التصلب العصبي المتعدد: أعراض خفية متجاهَلة تظهر في العقد الثالث

بدأ وصفه خلال القرن الـ14 وبقي دون علاج حتى «الـ20»

الخلايا الطبيعية والخلايا المصابة بالتصلب المتعدد
الخلايا الطبيعية والخلايا المصابة بالتصلب المتعدد
TT

التصلب العصبي المتعدد: أعراض خفية متجاهَلة تظهر في العقد الثالث

الخلايا الطبيعية والخلايا المصابة بالتصلب المتعدد
الخلايا الطبيعية والخلايا المصابة بالتصلب المتعدد

يؤثر مرض التصلب المتعدد (Multiple sclerosis ) على الجهاز العصبي المركزي، الذي يتحكم بطريقة تفكيرنا وتعلمنا وحركتنا ومشاعرنا. ورغم التقدم الكبير في علاجه، فإن الحد من الضرر الذي يمكن أن يسببه يعتمد على اكتشافه مبكراً.

ويقول الدكتور عبد الرحمن الشاكي، طبيب الأعصاب والمتخصص في المرض بمستشفى «هيوستن ميثوديست» الأميركية، إنه «من أمراض التهابات المناعة الذاتية؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي للجسم - وخاصة أنواعاً معينة من خلايا الدم البيضاء - عن طريق الخطأ ويدمر غمد الحماية (المايلين)، التي تعد الغطاء الواقي الذي يحيط بالألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي».

وبحسب الدكتور الشاكي، يشير اسم التصلب المتعدد إلى النسيج الندبي أو الآفات التي تنتج من هجوم الجهاز المناعي على المايلين، وهو الغلاف الواقي الذي يغطي الألياف العصبية. ويعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة آفاتٍ متعددة يمكن أن تحدث في العصب البصري، والذي يلتهب مما يجعل الرؤية بعين واحدة أقل وضوحاً أو ضبابية، ومؤلمة عند تحريك الأعين من جانب إلى آخر. أو في الدماغ، حيث يواجه المرضى تحديات في التركيز وتعدد المهام والذاكرة، مضيفاً: «إذا كانت الآفات تؤثر على المخيخ - جزء من الدماغ الذي ينظم التنسيق والتوازن - فقد يواجه المرضى صعوبة في الحفاظ على التوازن أو قد يعانون الرعاشات».

وتابع: «يمكن أن تحدث هذه الآفات في الحبل الشوكي الذي تتسم أعراضه بالضعف؛ مما يؤدي إلى صعوبة في المشي وفي التنسيق بين اليدين وربما فقدان الإحساس أو التنميل في الأطراف»، عاداً «صعوبة التحكم بالأمعاء أو المثانة، أو الإمساك المزمن والحاجة إلى التبول بشكل عاجل ومتكرر، من المشاكل الشائعة لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد».

وينوّه الدكتور الشاكي إلى أن هذا المرض «يظهر بشكل فريد في كل فرد، مع عدم وجود مريضين اثنين يعانون أعراضاً متطابقة أو من التطور المرضي نفسه»، موضحاً أن «تباين الحالة يعتمد على عوامل عدة، كتوقيت التشخيص وبدء العلاج. ويمكن أن يتراوح تأثير المرض من الأعراض العرضية التي قد تتحول أعراضاً أكثر استمراراً، قد تستمر مدى الحياة».

د. عبد الرحمن الشاكي طبيب الأعصاب بمستشفى «هيوستن ميثوديست»

ووفقاً للطبيب المتخصص، ينقسم «التصلب العصبي المتعدد الانتكاس»، وهو المسار الأكثر شيوعاً للمرض، إلى مراحل مختلفة. وتتميز المرحلة الأولى (ما قبل السريرية أو الصامتة)، بعلامات خفية قد يلاحظها الأفراد، ولكن لا ترتبط على الفور بالمرض بسبب طبيعتها الغامضة. ويقول: «خلال هذه المرحلة المبكرة، التي يمكن أن تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات، لا تكون الأعراض محددة عادةً، وقد تظهر كتغيرات في الحالة المزاجية، مثل الاكتئاب أو القلق أو التعب».

