كشفت دراسة جديدة أن كريمات الستيرويد البسيطة قد تكون سلاحاً جديداً في مكافحة سرطان الجلد.
وكريمات الستيرويد هي علاجات جلدية موضعية تُستخدم لتقليل الالتهاب والاحمرار والحكة المصاحبة لحالات جلدية مثل الأكزيما والصدفية.
وحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد توصل باحثون في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بمانشستر إلى أن هذه الكريمات الشائعة قادرة على تقليص حجم أورام الميلانوما.
ويُعدّ الميلانوما الشكل الأكثر فتكاً من سرطان الجلد؛ نظراً لقدرته العالية على الانتشار بسرعة إلى أعضاء أخرى إذا لم يُكتشف مبكراً.
وتكشف النتائج عن أن الستيرويدات تعمل عن طريق حجب بروتين يُسمى «غارب Garp»، والذي يسمح عادةً للخلايا السرطانية بالتهرب من اكتشافها بواسطة الجهاز المناعي. وبتثبيط «غارب»، تُنشّط دفاعات الجسم المناعية؛ ما يُمكّنها من استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور تشارلز إيرنشو، المحاضر السريري في المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية بمعهد مانشستر لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إنه وزملاءه كانوا يدرسون ما إذا كانت الكريمات شائعة الاستخدام قد يكون لها دور في تغيير الالتهاب داخل أورام الميلانوما، حين توصلوا لهذا الاكتشاف.
وقال إيرنشو لـ«وكالة الأنباء البريطانية»: «من المثير للدهشة أن الكريمات الوحيدة التي أدت إلى انكماش الورم كانت الستيرويدات الموضعية».
وتابع: «كان هذا غير متوقع، لكن الاكتشاف الجديد جاء عندما رأينا أن الستيرويدات تعمل بالفعل على تحفيز استجابة مناعية ضد السرطان، على الرغم من أن الستيرويدات مثبطة للمناعة بطبيعتها أو تُضعف جهاز المناعة».
وأضاف: «قادتنا المزيد من الأبحاث إلى اكتشاف أن الستيرويدات تُقلل من مستوى بروتين (غارب)، وهذا بدوره سمح بإعادة تنشيط الاستجابة المناعية؛ ما أدى إلى القضاء على السرطان».
ويعتقد الباحثون أن هذه الآلية قد تثبت فاعليتها أيضاً ضد أشكال أخرى من السرطان، مشيرين إلى أنهم سيقومون بدراسة هذا الأمر في الفترة المقبلة.
