5 طرق لتحسين الذاكرة واسترجاع المعلومات

استرجاع المعلومات بطرق متنوعة أحد أكثر الأساليب فاعلية لتعزيز التعلم (جامعة ويست كوست الأميركية)
استرجاع المعلومات بطرق متنوعة أحد أكثر الأساليب فاعلية لتعزيز التعلم (جامعة ويست كوست الأميركية)
TT

5 طرق لتحسين الذاكرة واسترجاع المعلومات

استرجاع المعلومات بطرق متنوعة أحد أكثر الأساليب فاعلية لتعزيز التعلم (جامعة ويست كوست الأميركية)
استرجاع المعلومات بطرق متنوعة أحد أكثر الأساليب فاعلية لتعزيز التعلم (جامعة ويست كوست الأميركية)

كشف باحثون من جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية (SWPS) في بولندا عن 5 طرق فعّالة لتحسين قدرة الذاكرة على استرجاع المعلومات وتعزيز الأداء الأكاديمي.

وأوضح الباحثون أن الدراسة تُظهر أهمية اتباع استراتيجيات جديدة في التّعلم، مما يُمكّن الطلاب من تحقيق تفوّقٍ أكاديميّ وبناءِ ذاكرة قوية. ونُشرت النتائج، يوم الجمعة الماضي، في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

ويُعدّ استرجاع المعلومات من الذاكرة أحد أكثر الأساليب فاعلية لتعزيز التعلّم، خصوصاً في تعلّم اللغات. ويساعد هذا الأسلوب على تقوية الذاكرة، من خلال استدعاء المعلومات مراراً، مما يخلق روابط عصبية أعمق وأكثر استقراراً. ووفقاً للباحثين، فإن الاعتماد على استرجاع المعلومات، بدلاً من تكرارها، يسهم في تحسين عملية التعلّم.

وفي سلسلة من التجارب، طلب الباحثون من المشاركين تعلّم كلمات أجنبية باللغة الفنلندية، وقُدّمت هذه الكلمات في جملة واحدة مكررّة، أو في جُمل متنوعة. على سبيل المثال، أبي يكنس «lattia»، وهي كلمة بالفنلندية تعني «الأرضية».

في إحدى المجموعات، قُدّمت الجملة نفسها 5 مرات، في حين عُرضت الكلمة الأجنبية في جُمل متنوعة في المجموعة الأخرى، مثل: «يكنس أبي الأرضية»، «الكلب مستلقٍ على الأرضية»، «يلعب الطفل على الأرضية»، وهكذا.

وأظهرت النتائج أن المشاركين، الذين تعلّموا باستخدام جملٍ متنوعة، تمكّنوا من تذكُّر الكلمات بشكل أفضل، سواء فور انتهاء الجلسة أم بعد مرور 24 ساعة.

وبناءً على هذه النتائج، أوصى الباحثون بتطبيق 5 طرق لتعزيز الذاكرة واسترجاع المعلومات، أولاها استرجاع المعلومات، بدلاً من إعادة قراءتها، وهذا الأسلوب يساعد في تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل؛ لأنه يتطلّب جهداً إضافياً، مما يعزّز الاتصال العصبي ويُقوي الذاكرة.

وبدلاً من الاعتماد على جلسات تعلّم مُكثّفة في فترة زمنية قصيرة، ينصح الباحثون بتوزيع الجلسات على فترات زمنية أطول، مما يساعد في ترسيخ المعلومات بشكل أفضل ويقلّل النسيان.

كما نصحوا بتعلّم الموضوع نفسه من سياقات متعدّدة، ما يُسهم في زيادة قدرة الدماغ على ترسيخ المعلومات، ويعزّز الفهم العام ويسهل استرجاع المعلومات لاحقاً في مواقف متنوعة.

ونصحوا أيضاً بضرورة استرجاع المعلومات استجابة لمحفزات متنوعة، حيث يُفضَّل طرح أسئلة تتعلق بالموضوع من زوايا مختلفة، أو استخدام أدوات مثل البطاقات التعليمية (Flashcards) التي تحتوي على أسئلة متنوعة في الموضوع نفسه.

