يستعيد ذاكرة الانتصارات على حساب ألافيس

أعاد ريال مدريد الفارق مع المتصدر وحامل اللقب برشلونة إلى أربع نقاط، بعودته من إقليم الباسك بانتصار ثمين وصعب على ديبورتيفو ألافيس 2-1.

«الشرق الأوسط» (فيتوريا)
رياضة عالمية احتفالية لاعبي يوفنتوس بهدف كابال القاتل في مرمى بولونيا (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: يوفنتوس يحقق فوزاً صعباً على بولونيا

فاز فريق يوفنتوس على مضيّفه بولونيا 1 / صفر ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم السبت.

«الشرق الأوسط» (بولونيا)
رياضة عالمية الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا يحطم «رقماً تاريخياً» للسير فيرغسون

جاء الفوز على كريستال بالاس ليمنح غوارديولا رقما جديدا مع الفريق، الذي قاده للفوز بثلاثة أهداف على الأقل في 150 مباراة بالمسابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الروماني كريستيانو كييفو مدرب إنتر ميلان (إ.ب.أ)

كييفو: سعيد بتصدر الدوري الإيطالي

أعرب الروماني كريستيانو كييفو مدرب إنتر ميلان عن سعادته بعودة فريقه إلى قمة جدول ترتيب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (جنوا)
رياضة عالمية سيباستيان ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية (رويترز)

ديسابر: الكونغو الديمقراطية ستذهب بعيداً في أمم أفريقيا

بدا سيباستيان ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية متفائلاً بقدرات فريقه، قبل انطلاق منافسات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي ستُقام في المغرب.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)

دراسة: قلة النوم تهدد الصحة وطول العمر

الدراسة تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة (بكساباي)
الدراسة تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة (بكساباي)
TT

دراسة: قلة النوم تهدد الصحة وطول العمر

الدراسة تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة (بكساباي)
الدراسة تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة (بكساباي)

يُعدّ النوم غير الكافي من أقوى العوامل المرتبطة بانخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة، ولا يسبقه في ذلك سوى التدخين، وفقاً لتحليل نُشر في مجلة «SLEEP Advances»، بقيادة أندرو ماكهيل، أستاذ مشارك في جامعة أوريغون للصحة والعلوم.

واعتمد الباحثون على بيانات استطلاعات أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بين عامي 2019 و2025، وشمل ذلك أكثر من 3 آلاف مقاطعة أميركية، بحسب بيان صحافي.

وعرّفت الدراسة النوم الكافي بالحصول على ما لا يقل عن سبع ساعات من النوم ليلاً، بما يتوافق مع إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب النوم وجمعية أبحاث النوم.

وقارن الباحثون متوسط العمر المتوقع في كل مقاطعة بنسبة السكان الذين أفادوا بحصولهم على نوم كافٍ، مع الأخذ في الاعتبار العوامل التقليدية المؤثرة في معدلات الوفاة، مثل التدخين، والنظام الغذائي، وقلة النشاط البدني، والشعور بالوحدة.

أظهرت الدراسة أن المقاطعات التي أفاد فيها عدد أكبر من السكان بعدم حصولهم على نوم كافٍ كانت تسجّل، في الغالب، متوسط عمر متوقعاً أقل. واستمر هذا النمط في معظم الولايات والسنوات التي شملها التحليل، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل نمط الحياة الأخرى.

وقال ماكهيل في البيان الصحافي: «لم أكن أتوقع أن يكون الارتباط بهذه القوة مع متوسط العمر المتوقع»، مشيراً إلى أنه رغم أن أهمية النوم للصحة معروفة جيداً، فإن حجم ارتباطه بطول العمر فاق التوقعات.

وأضاف: «لطالما اعتقدنا أن النوم مهم، لكن هذا البحث يؤكد ذلك بشكل واضح: ينبغي للناس أن يسعوا حقاً من أجل الحصول على ما بين سبع وتسع ساعات من النوم، كلما كان ذلك ممكناً».

ويستند هذا البحث إلى قاعدة واسعة من الأدلة التي تربط مدة النوم بالنتائج الصحية، بما في ذلك خطر الوفاة، وصحة القلب، وقوة الجهاز المناعي، ووظائف الدماغ.

غير أن هذا التحليل يُعدّ الأول من نوعه الذي يرسم العلاقة بين مدة النوم ومتوسط العمر المتوقع على مستوى تفصيلي، مقاطعةً بمقاطعة، وعلى مدى عدة سنوات، ما يثبت وجود ارتباط ثابت عبر مجتمعات متنوعة، حسب ما ورد في البيان.