وتُعرف المرحلة التالية باسم «المتلازمة المعزولة سريرياً» (clinically isolated syndrome)، والتي تمثل بداية أعراض أكثر وضوحاً للمرض، ويضيف الدكتور عبد الرحمن: «قد يعاني فيها الأفراد من أول الأعراض الملحوظة، مثل التهاب العصب البصري أو فقدان الرؤية، أو تغيرات حسية مثل الخدر، أو الضعف الذي قد يؤثر على جانب واحد فقط من الجسم أو من الصدر أو الخصر إلى الأسفل»، لافتاً إلى أن هذه الأعراض «تتماشى بشكل أكبر مع العلامات الكلاسيكية للمرض، وغالباً ما تحتاج إلى مزيد من الاستقصاء والتشخيص».

وبحسب الدكتور الشاكي، يعاني معظم الأشخاص المصابين به من الأعراض المميزة الأولى في العشرينات أو الثلاثينات من عمرهم، وقد يعاني البعض أعراضاً طفيفة وغير مفسّرة بشكل متقطع لسنوات قبل أن يتم تشخيصهم في الأربعينات والخمسينات من العمر، مشيراً إلى أن هذه الحالة يمكن أن تحدث أيضاً عند الأطفال، على الرغم من أن أقل من 5 في المائة من الأشخاص المصابين به تظهر عليهم الأعراض الأولى قبل سن 16 عاماً، وفقاً للجمعية الوطنية لمرض التصلب المتعدد.

وتطرق إلى دراسات عدة تظهر أن الأشخاص في المرحلة ما قبل السريرية يراجعون الأطباء، والمتخصصين الفرعيين بسبب التعب، أو التغيرات النفسية والمزاجية أو المشاكل الهضمية، قبل أن يحصلوا على تشخيص بالمرض، وقد يتأخر الأشخاص أيضاً في الحصول على الرعاية بسبب طبيعته، مضيفاً: «يمكن أن تختلف الأعراض بشكل كبير بين الأفراد، والكثير من الأشخاص قد يعودون إلى حالتهم الصحية الطبيعية بعد الانتكاسات المبكرة؛ الأمر الذي غالباً ما يؤخر الأفراد في طلب المشورة الطبية، وبالتالي تأخر التشخيص الذي قد يمتد لسنوات عدة».

ويعود أول وصف للمرض إلى القرن الرابع عشر، ولم يكن هناك علاج مثبت يمكن أن يغير مساره حتى القرن العشرين. وفي عام 1993، وافقت إدارة الغذاء والدواء على الدواء الأول، إنترفيرون بيتا-1ب (IFNbeta-1b). وعلى الرغم من كونه ثورياً آنذاك، فإن فاعليته بلغت 30 إلى 35 في المائة فقط. ومنذ عام 2011، تطورت أدويته، وبلغت اليوم نحو 24 دواءً لعلاجه، أكثر من 50 في المائة منها تمت الموافقة على استخدامها بعد عام 2017، وفقاً للدكتور عبد الرحمن، الذي يقول إن بعض الأدوية المتوفرة الآن يمكن أن تمنع تكون آفات الجديدة بدقة تتراوح بين 95 و99 في المائة.

وعلى الرغم من مساعدتها على منع ظهور أعراض جديدة، فإن الدكتور الشاكي، يرى التحدي أو المشكلة تكمن في عدم قدرة الأدوية على عكس المرض؛ ولهذا السبب فإن الحصول على الرعاية فوراً بعد ملاحظة العلامات الأولى له يعد أمراً بالغ الأهمية للعلاج والنتائج، مختتماً بالقول: «إذا أُصبتم بالمرض مبكراً، وبدأتم في تناول دواء جيد، فيمكنكم أن تنعموا بحياة جيدة لبقية حياتكم، لكن إن تم اكتشافه في مرحلة متأخرة، لن يكون هنالك الكثير مما يمكن فعله لعكس الضرر الناجم عن الآفات».


