كيف يمكن للنساء تفادي الإصابة بألزهايمر؟

امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)
امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)
TT

كيف يمكن للنساء تفادي الإصابة بألزهايمر؟

امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)
امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

في السنوات الأخيرة، أثبت العلم الاختلافات الصارخة بين أدمغة الرجال وأدمغة النساء. وأشارت بعض الدراسات إلى أن احتمالية إصابة النساء بأحد أكثر اضطرابات الدماغ إثارة للقلق -وهو ألزهايمر- تبلغ ضعف احتمالية إصابة الرجال به.

ووفقاً لجمعية ألزهايمر بالمملكة المتحدة، فإن من بين كل 3 أشخاص مصابين بألزهايمر توجد امرأتان. وقد لفتت الجمعية إلى أنه بعد بلوغ النساء سن الستين، تكون احتمالية إصابتهن بألزهايمر ضعف احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي.

وأرجع كثير من العلماء هذه النتائج إلى حقيقة أن النساء يعشن أطول من الرجال في المتوسط، ومن ثم يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر؛ إلا أن دراسة جديدة من كلية كينغز لندن قلبت هذا الافتراض رأساً على عقب.

وقارنت الدراسة التي قادتها الدكتورة كريستينا ليغيدو- كوغلي، الدهون غير المشبعة -مثل أحماض «أوميغا 3» الدهنية- في مجرى دم أشخاص مصابين بمرض ألزهايمر بمثيلتها في دم أشخاص غير مصابين به؛ حيث تُشكل هذه الأنواع من الدهون نحو ثلث وزن أدمغتنا، وتلعب دوراً حاسماً في حماية الوظائف الإدراكية.

ووجدت الدراسة أن النساء المصابات بمرض ألزهايمر لديهن نسبة أقل بكثير من هذه الدهون غير المشبعة في مجرى دمهن مقارنة بالرجال. ولكن «لم يكن هناك فرق في هذه الدهون بين الرجال الأصحاء والرجال الذين يعانون ضعفاً إدراكياً»، كما تقول الدكتورة ليغيدو- كوغلي.

وتشير هذه النتائج إلى وجود «خلل ما في أدمغة النساء» المصابات بمرض ألزهايمر، وهو خلل لا يؤثر على الرجال.

وتعتقد الدكتورة ليغيدو- كوغلي الآن، أن على النساء «الحرص -بشكل خاص- على إدخال أحماض (أوميغا 3) الدهنية في نظامهن الغذائي» من خلال الطعام أو المكملات الغذائية، لحماية أنفسهن من مرض ألزهايمر.

ومرض ألزهايمر هو مرض عصبي تنكسي يؤدي إلى التدهور التدريجي للوظائف المعرفية (مثل الذاكرة، واللغة، والتفكير، والسلوك، والقدرات على حل المشكلات) وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف؛ حيث يمثل 60- 80 في المائة من الحالات.

وتُشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم يُصابون بمرض ألزهايمر سنوياً.

فماذا يمكن للنساء فعله إذن لتقليل احتمالية إصابتهن بمرض ألزهايمر؟

ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية عدة خطوات لتحقيق هذا الأمر:

تعزيز المخزون المعرفي

أظهرت دراسات كثيرة أن بناء «مخزون معرفي» وتحفيز دماغك بطرق جديدة ومبتكرة، يُعدُّ وسيلة فعَّالة لتقليل احتمالية إصابتكِ بالخرف.

ويُبنى هذا المخزون من الذكريات والمهارات من خلال تجارب حياتية متنوعة، مثل العمل، والدراسة للحصول على شهادة جامعية، وتعلم لغة، والتواصل الاجتماعي.

وتقول البروفسورة باربرا ساهاكيان، أستاذة علم النفس العصبي السريري بجامعة كامبريدج: «عليكِ الحفاظ على نشاط دماغكِ باستمرار، وبناء مخزون معرفي في مختلف مراحل العمر. فهذا الأمر يحفز منطقة الحُصين المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة، وهي واحدة من المناطق التي تتأثر أولاً بمرض ألزهايمر، والقشرة الشمية الداخلية، المسؤولة عن ترسيخ الذاكرة».