إضافة إلى ذلك، نصحوا بإضافة بعض الصعوبة إلى التّعلم. على سبيل المثال، في تعلم الرياضيات أو الكيمياء، يمكن حل مسائل تحتوي على خطوات عدّة، أو تتطلب تفكيراً بطرق غير تقليدية، بدلاً من حل مسائل سهلة.

ووفقاً للباحثين، فإن هذه النتائج تُقدّم إرشادات قد تكون مفيدة لتطوير أساليب تعلُّمٍ أكثر فاعلية، مع تأكيد الحاجة لمزيد من البحث لتوسيع هذه النتائج لتشمل تطبيقات أكبر في الحياة اليومية.


مقالات ذات صلة

تجميد ترمب المساعدات الخارجية قد يتسبب في وفاة ملايين بالإيدز

أفريقيا ويني بيانيما وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز (أ.ف.ب)

تجميد ترمب المساعدات الخارجية قد يتسبب في وفاة ملايين بالإيدز

حذّرت ويني بيانيما وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة من أن قرار الرئيس دونالد ترمب بتعليق التمويل الأميركي في الخارج قد يؤدي إلى وفاة ملايين إضافيين بسبب الإيدز.

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
صحتك زيادة دهون البطن في منتصف العمر تؤثر بشكل كبير على الوظيفة الإدراكية (أ.ب)

كيف تؤثر دهون البطن على صحة الدماغ؟

هناك أدلة متزايدة على أن زيادة دهون البطن، في منتصف العمر، تؤثر بشكل كبير على الوظيفة الإدراكية واحتمال الإصابة بأمراض التنكس العصبي على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التأمل يؤثر على مناطق رئيسية بالدماغ مسؤولة عن التنظيم العاطفي والذاكرة (أ.ف.ب)

حيلة تُمكنك من تغيير الموجات الدماغية المرتبطة بالاكتئاب والقلق

أكدت دراسة جديدة أن هناك حيلة مميزة يمكن أن تساعد في تغيير الموجات الدماغية المرتبطة بالاكتئاب والقلق؛ وهي التأمل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يعاني كثير من الأطفال حول العالم حساسية الطعام (أ.ب)

8 علامات قد تشير إلى إصابة طفلك بحساسية الطعام

يعاني كثير من الأطفال حول العالم من حساسية الطعام، إلا أن بعضهم قد لا يكتشف ذلك قبل تعرضه لأزمة مفاجئة نتيجة لهذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)

أول دواء يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

أشارت دراسة جديدة إلى أن عقار سوتاغليفلوزين الذي تمَّت الموافقة عليه مؤخراً لعلاج السكري وأمراض الكلى قد يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الدرعية تحتضن متحفاً يحتفي بعراقة التراث السعودي

من المقرر افتتاحه خلال السنوات القادمة بمنطقة الدرعية التاريخية في السعودية (واس)
من المقرر افتتاحه خلال السنوات القادمة بمنطقة الدرعية التاريخية في السعودية (واس)
TT

الدرعية تحتضن متحفاً يحتفي بعراقة التراث السعودي

من المقرر افتتاحه خلال السنوات القادمة بمنطقة الدرعية التاريخية في السعودية (واس)
من المقرر افتتاحه خلال السنوات القادمة بمنطقة الدرعية التاريخية في السعودية (واس)

أعلنت حرم ولي العهد، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، إطلاق برامج متحف مسك للتراث «آسان»، المقرر افتتاحه في غضون السنوات القادمة في منطقة الدرعية التاريخية في السعودية. ويهدف المتحف إلى صون التراث السعودي، والاحتفاء بأصالته وتنوعه من خلال عرض مجموعات واسعة من القطع والمقتنيات التراثية في معارض تفاعلية ومساحات ملهمة، تتيح للزوار خوض تجارب غنية تأخذهم في رحلة عبر الزمن؛ مما يسهم في تعزيز التواصل بين الأجيال، وتمكين جميع فئات المجتمع من استكشاف عراقته، والمشاركة بفاعلية في إثراء المشهد الثقافي والحضاري للسعودية، والحفاظ على الهوية السعودية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030». وقالت الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة متحف «آسان» إن المتحف سيسهم في «بناء جيل يعتز بتراثه ويعمل على صونه وإحيائه، من خلال المتحف الذي يحتوي على كل ما يدل على إرث وحضارة المملكة من قطع أثرية وعادات وقِيم مجتمعية، بحيث يتماشى المتحف مع أهداف استدامة الموروث في المملكة وإثرائه بما يتوافق مع الهوية السعودية، ليعكس الماضي والحاضر ويستمر في خدمة أجيال المستقبل».