وأشار الباحثون إلى أن الدراسة لا تخلو من بعض القيود، من بينها اعتمادها على بيانات مستمدة من استطلاعات ذاتية الإبلاغ، وهو ما قد يجعلها عرضة لتحيّزات في الإجابة. كما أنها لا تثبت علاقة سببية، ولا تفسّر العوامل البيولوجية الكامنة وراء النتائج.

ورغم أن النماذج الإحصائية المستخدمة أخذت في الاعتبار عدداً من عوامل نمط الحياة، فإن متغيرات أخرى غير مقاسة قد تؤثر في كلٍّ من أنماط النوم ومتوسط العمر المتوقع.

وأوضحت الدراسة أن مدة النوم وحدها لا تعكس الأبعاد الأخرى لصحة النوم، مثل جودة النوم أو انتظامه، التي قد يكون لها أيضاً تأثير على النتائج الصحية طويلة الأمد.

وشدّد الباحثون على أن هذه النتائج تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة، على قدم المساواة مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وقال ماكهيل: «تُظهر هذه الأبحاث أننا بحاجة إلى إعطاء النوم أولوية لا تقل عن أهمية ما نأكله أو كيفية ممارستنا للرياضة. فالحصول على نوم جيد ليلاً لا يحسّن شعورك فحسب، بل يؤثر أيضاً في مدة حياتك».

وأُجريت الدراسة بشكل أساسي على يد طلاب دراسات عليا في مختبر النوم وعلم الإيقاع الحيوي والصحة في كلية التمريض بجامعة أوريغون للصحة والعلوم.

وتلقّى البحث تمويلاً جزئياً من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة، إلى جانب دعم مؤسسي من جامعة أوريغون للصحة والعلوم.


8 أخطاء غذائية تضر بميكروبيوم الأمعاء

ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تعيش في جهازك الهضمي وتُنظّم كثيراً من العمليات الفيزيولوجية (بيكسباي)
ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تعيش في جهازك الهضمي وتُنظّم كثيراً من العمليات الفيزيولوجية (بيكسباي)
TT

8 أخطاء غذائية تضر بميكروبيوم الأمعاء

ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تعيش في جهازك الهضمي وتُنظّم كثيراً من العمليات الفيزيولوجية (بيكسباي)
ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تعيش في جهازك الهضمي وتُنظّم كثيراً من العمليات الفيزيولوجية (بيكسباي)

يُعدّ ميكروبيوم الأمعاء ذا أهمية بالغة في جسمك. ببساطة، هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة الأخرى التي تعيش في جهازك الهضمي، وتُنظّم كثيراً من العمليات الفيزيولوجية. يصعب استيعاب حجمه الهائل: إذ يُقدّر عدد الكائنات الدقيقة فيه بنحو 100 تريليون، ويبلغ وزنها الإجمالي أكثر من كيلوغرام واحد، وفقاً لبعض التقديرات.

بناءً على مصطلح «ميكروبيوم الأمعاء»، وفقاً لموقع «سيلف»، قد تفترض أن هذه البيئة الداخلية الغنية تؤثر بشكل أساسي على جهازك الهضمي، لكن تزداد الأدلة على أن تأثيرها يتجاوز ذلك بكثير، ليشمل كل شيء بدءاً من عملية التمثيل الغذائي، مروراً بالمناعة، وصولاً إلى حالتك النفسية.

باختصار: «يؤثر تكوين ميكروبيوم الشخص على صحته العامة»، كما تقول الدكتورة إيمي بوركهارت، طبيبة وأخصائية تغذية مُسجّلة.

يشمل هذا التكوين بكتيريا نافعة تُؤثر إيجاباً، وبكتيريا ضارة (أو مسببات الأمراض) تُؤثر سلباً. إذا اختلّ التوازن (كأن تتجاوز البكتيريا الضارة البكتيريا النافعة)، فقد تشعر بالتعب أو الأرق، أو بالتوتر والاكتئاب والقلق، أو بمشاكل هضمية مثل الانتفاخ والغازات وحرقة المعدة والإمساك والإسهال، أو قد تُصاب بالأمراض بشكل متكرر، على سبيل المثال لا الحصر.

هذا الخلل، المعروف طبياً باسم «اختلال التوازن الميكروبي»، يرتبط بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية الخطيرة، بما في ذلك السمنة والسكري وأمراض القلب ومرض التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي، واضطرابات المناعة الذاتية والسرطان.

بينما يتحدد ميكروبيوم الأمعاء بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة - تحديداً خلال السنتين أو الثلاث سنوات الأولى من العمر، تلعب عوامل نمط الحياة، مثل النظام الغذائي دوراً مهماً أيضاً.