وتضيف ساهاكيان: «الأمر الأساسي في هذا الشأن هو التنوع. يمكن للنساء التناوب بين تعلم لغة جديدة وبين تعلم مهارة كالرسم، ثم محاولة التطوع في أي عمل خيري بمكان جديد، للقاء مجموعة أوسع من الناس».

الاعتناء بالصحة النفسية

تقول ساهاكيان: «تعاني النساء الاكتئاب أكثر من الرجال. وفي سن الستين، تبلغ نسبة الإصابة بالاكتئاب 28 في المائة لدى النساء، و22 في المائة لدى الرجال. ويمكن أن يزيد التعرض للاكتئاب أو القلق في أي مرحلة -حتى في بداية مرحلة البلوغ- من احتمالية إصابة الشخص بالضعف الإدراكي، ولكن المعاناة من الاكتئاب بعد بلوغ الشخص سن 75 ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالخرف».

ونصحت ساهاكيان بضرورة الاعتناء بالصحة النفسية، والسعي للحصول على مساعدة مختصين في حال المعاناة من الاكتئاب أو القلق أو الوحدة.

فكِّري في تناول العلاج الهرموني البديل

تقول ساهاكيان إن تأثير انقطاع الطمث على الدماغ، وتعريضه لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر «أمرٌ يحتاج إلى مزيد من البحث».

ويعمل العلماء حول العالم الآن على إثبات وجود صلة بين الأمرين، ومن المرجَّح أن تكون الصلة عميقة وملحوظة، إذ تُشكِّل الدهون، مثل «أوميغا 3» 60 في المائة من أدمغتنا، وتتأثر بشكل كبير بالتغيرات الهرمونية التي تُسبب انقطاع الطمث.

وتقول الدكتورة ليغيدو- كوغلي: «يختلف تركيب الدهون في أدمغة النساء عنه في أدمغة الرجال. ويتغير كثيراً لدى النساء في سن اليأس. وتحدث هذه التغيرات بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، مما يُؤدي إلى إعادة توازن أنواع أخرى من الدهون في الدماغ بكميات مختلفة».

وتقول ساهاكيان إن «تناول العلاج بالهرمونات البديلة بعد انقطاع الطمث قد يكون خطوة وقائية فعالة للمخ والأعصاب. ولكن ينبغي استشارة طبيبك قبل فعل ذلك».

احرصي على ممارسة الرياضة

تقول ساهاكيان إن ممارسة الرياضة «مهمة للغاية للوقاية من مرض ألزهايمر. إنها تُحسِّن مزاجك وإدراكك، وتُحسِّن جهازك المناعي أيضاً. يجب عليك الحرص على ممارسة قدر كافٍ من الرياضة».

وتشير البحوث إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام أقل عرضة للإصابة بالخرف، بنسبة تصل إلى 20 في المائة من غيرهم، وقد تكون الحماية التي توفرها الحركة المنتظمة أكثر أهمية للنساء. فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2018 أن النساء ذوات اللياقة البدنية العالية في منتصف العمر، هن أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 90 في المائة، مقارنة بالنساء ذوات اللياقة البدنية المتوسطة.

تناولي مزيداً من البيض والأسماك الزيتية

تشير أحدث الدراسات الصادرة عن كلية كينغز لندن، إلى أن النظام الغذائي مهم بشكل خاص للنساء، عندما يتعلق الأمر بالوقاية من ألزهايمر.

وتحديداً، أشارت الدراسة إلى ضرورة تناول ما يكفي من «أوميغا 3» في نظامك الغذائي، إما من خلال أطعمة مثل الأسماك الزيتية كالسلمون أو الماكريل، التي يُنصح بتناول حصتين منها أسبوعياً، وإما من خلال مكملات «أوميغا 3».