مقالات ذات صلة

ليس للعضلات فقط... 7 فوائد مذهلة للكرياتين

صحتك القليل من الناس يعرفون أن الكرياتين لا يقتصر دوره على العضلات فقط (بكسلز)

ليس للعضلات فقط... 7 فوائد مذهلة للكرياتين

يُعرف الكرياتين غالباً كمكمل للرياضيين وزوار صالات الألعاب الرياضية لتعزيز القوة العضلية وتحسين الأداء في أثناء التمارين القصيرة وعالية الكثافة مثل رفع الأثقال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مادة في الشوكولاته قد تمنح جسدك «عمراً أصغر» (رويترز)

الشوكولاته الداكنة... سرّ جديد لإبطاء الشيخوخة

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون بكلية «كينغز كوليدج» الإنجليزية في لندن، عن أن مركّباً كيميائياً موجوداً في الشوكولاته الداكنة قد يبطئ وتيرة الشيخوخة البيولوجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك استبعاد اللحوم يُقلل من كمية الدهون المشبعة والكوليسترول التي تتناولها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن تناول اللحوم؟

يؤدي استبعاد اللحوم من نظامك الغذائي إلى تغيرات ملحوظة في جسمك، ففي حين قد تظهر بعض هذه التغيرات فوراً، تتطور أخرى على مدى أسابيع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أم في غرفة العمليات تنظر إلى مولودها  (بكسلز)

ما السبب وراء رفض أميركيين إعطاء حقن فيتامين «ك» لمولوديهم؟

أظهرت دراسة جديدة أن المزيد من الأهل يرفضون إعطاء مولوديهم حقن فيتامين «ك»، وهي ظاهرة يعتقد الخبراء أنها قد تكون لها عواقب مميتة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك النظر إلى المصابيح الأمامية الساطعة قد يُضعف رؤيتك مؤقتاً عند القيادة ليلاً (بيكسباي)

10 نصائح لقيادة أكثر أماناً ليلاً

قد تنطوي القيادة ليلاً على مخاطر متزايدة إذ يصعب الرؤية، خصوصاً إذا كنت تعاني من مشكلة في العين تؤثر على نظرك، لحسن الحظ، هناك عدة أمور يمكنك القيام بها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تجارب سريرية تكشف عن فاعلية عالية لعلاج جديد للصلع

أظهر علاج جديد نتائج قوية في الحدّ من تساقط الشعر لدى الرجال (بكساباي)
أظهر علاج جديد نتائج قوية في الحدّ من تساقط الشعر لدى الرجال (بكساباي)
TT

تجارب سريرية تكشف عن فاعلية عالية لعلاج جديد للصلع

أظهر علاج جديد نتائج قوية في الحدّ من تساقط الشعر لدى الرجال (بكساباي)
أظهر علاج جديد نتائج قوية في الحدّ من تساقط الشعر لدى الرجال (بكساباي)

أظهر علاج تجريبي جديد لفروة الرأس يُعرف باسم كلاسكوترون نتائج قوية في الحدّ من تساقط الشعر لدى الرجال (الصلع الذكوري المعروف بالثعلبة الأندروجينية).

وووفق تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز»، يصف الخبراء النتائج بأنها واعدة، مشيرين إلى أن هذا قد يكون أول مقاربة جديدة لعكس تساقط الشعر منذ عقود.

وأجرت شركة «كوسمو فارماسوتيكالز» في آيرلندا تجربتين سريريتين متقدّمتين واسعتين - حملتا اسم «سكالپ 1» و«سكالپ 2» - شملتا ما مجموعه 1.465 رجلاً في الولايات المتحدة وأوروبا، بحسب بيان صحافي.

واستخدم المشاركون إمّا المحلول الموضعي أو علاجاً وهمياً، وذلك ضمن شروط تجربة عشوائية. وكان المعيار الرئيسي للنجاح هو «عدد الشعيرات في المنطقة المستهدفة»، أي قياس عدد الشعيرات في مساحة محددة من فروة الرأس بشكل موضوعي.

ويعمل المحلول الموضعي عبر منع تأثير هرمون ثنائي هيدروتستوستيرون (DHT) — وهو الهرمون الذي يؤدي إلى انكماش بُصيلات الشعر الحساسة وراثياً — وذلك من خلال حجب تأثيره مباشرة عند مستقبلات البصيلة، بدلاً من التأثير في الهرمونات على مستوى الجسم كله، وفق شركة «كوسمو فارماسوتيكالز».

