يؤثر الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة على جسم الإنسان؛ ما قد يؤدي إلى عوارض سلبية تبدأ بالتعب وقد تصل إلى الإصابة بالسرطان. فيما يلي أبرز العوارض التي تسببها الحرارة الشديدة وأبرز النصائح لتبريد الجسم.
حروق الشمس
تحدث حروق الشمس نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وكلما تعرض الجسم لحروق الشمس، زادت احتمالية إصابة الشخص بسرطان الجلد. يمكن أن يؤدي التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية إلى إتلاف الحمض النووي لخلايا الجلد. يخبر الحمض النووي الخلايا بكيفية عملها، لذا؛ مع تفاقم الضرر مع كل حروق شمس متكررة، يمكن أن تبدأ الخلايا في النمو خارج نطاق السيطرة؛ مما يؤدي إلى سرطان الجلد، حسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
التأثير على الأداء الذهني
قد يكون من الصعب التفكير بوضوح عندما يكون الجو حاراً جداً. أظهرت الدراسات أن الحرارة الشديدة يمكن أن تؤثر على الأداء العقلي. ارتبط الطقس الحار بانخفاض الوظائف الإدراكية وأخطاء الحكم وارتفاع خطر الإصابة المهنية.
يبلّغ الكثير من الأشخاص عن شعورهم بالانزعاج في الأيام الحارة، وتشير الأدلة إلى أن الحرارة الشديدة تؤثر سلباً على الصحة العقلية.
التعرّق
إذا كان الهواء خارج الجسم أكثر سخونة من الداخل، فإن غدد العرق في الجسم - والتي يبلغ عددها 1.6 إلى 5 ملايين - تبدأ في العمل. يتم إفراز العرق على سطح الجلد، حيث يكون لتبخره تأثير تبريد - لأنه يأخذ طاقة حرارية من الجسم لتحويل السائل إلى بخار.
يمكن للشخص النشط أن يتعرق ما يصل إلى 10 لترات من الماء يومياً، وإذا لم يتم تعويض هذا، فقد يؤدي ذلك إلى الجفاف. إن الجسم الذي يعاني الجفاف لا يستطيع تبريد نفسه بالتعرق. كما أن ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفرط قد يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى الجلد والتعرق: وفي هذه الحالة ترتفع درجة حرارة الجسم وتتعرض خلايا المخ لأضرار لا يمكن إصلاحها.
أمراض الرئة
يمكن أن يؤثر الطقس الحار على جودة الهواء؛ مما يجعل التنفس أكثر صعوبة. وعادة ما تكون درجات الحرارة المرتفعة مصحوبة بهواء ساكن يسمح للملوثات بالركود. إن الأوزون الأرضي هو غاز ضار يتكون عندما تتفاعل الملوثات المنبعثة من السيارات ومحطات الطاقة والمصادر الصناعية كيميائياً مع ضوء الشمس.
إن الأوزون الأرضي، وهو أحد المكونات الرئيسية للضباب الدخاني، يمكن أن يقلل من وظائف الرئة، وهو عامل رئيسي في الإصابة بالربو والوفيات.
التعب
إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم إلى نحو 38 درجة مئوية، فإن المخ يأمر العضلات بالتباطؤ، ويبدأ التعب. وهذا ما يسمى بالإجهاد الحراري. تشمل أعراض الإجهاد الحراري أيضاً الدوخة واضطرابات الرؤية والعطش الشديد والغثيان والخفقان والخدر.
إذا لم يتم خفض درجة حرارة الجسم، فقد يتفاقم الإجهاد الحراري إلى ضربة شمس.
مشاكل في القلب
مع ارتفاع حرارة الجسم، تتمدد الأوعية الدموية، وهذا يخفض ضغط الدم؛ مما يجعل الشخص يشعر بالدوار والمرض. وفي أسوأ الأحوال، عندما يُحرم الجسم من تدفق الدم الطبيعي، يمكن أن تتلف الأوعية الدموية وقد تتفكك الخلايا مع تحلل بروتيناتها. إذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، يرتفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
كيف يمكنك تبريد جسمك خلال الحر الشديد؟
لتبريد الجسم خلال موجات الحر الشديدة، ينصح موقع webmd الأميركي العلمي المختص بالصحة، باللجوء إلى واحدة أو أكثر من الخطوات التالية:
ارتدِ ملابس خفيفة
لا يتعلق الأمر فقط بكمية الملابس التي ترتديها، بل يتعلق أيضاً بنوعيّتها. فالأقمشة الخفيفة والفضفاضة التي تمتص الحرارة مثل القطن هي الأفضل. ارتدِ طبقة واحدة فقط من الملابس. وابحث عن الألوان الفاتحة لأن الألوان الداكنة يمكنها امتصاص الحرارة وتجعلك تشعر أكثر بالحر.