وتقول الدكتورة ليغيدو- كوغلي: «لزيادة حمايتك من مرض ألزهايمر، اجعلي البيض عنصراً أساسياً في نظامك الغذائي». وتضيف أن البيض يحتوي على فوسفوكولين الذي يساعد الجسم على إنتاج واستخدام «أوميغا 3».


مقالات ذات صلة

وزيرة سويسرية منفتحة على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي

أوروبا وزيرة سويسرية تقول إنه تجب حماية الأطفال من خطر منصات التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

وزيرة سويسرية منفتحة على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي

نقلت صحيفة، الأحد، عن وزيرة الداخلية السويسرية إليزابيث بوم - ​شنايدر قولها إنه يتعين على بلادها بذل مزيد من الجهود لحماية الأطفال من مخاطر منصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
صحتك الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن تناول مكمل «أوميغا 3» يمكن أن يساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)

دور القرنفل في تحسين ضغط الدم

القرنفل غني بالمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب، قد يُساعد على تحسين ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم وخصائصه المضادة للأكسدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
TT

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً، لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء، قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فإن هذا المشروب هو الكفير.

والكفير هو منتَج ألبان مخمر، ينتَج من أنواع مختلفة من الحليب، بما في ذلك الأبقار والماعز والأغنام. وسبق أن أكدت الأبحاث أنه يعزز تكاثر بكتيريا الأمعاء الصحية.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة فريق من جامعة شينشو اليابانية، وبحثت في الفوائد المحتملة للكفير فيما يتعلق بالتقدم في السن.

ومع تقدم العمر، يضعف جهاز المناعة وتتباطأ خلاياه، مما يعيق انقسامها بشكل سليم، كما أوضح الباحثون.

ويُحفز هذا التباطؤ التهاباً مزمناً يُسهم في انتشار كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بينما تضعف أعضاء حيوية، مثل الغدة الزعترية والكبد، تدريجياً، وتفقد وظائفها.

ولطالما عرف الباحثون أن مشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، التي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وحتى مضادة للسرطان. مع ذلك لا تزال آلية عمل هذه الفوائد غير واضحة تماماً.

وللكشف عن ذلك، قام الفريق بتغذية فئران مسنة بسلالة معطلة حرارياً من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من الكفير - وهي بكتيريا Lentilactobacillus kefiri YRC2606 - على مدى ثمانية أسابيع، ثم قاموا بتحليل صحة جهازها المناعي.

ووجدوا أن الفئران التي أُعطيت هذه البكتيريا أظهرت تغيرات أقل مرتبطة بالتقدم في السن في أعضاء رئيسية مثل الغدة الزعترية والكبد.

كما انخفضت علامات الالتهاب، بالإضافة إلى مستويات البروتينات التي تمنع عادةً انقسام الخلايا - وهو عامل رئيسي في شيخوخة الأنسجة.

وتشير هذه النتائج، الأولى من نوعها، إلى أن البكتيريا المستخلصة من الكفير قد تساعد في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي مع تقدم العمر، وفقاً لما أكدته المؤلفة الرئيسية للدراسة، هيروكا ساساهارا.

وقالت ساساهارا في بيان: «هذه النتائج تعني أن بكتيريا YRC2606 الموجودة في الكفير قد تكون مفيدة في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، والحفاظ على وظائف المناعة لدى كبار السن».

ويتميز الكفير بغناه بالعناصر الغذائية، إذ يُوفر كوب واحد منه حوالي 9 غرامات من البروتين، وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين، وهو عنصر أساسي لعظام قوية. كما يُوفر الكفير كميات صحية من الفوسفور والمغنسيوم وفيتامينات B12 وB2 وD وK2.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكفير غني بالبروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة نافعة يُعتقد أنها تُعزز الصحة بطرق كثيرة، بدءاً من تحسين الهضم والتحكم في الوزن، وصولاً إلى تعزيز الصحة النفسية.