يمتد متحف «آسان» على مساحة 40 ألف متر مربع (واس)

قصص حية من الماضي

كشف الإعلان عن إطلاق المتحف عن تفاصيل تصميمه المستوحاة من الطابع العمراني النجدي، حيث يمتد متحف «آسان» على مساحة 40 ألف متر مربع، ويتميز بتصميم مبتكر من إعداد شركة «زها حديد» مستوحى من الطابع العمراني النجدي؛ ليعكس الهوية التراثية والمعمارية للسعودية.

وسيعرض المتحف عند افتتاحه، آلاف القطع والمقتنيات التراثية التي تسرد قصصاً حيَّة من الماضي، وتُبرز كثيراً من جوانب وأنماط الحياة التي عاشتها الأجيال السعودية على مر العصور، كما يسعى المتحف بالتعاون مع الجهات التابعة لمؤسسة «مسك» إلى الاستفادة من الخبرات العالمية وتفعيل الشراكات، بما يضمن تكامل الجهود لتعزيز مكانة السعودية بصفتها دولة رائدة تستثمر في موروثها الحضاري. ويحتضن المتحف الكثير من الأجنحة التي تشمل المعارض الدائمة والصالات الفنية وساحات الفنون التي تعكس تنوع وحيوية التراث السعودي، وسيضم المتحف مجلساً مخصصاً لتبادل الآراء والأفكار وتنظيم ورش العمل والحوارات البنّاءة لإحياء التراث، إضافةً إلى مساحات مخصصة لتعزيز النمو المهني والمعرفي في مجال حفظ التراث، وترميم وصيانة القطع والمقتنيات الأثرية والتراثية من خلال مختبر الترميم.

وسيقدم المتحف مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة التعليمية التي تهدف إلى توثيق وصون التراث تحت إشراف خبراء متخصصين، إضافةً إلى تجارب تفاعلية مستوحاة من التراث السعودي، مثل رسم نقوش الحناء، وتصميم العطور، والاستماع لسرد القصص التراثية، والمشاركة في صناعة الكثير من الحرف اليدوية التقليدية؛ مما يجعل المتحف وجهة مثالية للمهتمين بشؤون التراث.

سيعرض المتحف عند افتتاحه آلاف القطع والمقتنيات التراثية التي تسرد قصصاً حية من الماضي (واس)

يتميز المتحف بتصميم مبتكر من إعداد شركة «زها حديد» ومستوحى من الطابع العمراني النجدي (واس)

وسيسهم المتحف ببرامجه وفعالياته المتنوعة، بالتعاون مع منظومة الجهات التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، في تعزيز الاستدامة الثقافية في السعودية؛ ليُشكّل مرجعاً ثقافيّاً عالميّاً وصرحاً بارزاً يحتفي بعراقة التراث السعودي المادي وغير المادي. وتجسّد اهتمامات حرم ولي العهد، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، التزامها العميق بالحفاظ على التراث السعودي وإبرازه بطرق مبتكرة ومعاصرة، بما يتماشى مع أهداف متحف «آسان»، ويظهر هذا الالتزام من خلال رعايتها للبرامج الثقافية التي تُحيي التراث السعودي بأبعاد فنية واجتماعية، ودعمها مبادرات تمكين الأفراد، لا سيّما الشباب وأصحاب الهمم، والارتقاء بمهاراتهم تعليمياً ومهنياً، لتعزيز مشاركتهم في تحقيق مستهدفات القطاع غير الربحي في إطار «رؤية 2030».