في الواقع، يُعد تغيير ما نأكله الخطوة الأساسية التي يمكننا اتخاذها «لضمان تعزيز ميكروبيوم صحي»، كما تقول ديزيريه نيلسن، أخصائية التغذية ومطورة وصفات الطعام المتخصصة في التغذية النباتية، لمجلة «سيلف». إليك ثماني عادات غذائية شائعة قد لا تعلم أنها قد تضر بصحتك بدلاً من أن تنفعك.

فوائد شاي الماتشا في علاج القولون العصبي

1. تناول الأطعمة نفسها يومياً

تقول الدكتورة بوركهارت: «تستجيب أنواع مختلفة من البكتيريا في الميكروبيوم لأنواع مختلفة من الأطعمة»، لذا فإن تنويع ما تأكله بدلاً من الاقتصار على النوع نفسه هو مفتاح بناء بيئة صحية في الأمعاء. سيؤدي التنوع في نظامك الغذائي إلى تنوع في الميكروبيوم، والتنوع هو الأهم. وتضيف: «هذا يعني تحسين الهضم، وامتصاص العناصر الغذائية، وتقوية جهاز المناعة». «كما أنه يعزز المرونة، أي قدرة ميكروبيوم الأمعاء على التعافي عند تناول المضادات الحيوية» - التي تُخلّ بتوازن الميكروبيوم بقتل البكتيريا النافعة إلى جانب الضارة - «أو التعافي عند الإصابة بالمرض» - الذي قد يُغير أيضاً من تركيبة الميكروبيوم ووظيفته.

2. الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة

تقول الدكتور بوركهارت: «هذه هي المشكلة الأكثر شيوعاً التي أراها». ورغم أن مصطلح «الأطعمة المصنعة» واسع النطاق، فإنه غالباً ما يشير إلى الأطعمة المُعدلة، بإضافة مواد، مثل المستحلبات والمثبتات والمكثفات والمواد الحافظة - «وهي مواد لا تعرف ماهيتها عند قراءة الملصقات».

وتخص الدكتور بوركهارت بالذكر مادتين مضافتين على وجه الخصوص: كربوكسي ميثيل السليلوز (الموجودة غالباً في الحلوى والعلكة والوجبات الخفيفة والمخبوزات والكاتشب)، وبوليسوربات 80 (الموجودة غالباً في الآيس كريم والأطعمة المعلبة والأطعمة الجاهزة وتتبيلات السلطة).

بينما تقول: «هناك إضافات غذائية أخرى أقل تأثيراً»، إلا أن هذه هي «الإضافات الرئيسية التي نعرف أنها تُغير بشكل كبير ميكروبيوم الأمعاء وتزيد الالتهاب»، وهي حالة قد تُسبب تغيرات ضارة في الكائنات الحية الدقيقة الموجودة، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض.

وتوضح الدكتورة بوركهارت تحديداً أنها «تجعل الأمعاء أكثر نفاذية وتُلحق الضرر بالغشاء المخاطي»، وهو الطبقة الواقية من الخلايا التي تُغطي الجزء الداخلي من الأمعاء، مما يسمح بدخول مسببات الأمراض، ويُهيئ بيئة مناسبة للعدوى.

ولمنع هذه التغيرات الضارة، حاول تقليل تناول الأطعمة المُصنعة. وتنصح الدكتورة بوركهارت: «بتناول مزيد من الحبوب الكاملة، وتناول مزيد من الأطعمة الطبيعية، والنباتات، والفواكه، والخضراوات، والبقوليات، وما شابه ذلك».

بينها الشوكولاته... 12 طعاماً لتقوية جهاز مناعتك بشكل طبيعي

3. الإفراط في تناول المشروبات السكرية

إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة أو المشروبات السكرية يقلل من التنوع البكتيري، ويزيد من الالتهابات، ويزيد من نفاذية حاجز الأمعاء، وهي أمور غير مرغوب فيها، كما ذكرنا سابقاً. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتجلى انخفاض التنوع البكتيري في انخفاض عدد نوع واحد من البكتيريا.

زيادة في بكتيريا البكتيرويديتس، وزيادة في بكتيريا البروتيوكتيريا - وهو نمط يرتبط غالباً باختلال التوازن الميكروبي في الأمعاء، وما يترتب عليه من مشاكل صحية. لهذا السبب، تنصح الدكتور بوركهارت بالحد من تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة المحلاة، واستبدالها بواسطة الماء أو أي مشروب غير محلى عند الشعور بالعطش.