ويهدف هذا النهج الموضعي إلى معالجة السبب البيولوجي الجذري للصلع الذكوري من دون تعريض الجسم لمستويات إضافية من الهرمونات.

وفي مجموعة «سكالب 1»، حقق علاج كلاسكوترون تحسّناً نسبياً في عدد الشعرات بلغ 539 في المائة مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي. أما المشاركون في مجموعة «سكالب 2»، فحققوا تحسّناً نسبياً بلغ 168في المائة، وفق البيان.

وأظهرت إحدى الدراستين «دلالة إحصائية» في النتائج التي أبلغ عنها المشاركون، فيما سجّلت الأخرى «اتجاهاً إيجابياً»، بحسب البيان. وعند دمج بيانات التجربتين، وُصِف التحسّن بأنه ذو دلالة إحصائية ومتوافق مع نتائج قياس عدد الشعرات.

وقالت ماريا هوردينسكي، من قسم الأمراض الجلدية في جامي ميتسوتا، في بيان صحافي: «لعدة عقود، كان على المرضى الاختيار بين علاجات محدودة الفاعلية أو تنطوي على مشكلات تتعلق بالسلامة بسبب التعرض الهرموني الجهازي، ما جعل كثيرين يحجمون عن علاج تساقط الشعر تماماً».

وأضافت هوردينسكي: «تُظهر هذه النتائج أن المحلول الموضعي من كلاسكوترون بتركيز 5 في المائة قادر على تغيير المعادلة، عبر تحقيق نموّ حقيقي يمكن قياسه، مع تعرض هرموني جهازي شبه معدوم».

كما جاءت النتائج التي أبلغ عنها المشاركون أنفسهم — أي تقييمهم الشخصي لتحسّن نمو الشعر — إيجابية كذلك.

وقال مارك سيغل، كبير المحللين الطبيين في شبكة «فوكس نيوز»: «أعتقد أن النتائج واعدة... فنحن لا نملك فعلياً كريمات أو مستحضرات موضعية شديدة الفاعلية لعلاج تساقط الشعر». وأكد سيغل — الذي لم يشارك في الدراسة — أن فاعلية المستحضرات المتاحة حالياً محدودة.

وأشار إلى أن مستحضر «مينوكسيديل»، وهو أحد أكثر العلاجات الموضعية استخداماً والموافق عليها من إدارة الغذاء والدواء، يقدّم نتائج محدودة غالباً. وأضاف:«لذلك قد يكون هذا العلاج الجديد ذا قيمة كبيرة للاستخدام السريري الواسع».

وأشار سيغل — الذي لم يشارك في التجارب — إلى ما ورد في الدراسة بأن الآثار الجانبية اقتصرت على «تهيّج موضعي»، لافتاً إلى أن الدواء يبدو آمناً بشكل عام.

وبحسب الباحثين، فإن مستوى السلامة وتحمل الدواء كان مشابهاً لمجموعة الدواء الوهمي؛ إذ كانت الآثار الجانبية طفيفة وظهرت بنسب متقاربة في المجموعتين، كما تبيّن أن معظمها غير مرتبط بالعلاج نفسه.

وأوضح الباحثون أن التحسّن الذي لوحظ لدى المشاركين جاء مقارنةً بالدواء الوهمي ضمن إطار الدراسة، ما يعني أنه لا يضمن بالضرورة أن ينمو الشعر بمعدل أكبر بخمس مرات مقارنة بالعلاجات الأخرى، بل يعكس تفوق العلاج الموضعي الجديد على المجموعة الضابطة في هذه التجارب.


ليس للعضلات فقط... 7 فوائد مذهلة للكرياتين

القليل من الناس يعرفون أن الكرياتين لا يقتصر دوره على العضلات فقط (بكسلز)
القليل من الناس يعرفون أن الكرياتين لا يقتصر دوره على العضلات فقط (بكسلز)
TT

ليس للعضلات فقط... 7 فوائد مذهلة للكرياتين

القليل من الناس يعرفون أن الكرياتين لا يقتصر دوره على العضلات فقط (بكسلز)
القليل من الناس يعرفون أن الكرياتين لا يقتصر دوره على العضلات فقط (بكسلز)

يُعرف الكرياتين غالباً كمكمل للرياضيين وزوار صالات الألعاب الرياضية لتعزيز القوة العضلية وتحسين الأداء في أثناء التمارين القصيرة والعالية الكثافة مثل رفع الأثقال.

