علامات تساعد على التشخيص المبكر للتوحد

التوحد قد يؤثر على القدرات الإدراكية لدى الأطفال (جامعة ويست فيرجينيا)
التوحد قد يؤثر على القدرات الإدراكية لدى الأطفال (جامعة ويست فيرجينيا)
TT

علامات تساعد على التشخيص المبكر للتوحد

التوحد قد يؤثر على القدرات الإدراكية لدى الأطفال (جامعة ويست فيرجينيا)
التوحد قد يؤثر على القدرات الإدراكية لدى الأطفال (جامعة ويست فيرجينيا)

كشفت دراسة أميركية عن وجود سمات حركية حسية مبكرة لدى الأطفال الصغار الذين يتم تشخيصهم لاحقاً باضطراب طيف التوحد، مما يساعد على تشخيص المرض مبكراً.

وأكد الباحثون بجامعة مدينة نيويورك أهمية النتائج المنشورة، الأربعاء، بدورية (iSCIENCE) في تطوير تدخلات علاجية مخصصة للأطفال المصابين بالتوحد، خصوصاً لأولئك الذين يعانون من انخفاض القدرات الإدراكية.

والتوحد هو اضطراب في نمو الدماغ منذ الطفولة، ويستمر مدى الحياة، ويؤثر في كيفية تعامل الشخص مع الآخرين على المستوى الاجتماعي؛ مما يتسبّب بمشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي.

وعادةً ما يتم تشخيص التوحد في سن الرابعة أو الخامسة، وهو اضطراب يتميز بظهور أشكال غير نمطية في التواصل وسلوكيات تكرارية ومحدودة، بالإضافة لارتباطه بانخفاض القدرات الإدراكية لدى المصابين به.

ورغم الارتباط المعروف بين انخفاض معدل الذكاء في الطفولة المبكرة والتشخيص المستقبلي بالتوحد، فإن الدراسة أشارت إلى أنه ليس كل الأطفال المصابين بالتوحد يظهرون قدرات إدراكية منخفضة في هذه المرحلة المبكرة.

وركزت الدراسة على الفجوة الحرجة في المعرفة المتعلقة بالسمات المبكرة التي تميز الأطفال الذين تظهر لديهم قدرات إدراكية متباينة فيما بعد.

ودرس الفريق العلاقة بين الحركة والقدرات الإدراكية عند الأطفال قبل تشخيص إصابتهم بالتوحد، وذلك خلال فترات النوم واليقظة.

وتكونت الدراسة من مرحلتين، الأولى تم خلالها فحص السمات الحركية الحسية في أثناء النوم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وتشمل التحكم في العضلات الكبيرة والصغيرة، واستجابة الجسم للمحفزات الحسية مثل اللمس والصوت، لدى 111 طفلاً من المصابين بالتوحد.

وفي المرحلة الثانية، تم تحليل الأداء الحركي الحسي في أثناء اليقظة لدى أكثر من 1000 طفل مصاب بالتوحد، مصنفين وفقاً لقدراتهم الإدراكية.

وأظهرت الدراسة أن الأطفال ذوي الذكاء المنخفض والمصابين بالتوحد يظهرون اختلافات كبيرة في السمات الحركية الحسية مقارنةً بأقرانهم ذوي الذكاء المرتفع، مما يشير إلى أن الذكاء قد يلعب دوراً في التخفيف من تأثيرات الاضطراب الحركي الحسي.

كما تبين أن الأطفال المصابين بالتوحد الذين لديهم ذكاء منخفض يعانون من انخفاض مستمر في المهارات الحركية الكبرى عبر مختلف المراحل العمرية (6 و12 و18 و24 و30 شهراً).

وتشير هذه النتائج لاحتمال وجود ضعف في دوائر التحكم الحركي في الدماغ المرتبطة بانخفاض القدرات الإدراكية لدى الأطفال الذين يتم تشخيصهم لاحقاً بالتوحد.

وبناء على النتائج، دعا الباحثون إلى تصميم تدخلات علاجية تركز على تحسين المهارات الحركية والإدراكية للأطفال ذوي الذكاء المنخفض، بينما قد تحتاج التدخلات للأطفال ذوي الذكاء المرتفع إلى استغلال نقاط قوتهم لتجنب الآثار النفسية المحتملة.


مقالات ذات صلة

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

العالم العربي المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)

السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180 %

أظهرت دراسة أميركية أن وفيات أمراض القلب المرتبطة بالسمنة في الولايات المتحدة زادت بنسبة 180 % بين عامي 1999 و2020.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سيدة تخضع لفحص قياس ضغط الدم باستخدام جهاز القياس التقليدي (جمعية القلب الأميركية)

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

طوّر باحثون في اليابان أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنية تصوير الفيديو لفحص ضغط الدم ومرض السكري بسرعة ودون تلامس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
TT

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)
مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم خياراً علاجياً آمناً وبسيطاً مقارنةً بأدوية ضغط الدم التقليدية، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Journal of the Endocrine Society».

ويعاني كبار السن المصابون بالسمنة من ارتفاع ضغط الدم نتيجةً لتأثير الوزن الزائد على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد تراكم الدهون من الضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى زيادة المقاومة التي يواجهها الدم في أثناء تدفقه.

ويضع هذا الوضع عبئاً إضافياً على القلب لضخ الدم بكفاءة، ما يرفع ضغط الدم تدريجياً. كما أن السمنة قد تساهم في الالتهابات والتغيرات الهرمونية التي تزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، مما يجعل كبار السن عرضةً لمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقاً للباحثين.

ويوصي معهد الطب الأميركي بتناول 600 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين «د» لعلاج نقص هذا الفيتامين، وهو أمر شائع عالمياً ويرتبط بأمراض القلب، وأمراض المناعة، والالتهابات، وحتى بعض أنواع السرطان.

وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباط نقص فيتامين «د» بارتفاع ضغط الدم، لكن الأدلة على تأثير مكملات فيتامين «د» في خفض ضغط الدم كانت غير حاسمة.

وأجرى فريق من الباحثين من المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية وجامعة الفيصل السعودية، دراسة شملت 221 شخصاً من كبار السن المصابين بالسمنة. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى 600 وحدة دولية يومياً من فيتامين «د»، بينما تناولت المجموعة الثانية 3750 وحدة دولية يومياً لمدة عام كامل. وأظهرت النتائج انخفاضاً في ضغط الدم لدى المشاركين، إلا أن الجرعات العالية لم تُظهر فوائد إضافية.

وبناءً على هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» قد تكون كافيةً لتحقيق الفائدة المطلوبة دون الحاجة إلى الجرعات العالية، مما يساعد في تجنب الآثار الجانبية المحتملة للجرعات الزائدة.

وأضافوا أن هذه النتائج تقدم توجيهات جديدة للأطباء في إدارة ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى كبار السن المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من نقص فيتامين «د»، ما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية الخافضة للضغط، ويعزز من دور المكملات الغذائية كإجراء وقائي بسيط وفعّال.