قد تُساعد البروبيوتيك أيضاً في علاج مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال والحساسية، بل وقد تُعزز صحة القلب عن طريق خفض الكولسترول الضار.

أظهرت الأبحاث أن أحد أنواع البروبيوتيك الموجودة في الكفير، وهو بكتيريا لاكتوباسيلوس كفيري، يُمكنه تثبيط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية.


ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
TT

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة مثل «الأنثوسيانين» التي تساعد على تحسين وظيفة الأوعية الدموية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك، مما يساهم في استرخاء الأوعية وخفض ضغط الدم، خصوصاً الانقباضي، ويقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، ويعمل مكملاً غذائياً داعماً لصحة القلب.

وعصير التوت قد يكون داعماً طبيعياً لصحة القلب وخفض ضغط الدم بفضل مضادات الأكسدة، لكن فعاليته تبقى مشروطة بالاعتدال وبكونه جزءاً من نظام غذائي متوازن، لا بديلاً عن العلاج الطبي.

كيف يساعد عصير التوت؟

تحسين وظيفة الأوعية الدموية: مركبات التوت تحسن وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية، مما يساعد على تنظيم تدفق الدم.

زيادة أكسيد النيتريك: يعزز إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يسبب استرخاء الأوعية الدموية وتوسعها.

تأثير مضاد للأكسدة: يقلل من الضرر التأكسدي الذي يؤثر على وظيفة الأوعية.

خفض ضغط الدم: تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم يقلل من خطر الإصابة بارتفاع الضغط ويخفضه بشكل ملحوظ لدى بعض الأفراد.

أنواع التوت والعناصر المفيدة

التوت البري: غني بالأنثوسيانين ويُعتبر من أغنى المصادر له.

الفراولة والتوت: مصادر غنية أيضاً بهذه المركبات المفيدة.

مركبات نشطة: يحتوي التوت على الأنثوسيانين والبروسيانيدينات التي تعمل مضادات للأكسدة.

ماذا يقول العلم؟

أفادت دراسة منشورة في المكتبة الوطنية للطب بأن هناك علاقة بين استهلاك التوت الغذائي وتنظيم ضغط الدم لدى البشر، إلا أن النتائج لا تزال متباينة بسبب اختلاف أنواع التوت، وجرعات الاستهلاك، وخصائص المشاركين. وتؤكد الأبحاث أن الأنماط الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات ترتبط بانخفاض ضغط الدم، نتيجة محتواها من البوتاسيوم، والألياف، والفيتامينات مثل فيتامين سي، إضافة إلى دورها في ضبط الوزن. ومع أن هذه الخصائص مشتركة بين معظم الفواكه، فإن التوت يتميز بغناه بالبوليفينولات ذات التأثيرات القلبية الوعائية المحتملة.

وتشير أبحاث منشورة في دوريات علمية مثل (المجلة الأميركية للتغذية السريرية) إلى أن التوت، خصوصاً التوت الأزرق والأسود، غنيٌّ بمركبات الفلافونويدات والأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة قوية تساهم في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية وتعزيز تمدد الشرايين، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

وفي دراسة لجامعة هارفارد، وجدت أن الاستهلاك المنتظم للتوت يرتبط بانخفاض ملموس في ضغط الدم وتقليل خطر أمراض القلب.

لكن في المقابل، يحذّر خبراء تغذية من الإفراط في تناول عصير التوت تحديداً، إذ يحتوي على سكر طبيعي مُركّز يفوق ما في الثمرة الكاملة، ما قد يحدّ من فوائده لدى مرضى الضغط أو السكري إذا استُهلك بكميات كبيرة. لذلك توصي الدراسات بتناوله باعتدال، ويفضَّل أن يكون دون إضافة سكر، أو استبداله بتناول التوت كاملاً للاستفادة من الألياف التي تساعد على تنظيم امتصاص السكر.


مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
TT

مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تناول مكمل «أوميغا 3» يمكن أن يساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب.