لكن القليل من الناس يعرفون أن الكرياتين لا يقتصر دوره على العضلات فقط، بل قد يقدم أيضاً فوائد مهمة لصحة الدماغ والعظام.

ويكشف تقرير نشرته مجلة «هيلث»، كيف يمكن للكرياتين أن يدعم وظائف المخ، ويعزز قوة العظام، ويسهم في الصحة العامة.

1. تعزيز صحة العظام

قد يحمي الكرياتين العظام، خاصة لدى كبار السن. كما أن النساء اللواتي يتناولن الكرياتين ويمارسن تمارين المقاومة قد يتحسن لديهن قوة العظام خصوصاً بعد انقطاع الطمث.

يمكن للكرياتين أيضاً تقليل خطر كسور الورك، وخفض احتمالية السقوط، وإبطاء فقدان كثافة المعادن في العظام.

ومع ذلك، لم تجد جميع الدراسات فوائد للكرياتين لصحة العظام.

2. تحسين الأداء الرياضي

الكرياتين من أكثر المكملات شعبية بين الرياضيين ورفع الأثقال، نظراً لإمكانية تحسينه للأداء البدني.

تحسن مكملات الكرياتين الأداء في جلسات التمرين القصيرة سواء كانت مرة واحدة أو متعددة. كما تعزز الأداء في أثناء التمارين العالية الشدة وتساعد الجسم على التكيف مع التدريب مع مرور الوقت.

خلال التمارين العالية الشدة، يكون الطلب على الكرياتين في شكل فوسفوكرياتين أكبر من العرض، ما قد يحد من الأداء البدني. زيادة مخزون الكرياتين يزيد من مستوى الفوسفوكرياتين، ما قد يحسن الأداء الرياضي.

3. تعزيز نمو العضلات والقوة

يمكن لمكملات الكرياتين زيادة قوة العضلات في الجزء العلوي والسفلي من الجسم عن طريق التأثير على عوامل النمو. والجمع بين مكملات الكرياتين والتمارين الرياضية قد يزيد من قوة العضلات وحجمها.

4. تحسين التعافي من الإصابات

يساعد الكرياتين على تسريع التعافي من تلف العضلات الناتج عن التمرين. تناول الكرياتين بعد التمرين قد يحسن تجدد العضلات، ما قد يمنع التلف العضلي الشديد ويسرع التعافي.

5. دعم صحة الدماغ

قد يساعد الكرياتين أيضاً على تحسين الذاكرة، وفترة التركيز، وسرعة معالجة المعلومات. ويعزز الذاكرة عن طريق زيادة مستويات الطاقة وحماية الأعصاب في الدماغ.

قد تساعد الجرعات العالية من الكرياتين أيضاً في عكس التدهور المرتبط بالتعب وتحسين الذاكرة التعرفية.

6. دعم صحة القلب

يمتلك الكرياتين خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات قد تفيد القلب.

ويساعد على خفض مستويات الهوموسيستين (حمض أميني في الدم) وتحسين وظيفة الأوعية الدموية، حيث إن زيادة الهوموسيستين قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

مع ذلك، لم يتم تأكيد تأثيرات الكرياتين على صحة القلب على نطاق واسع بعد.

7. المساعدة في خفض الكوليسترول

يمكن للكرياتين تقليل الدهون في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الضار (LDL)، والكوليسترول الجيد (HDL)، والكوليسترول الكلي، المرتبطة جميعها بأمراض القلب.

ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الكرياتين قد لا يؤثر على مستويات الدهون في الدم.