اختر أغطية السرير المناسبة
القطن أو الكتان هما المفضلان للسماح بدخول كمية كافية من الهواء إلى الجسم أثناء النوم، والحفاظ على البرودة، وامتصاص العرق. لن تحافظ الأقمشة المخلوطة بالبوليستر مع القطن على البرودة.
قم بتبريد الأغطية
ما عليك سوى وضع الأغطية داخل كيس في الثلاجة لبضع دقائق ثم تضعها مرة أخرى على سريرك. إذا شعرت بأن الأغطية باتت باردة جداً، يمكنك في المرة القادمة وضعها في البراد لبضع دقائق بدل الثلاجة. لن تستمر برودة الأغطية طوال الليل، لكنها قد تستمر لفترة كافية لتتمكن من النوم.
استحم بالماء البارد
الاستحمام بالماء البارد سيكون مفيداً أيضاً لتخفيض حرارة الجسم. كما أن الماء الدافئ يفيد أيضاً لأنه يبرّد الجسم مع تبخر الماء من الجلد والشعر. ولكن حاول ألا تبالغ في تبخير الجسم بالماء الساخن. فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور.
ضع مطرة الماء في الثلاجة
هل تأخذ معك «زجاجة ماء ساخن» إلى السرير للتدفئة في الشتاء؟ حسناً، يمكنك استخدامها أيضاً لتبريد جسمك. املأها بالماء وضعها في الثلاجة. قد تحتاج إلى لفها بمنشفة لحماية بشرتك قبل استخدامها.
تكييف الهواء
إن تكييف الهواء هو أفضل رهان لك ضد الحرارة المرتفعة. عندما تشعر بالحر، قم ببساطة بخفض درجة الحرارة عبر مكيف الهواء. إذا لم يكن هذا خياراً، فيمكنك تحريك الهواء باستخدام مروحة أو اثنتين أو ثلاث. قم بإنشاء مسار للهواء من خلال النوافذ المفتوحة. للحصول على دفعة تبريد أكبر، ضع صينية شواء مليئة بمكعبات الثلج أمام المروحة.
استخدم كيس ثلج
إذا كنت تشعر بحرارة شديدة، يمكنك استخدام كيس ثلج. أو بلل منشفة بالماء البارد وضعها على «نقاط النبض» مثل معصميك وكاحليك وثنيات مرفقيك وظهر ركبتيك. تأكد فقط من تغطية بشرتك بمنشفة لحمايتها، ولا تفعل ذلك إلا لمدة 20 دقيقة في كل مرة.
ارتدِ واقياً من الشمس
قد تؤدي حروق الشمس إلى جفاف الجسم وتجعل من الصعب على جسمك تبريد نفسه. ارتدِ قبعة عريضة ونظارة شمسية عندما تكون بالخارج، وخاصة تحت أشعة الشمس المباشرة. وقم بتغطية أي جلد مكشوف بواقي من الشمس. ضع واقياً من الشمس قبل نحو 30 دقيقة من الخروج من المنزل. إذا بقيت بالخارج، فستحتاج إلى إعادة وضع الواقي خلال اليوم.
قلل من شرب الكافيين
الكافيين هو «المنشط» الموجود في فنجان القهوة الصباحي الذي يحفّزك ويجعلك تخرج من المنزل. إنه آمن إلى حد كبير بالنسبة لمعظم الناس، لكنه قد يرفع درجة حرارة جسمك. وقد لا يكون هذا جيداً إذا كنت تشعر بالحر بالفعل. لا يقتصر الكافيين على القهوة فقط. بل إنه موجود أيضاً في الشوكولاتة والشاي والمشروبات الغازية والمشروبات الرياضية والكثير من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
أكثِر من شرب الماء
أكثِر من شرب الماء، واحمل معك زجاجة ماء إلى الرياضة، وحاول أن تأخذ نحو 10 رشفات كبيرة من زجاجة الماء كل 15 دقيقة أو نحو ذلك.
تأقلم مع الأمر
إذا وجدت نفسك فجأة في مكان جديد أكثر حرارة مما اعتدت عليه، فلا تتسرع في ممارسة الكثير من الأنشطة، وخاصة التمارين الرياضية في الهواء الطلق. أضف المزيد من الأنشطة تدريجياً على مدار أسبوعين حتى تعتاد عليها. إذا شعرت بالإغماء، استلقِ وارفع ساقيك فوق رأسك. حاول الوصول إلى منطقة باردة وشرب السوائل في أسرع وقت ممكن.