مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

{الجهاد} الروسي

دخول روسيا على الساحة السورية، بهذه العنجهية، والصلافة، وبهذا الهدف المحدد: محاربة «داعش» وكل الجماعات الإسلامية، بالتحالف مع نظام الأسد, أمر يثير الريبة.
الرئيس بوتين، ووزير خارجيته لافروف، صريحان في توبيخ العالم على أنه لا يريد التحالف مع نظام الأسد، الطرف الوحيد الذي «يجب» الثقة به في محاربة «داعش».
إدارة أوباما تقول إنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، وإن الأسد جزء من المشكلة وليس من الحل، لكنها لا تفعل شيئًا على الأرض لتحقيق هذا الأمر، سوى الخطب والخطابات. من هذه الخطابات ما جرى على منصة الأمم المتحدة قبل أيام، وأيضًا في الاجتماعات المتعددة التي عقدت على هامش دورة المنظمة الدولية.
الرئيس الروسي «المقدام» فلاديمير بوتين، قال في خطابه الأممي، إن الحرب على «داعش» يجب أن تكون هي بوصلة التحالفات الدولية في سوريا والشرق الأوسط.
عزّز ذلك بعدها بقيام المقاتلات الجوية الروسية بأولى غاراتها على ما قالت إنه «داعش» في محيط مدينة حمص.
غير أن مسؤولاً أميركيًا في إدارة أوباما صرّح لقناة «سي إن إن» بأن «(روسيا) لا تستهدف تنظيم داعش في سوريا». وأضاف عن الوجود الروسي: «ليسوا هناك لملاحقة (داعش)».
وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال لنفس القناة: «لا حل سياسيًا في سوريا دون السنّة، وبوتين يعرّض نفسه لخطر التحول إلى هدف لـ(الجهاديين)».
بوتين صرّح في اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية الأربعاء الماضي: «إذا نجحوا في سوريا، فإنهم سيعودون حتمًا إلى بلدانهم وسيأتون إلى روسيا».
الأخطر من ذلك كلام وزير خارجيته لافروف، على هامش اجتماع لمجلس الأمن حين قال: «الحروب الدينية في المنطقة تهدد أمن العالم بأسره».
هذا فعلاً من عجائب المنطق الروسي، ذلك أن مجرد دخول روسيا بهذه الطريقة، وبتلك الدعاية، وبتلك الفجاجة في إثارة المذهبية، والاصطفاف الصارخ بجانب نظام الأسد المرتهن للنظام الخميني.. بهذه المعطيات كلها، يريد منا لافروف أن نحارب انبعاث الحروب الدينية!
أي استغفال للعقول؟!
سيعرف الروس، ومعهم كل من يؤيد طرحهم، حتى داخل أميركا وأوروبا، أن «حصر» المعركة في سوريا بمواجهة «داعش»، وفي السكة القضاء على كل خصوم الأسد، سيعرف هؤلاء كلهم أنهم هم من يفجر الحروب الدينية.
حينها سيقولون كيف حدث هذا؟ وكيف نعالجه؟
بداية الحل في سوريا، هي القضاء على «نظام» الأسد، فهو جوهر الشر، ومغناطيس الفتنة، مهما حاول الروس تعويمه.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وهو يرفض محاولات الروس، إما رحيل الأسد، بعملية سلمية، وإما مواجهة الحرب. وبسّ.
[email protected]