هل من الآمن تناول الكرياتين يومياً؟

عادةً ما يكون الكرياتين آمناً للاستخدام اليومي لجميع الأعمار. وتناول ما يصل إلى 30 غراماً من مكملات الكرياتين يومياً لمدة خمس سنوات آمن. ومع ذلك، تظهر الفوائد الصحية الكبرى عند تناول جرعات منخفضة (نحو 3 غرامات يومياً).

على الرغم من أن الكرياتين متحمل جيداً، فقد تظهر بعض الآثار الجانبية مثل:

تشنجات العضلات

الغثيان

الإسهال

الدوخة

آلام المعدة

الجفاف

احتباس الماء

التحسس من الحرارة

الحمى

زيادة الوزن المؤقتة (غالباً بسبب الماء)

كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الكرياتين إذا كانت لديك إحدى الحالات التالية:

اضطراب ثنائي القطب

أمراض الكلى

مرض باركنسون

أفضل جرعة للكرياتين

لزيادة مخزون الكرياتين في العضلات بسرعة (مرحلة التحميل)، يوصي الخبراء بتناول 5 غرامات من كرياتين مونوهيدرات أربع مرات يومياً لمدة خمسة إلى سبعة أيام تقريباً.

يمكن أيضاً تناول الكرياتين بشكل أبطأ، نحو 2 - 3 غرامات يومياً لمدة 30 يوماً، لزيادة مخزون الكرياتين بشكل فعال.

بعد مرحلة التحميل، اعتماداً على النظام الغذائي وكتلة العضلات ومستوى النشاط البدني، قد تحتاج إلى نحو 2 - 3 غرامات يومياً للحفاظ على مخزون الكرياتين. الأشخاص الأكبر حجماً أو الذين يمارسون نشاطاً بدنياً مكثفاً قد يحتاجون إلى 5 - 10 غرامات يومياً لرؤية النتائج.

من المهم تناول الكرياتين يومياً، حتى في الأيام التي لا تمارس فيها الرياضة، لضمان تشبع العضلات به باستمرار.

نصائح لإضافة الكرياتين إلى الروتين اليومي

يوجد الكرياتين في الأطعمة مثل الحليب، والأسماك، والمأكولات البحرية، واللحوم البيضاء والحمراء. يمكنك الحصول على نحو غرامين من الكرياتين من اللحوم.

النباتيون أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى المزيد من الكرياتين قد يختارون المكملات الغذائية. أكثر أشكال مكملات الكرياتين استخداماً ودراسة هو كرياتين مونوهيدرات.

نصائح لاستخدام الكرياتين

تناوله بانتظام، حتى في أيام الراحة، للحصول على أفضل الفوائد.

يمكن خلطه مع مشروبات ما قبل التمرين أو مخفوقات البروتين، مع تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها قد تتداخل مع فوائد الكرياتين.

لا توجد ساعة محددة لتناول الكرياتين، لكن من الأفضل تناوله قريباً من وقت التمرين، سواء قبل أو بعد.

يمكن تناوله مع وجبة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين لتحسين الامتصاص.

شرب الماء بكمية كافية مهم، لأن الكرياتين قد يسحب الماء إلى العضلات.


الشوكولاته الداكنة... سرّ جديد لإبطاء الشيخوخة

مادة في الشوكولاته قد تمنح جسدك «عمراً أصغر» (رويترز)
مادة في الشوكولاته قد تمنح جسدك «عمراً أصغر» (رويترز)
TT

الشوكولاته الداكنة... سرّ جديد لإبطاء الشيخوخة

مادة في الشوكولاته قد تمنح جسدك «عمراً أصغر» (رويترز)
مادة في الشوكولاته قد تمنح جسدك «عمراً أصغر» (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية «كينغز كوليدج» الإنجليزية في لندن، عن أنّ مركّباً كيميائياً موجوداً في الشوكولاته الداكنة قد يُبطئ وتيرة الشيخوخة البيولوجية. وأفادت بأنّ مادة الثيوبرومين الكيميائية، وهي مركّب نباتي شائع يُستخلص من الكاكاو، قد تمتلك خصائص مضادة للشيخوخة.

واختبر الفريق ما إذا كانت مستقلبات أخرى في الكاكاو والقهوة تُظهر صلة مماثلة. ومع ذلك، وجدوا أنّ التأثير يبدو خاصاً بمادة الثيوبرومين.