4. عدم تناول كمية كافية من الألياف

وفقاً لنيلسن، يُعدّ تناول مزيد من الألياف أهم تغيير غذائي يُمكن إجراؤه لتحسين صحة ميكروبيوم الأمعاء. وتصفه الدكتورة بوركهارت بأنه «يشبه الدواء تقريباً». لماذا؟ لأن تناول كميات كبيرة من الألياف يدعم البكتيريا النافعة التي تُساعد على «تحسين وظيفة حاجز الأمعاء، والتواصل مع الجهاز المناعي، والحد من الالتهابات المزمنة»؛ لأن الألياف هي مصدر غذائها الرئيسي.

على النقيض من ذلك، تقول إنّ الامتناع عن تناول الألياف يُحفّز نمو البكتيريا الضارة التي تُسبّب الالتهابات، ولذلك فإنّ اتباع نظام غذائي يعتمد على اللحوم فقط، يُعدّ «أسوأ ما يُمكن فعله لصحة الأمعاء». وتُؤكّد أنّ تناول 30 إلى 50 غراماً من الألياف يومياً «مهم جداً لصحة الأمعاء».

5 أطعمة تساعد على تحسين رائحة الجسم بشكل طبيعي

5. شرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية الغنية بالبريبايوتكس بدلاً من تناول الأطعمة الغنية بالألياف

المشروبات الغازية الغنية بالبريبايوتكس هي نوع من المشروبات الغازية التي تحتوي على الألياف، والتي تُغذّي، مثلها مثل غيرها، الميكروبات الموجودة في الأمعاء، وتُحفّز نمو البكتيريا النافعة. للأسف هي لا تُؤدّي وظيفة الأطعمة الكاملة.

توجد المركبات المضادة للأكسدة والالتهابات في الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضراوات، وقد لا تكون معروفة مثل الألياف، لكنها تلعب دوراً كبيراً في «تحفيز نمو ميكروبيوم صحي أيضاً»، كما تقول نيلسن. وهذا في جوهره مثالٌ رائع على أهمية التنوع: فعندما يتعلق الأمر بالحصول على الألياف، تُعد الفواكه والخضراوات خياراً أفضل بكثير.

6. تجنب الأطعمة التي تُسبب اضطرابات هضمية

هناك كثير من النصائح الخاطئة التي تُشير إلى أنه إذا تسببت بعض الأطعمة - مثل البقوليات مثلاً في ظهور أعراض، فهذا يعني أنك تُعاني من عدم تحملها، ويجب عليك تجنبها حفاظاً على صحة أمعائك، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، كما تقول نيلسن. الأمر كله يتعلق بمحتوى الألياف. لكن زيادة تناول الألياف دفعة واحدة قد تُسبب في البداية مشاكل الجهاز الهضمي نفسها التي يُفترض أن تمنعها، الغازات، والانتفاخ، والإسهال، لأن الجسم غير مُهيأ لهذه الكمية الكبيرة.

لذا، بدلاً من أن تُشير هذه الأعراض إلى عدم تحملك لنوع معين من الطعام، فهي في الواقع «علامة على أنك بحاجة إلى مضاعفة استهلاكك لهذه الأطعمة». لكن مشاكل الجهاز الهضمي ليست حتمية: فالبدء ببطء وبكميات

صغيرة ومنتظمة يُساعد على تقليل احتمالية الإصابة باضطرابات المعدة.

3 أطعمة تعزز عملية التمثيل الغذائي بشكل طبيعي

7. الإفراط في تناول مكملات البروبيوتيك

قد يبدو تناول مكملات البروبيوتيك، سواء كانت حبوباً أو كبسولات أو مسحوقاً أو حلوى غنية بالميكروبات المفيدة بما في ذلك البكتيريا والخمائر، استراتيجية بديهية لتعزيز صحة الأمعاء. بحسب نيلسن، لا تتساوى جميع أنواع البروبيوتيك في الفعالية، ولا تستهدف جميعها الموقع نفسه (أو المشكلة الصحية)، لذا قد لا تُحدث التأثيرات المتوقعة.

في بعض الحالات، قد تأتي البروبيوتيك بنتائج عكسية، مُخلّةً بالتوازن الدقيق للميكروبات ومُسببةً أعراضاً هضمية. إذا كنت لا تزال تعتقد أن مكملات البروبيوتيك ستكون مفيدة، فتنصح نيلسن بالتأكد أولاً من وجود أدلة علمية تدعم النوع الذي تفكر فيه، بعد ذلك، وبناءً على المعلومات الواردة تأكد من ملاءمة ذلك لحالتك الصحية. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في علاج الغازات والانتفاخ، فلا تختر منتجاً يُعالج الإمساك.