وحسب صحيفة «الإندبندنت»، فقد حلل الباحثون 67 دراسة سابقة، ووجدوا أن ارتفاع مستوى أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الدم الموجودة بشكل رئيسي في زيت السمك، وتحديداً حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA)، وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، يرتبط بانخفاض معدل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولفهم هذه العلاقة بشكل أفضل، قام الفريق بتجنيد 40 متطوعاً سليماً لا يتناولون أي أدوية للمشاركة في دراسة سريرية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية بين عامي 2013 و2019.

وخضع المشاركون لبرنامج تدخلي لمدة 12 أسبوعاً، تضمن تناول مكملات «أوميغا 3» بجرعة 2.7 غرام من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك يومياً، مع الحفاظ على نظامهم الغذائي المعتاد.

وقام الفريق بقياس استقلاب الكربوهيدرات والدهون لدى المشاركين، بالإضافة إلى الاستجابات الالتهابية، خصوصاً في أنسجتهم الدهنية، قبل وبعد تناول المكملات.

ويعد الالتهاب آلية دفاعية طبيعية تساعد الجسم على مكافحة العدوى. مع ذلك عندما يستمر الالتهاب لفترة طويلة حتى في غياب العدوى، فإنه يُسهم في تطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وهدفت هذه الدراسة إلى استكشاف ما إذا كان البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) يُحفز الالتهاب المزمن في الأنسجة الدهنية للمشاركين، وما إذا كان بإمكان أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك الموجودة في مكملات «أوميغا 3» علاج هذا الأمر.

ووجد الفريق أنه قبل تناول مكملات «أوميغا 3»، كان لدى الأفراد ذوي المستويات المرتفعة من البروتين الشحمي B (وهو جزء من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)) في الدم، التهاب في الأنسجة الدهنية أعلى من الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المنخفضة.

وارتبط التهاب الأنسجة الدهنية لدى الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المرتفعة باضطرابات في استقلاب الكربوهيدرات والدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأدى تناول أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك لمدة ثلاثة أشهر إلى تقليل قدرة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) لدى المشاركين على تحفيز الالتهاب في أنسجتهم الدهنية.

كما أنه قضى على العلاقة بين التهاب الأنسجة الدهنية الناتج عن البروتين الدهني منخفض الكثافة أو غيره من المحفزات الأيضية والميكروبية، وكثير من عوامل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، حسّن كلٌّ من حمض الإيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك قدرة المشاركين على إفراز الإنسولين استجابةً لارتفاع مستوى السكر في الدم، وعلى التخلص من الدهون في الدم بعد تناول وجبة غنية بالدهون.

وتعد أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك من الأحماض الدهنية الأساسية، ويجب الحصول عليهما من خلال النظام الغذائي، إذ لا يستطيع الجسم تصنيعهما بكميات كافية.

وتوصي مؤسسة القلب والسكتة الدماغية الكندية بتناول حصتين من السمك أسبوعياً، خصوصاً الأسماك الدهنية، مثل الرنجة والسلمون والماكريل. ويمكن أن يوفر هذا المدخول حوالي 3 غرامات من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك أسبوعياً.

كما توجد أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الأطعمة النباتية، مثل بذور الكتان والشيا والجوز واللوز. ومع ذلك، لا يستطيع الجسم تحويل «أوميغا 3» النباتية إلى أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك بكميات كافية.

وفي عام 2021، كان ما يقارب 6 في المائة من سكان العالم، أي 529 مليون شخص، مصابين بداء السكري، وغالبيتهم من النوع الثاني. وفي العام نفسه، نُسبت 106 ملايين حالة وفاة إلى هذا المرض.

ويُعدّ داء السكري من النوع الثاني مرضاً معقداً يتطور تدريجياً عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين أو عن استخدامه بكفاءة. وتُضعف هذه الاختلالات قدرة الجسم على استخدام وتخزين السكريات والدهون والبروتينات بشكل سليم.

ويزيد داء السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بكثير من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.