وخلصت النتائج إلى أنّ المركّبات النباتية في نظامنا الغذائي قد تؤثر في كيفية شيخوخة أجسامنا من خلال تغيير طريقة تفعيل أو تعطيل جيناتنا. وتتفاعل بعض هذه المركّبات، التي تُسمى القلويدات، مع الآليات الخليوية التي تتحكم في نشاط الجينات وتُسهم في تعزيز الصحة وإطالة العمر.

قارنت الدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «الشيخوخة»، مستويات الثيوبرومين في دم الأفراد بمؤشرات الشيخوخة البيولوجية في الدم. ووجدت أنّ الأفراد الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في دمائهم يتمتّعون بعمر بيولوجي أقل من عمرهم الحقيقي.

ويقول الباحث الرئيسي في كلية «كينغز كوليدج لندن»، الدكتور رامي سعد، وهو أيضاً طبيب في علم الوراثة السريرية، في بيان: «هذا اكتشاف مثير جداً، والأسئلة المهمة التالية هي: ما الذي يقف وراء هذه العلاقة؟ وكيف يمكننا استكشاف التفاعلات بين مستقلبات النظام الغذائي والجينوم فوق الجيني بشكل أعمق؟ قد يقودنا هذا النهج إلى اكتشافات مهمة في مجال الشيخوخة، وما بعدها، في الأمراض الشائعة والنادرة».

تقييم العمر البيولوجي

تشير مؤشرات العمر البيولوجي إلى العمر الظاهري للجسم استناداً إلى صحته ووظائفه، وليس إلى سنوات العمر. وتعتمد هذه المؤشرات على أنماط من «علامات مرجعية» صغيرة على الحمض النووي، تُسمى المثيلة، وهي علامات كيميائية تتغيَّر على مدار حياتنا، وتلعب دوراً مهماً في الصحة والمرض.

استخدم الباحثون اختبارين لتقييم العمر البيولوجي للمشاركين في الدراسة. فحص أحدهما التغيرات الكيميائية في الحمض النووي لتقدير سرعة الشيخوخة، بينما قدَّر الآخر طول التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات. وترتبط التيلوميرات الأقصر بالشيخوخة والأمراض المرتبطة بها.

ويبحث فريق البحث، الذي يضم أستاذة التغذية البشرية في كلية «كينغز كوليدج لندن»، البروفسورة آنا رودريغيز ماتوس، في سبل إجراء بحوث مستقبلية لتحليل هذه النتائج.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل يقتصر هذا التأثير على الثيوبرومين وحده، أم أنه قد يتفاعل مع مركّبات أخرى في الشوكولاته الداكنة، مثل البوليفينولات، المعروفة بفوائدها الصحية؟

ويقول باحث ما بعد الدكتوراه في كلية «كينغز كوليدج لندن»، الدكتور ريكاردو كوستيرا: «تُحدّد هذه الدراسة آلية جزيئية أخرى قد تدعم من خلالها المركّبات الطبيعية الموجودة في الكاكاو الصحة. ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث، تُبرز نتائج هذه الدراسة أهمية التحليلات على مستوى السكان في مجالَي الشيخوخة وعلم الوراثة».

ومع ذلك، ورغم هذه النتائج الواعدة، يُشدّد الباحثون على أن تناول مزيد من الشوكولاته الداكنة ليس مفيداً بالضرورة، لاحتوائها أيضاً على السكر والدهون ومركّبات أخرى، ولذا يلزم إجراء مزيد من البحوث لفَهْم هذه العلاقة بتفصيل أكبر.

وقالت المؤلّفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم التخلق في كلية «كينغز كوليدج لندن»، البروفسورة جوردانا بيل: «تُشير دراستنا إلى وجود صلة بين أحد المكوّنات الرئيسية للشوكولاته الداكنة والحفاظ على الشباب لمدّة أطول. ورغم أننا لا ندعو إلى زيادة استهلاك الشوكولاته الداكنة، فإنّ هذا البحث يُساعدنا على فَهْم كيف يمكن أن تحمل الأطعمة اليومية مفاتيح لحياة أطول وأكثر صحة».