8. التعامل مع مكملات البروبيوتيك بوصفها حلاً دائماً

رغم أنك قد تشعر بأن جهودك لتحسين ميكروبيوم أمعائك قد انتهت، فإن نيلسن تقول: «من المهم جداً ألا تجعل مكملات البروبيوتيك خط الدفاع الأول». بعبارة أخرى، لا تجعلها بديلاً عن تغييرات أكبر وأكثر جوهرية في نظامك الغذائي. بدلاً من ذلك، تنصح نيلسن بالنظر إلى مكملات البروبيوتيك على أنها «حل مؤقت». قد يبدو مفهوم «العلاج» مغرياً للبعض، ولكنه في الواقع حلٌّ جذريٌّ.


5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
TT

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)

قد تعتقد أن التوتر يأتي فقط من ضغوط العمل أو المشكلات اليومية والعلاقات المتعبة، ولكن خبراء التغذية يحذِّرون من أن بعض الأطعمة والمشروبات الشائعة يمكن أن ترفع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وتجعلك تشعر بالتوتر والقلق دون أن تدرك السبب الحقيقي.

وحسب خبراء التغذية، فإن ما نأكله ونشربه يومياً يلعب دوراً مباشراً في تحفيز استجابة الجسم للتوتر، عبر التأثير على سكر الدم والجهاز العصبي ومحور «الدماغ- الأمعاء»، وفق مجلة «Real Simple» الأميركية. ويسلط الخبراء الضوء على أبرز هذه الأطعمة والمشروبات، مع بدائل مقترحة أكثر صحة:

الوجبات الخفيفة المالحة

وتشمل رقائق البطاطس، والمقرمشات المُنكَّهة، والوجبات المجمدة، والمنتجات المالحة طويلة الصلاحية. ويشير خبراء التغذية إلى أن هذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات البسيطة والدهون المشبعة والصوديوم، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الالتهابات، واختلال توازن بكتيريا الأمعاء، وهو ما يرفع الكورتيزول، ويحفِّز إشارات التوتر في الدماغ.

البديل الأفضل: يمكن اختيار مقرمشات مصنوعة من مكونات طبيعية، مثل: اللوز، والبذور، والمكسرات النيئة، مع الحرص على الاعتدال، وربطها بالبروتين أو الألياف لتثبيت مستوى السكر في الدم.

مشروبات الطاقة

توفر مشروبات الطاقة دفعة سريعة من النشاط، ولكنها قد تسبب توتُّراً، ورعشة، وقلقاً، وأرقاً؛ فالكافيين المرتفع فيها يحفِّز الجهاز العصبي، ويرفع مستويات الكورتيزول والأدرينالين.

البديل الأفضل: الاكتفاء بكوب أو كوبين من القهوة يومياً، أو اختيار الشاي الأخضر الذي يحتوي على كافيين أقل ومادة «إل- ثيانين» المهدئة، مع تجنب الكافيين في المساء.

الحلوى المعلبة

يسبب الإفراط في تناول الحلوى والسكاكر ارتفاعاً سريعاً في سكر الدم، يليه هبوط مفاجئ، ما ينشِّط هرمونات التوتر، ويزيد الالتهابات في الجسم على المدى الطويل.

البديل الأفضل: الاعتدال في تناول الحلوى، واستبدال خيارات صحية بها، مثل: التوت المغطى بالشوكولاتة الداكنة، وشرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني.

المشروبات الغازية المحلاة

تسبب المشروبات الغازية المحلاة تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم، ما يؤدي إلى ارتفاع هرمون التوتر، وتقلب المزاج، وزيادة الشعور بالقلق والإرهاق عند الاستهلاك المتكرر.

البديل الأفضل: المياه الفوارة مع الفاكهة، والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك، وشاي الأعشاب، والشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة.

مبيضات القهوة المحلاة

قد تبدو مبيضات القهوة المحلاة بسيطة وغير ضارة، ولكنها غالباً تحتوي على سكريات ومُحليات صناعية ترفع سكر الدم في الصباح، ما يؤدي إلى زيادة الكورتيزول وتهيج الجهاز الهضمي.

البديل الأفضل: استخدام الحليب الطبيعي أو حليب الشوفان، أو مبيضات قليلة السكر، مع قياس الكمية بدلاً من إضافتها عشوائياً.

ووفق خبراء التغذية، فإن تقليل هذه الأطعمة والمشروبات، واستبدال خيارات أكثر توازناً بها، قد يكون خطوة بسيطة لكنها فعالة في خفض مستويات التوتر، وتحسين المزاج والصحة العامة، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في نمط الحياة.