علاجات السرطان ومضاعفاتها على القلب

الأدوية الكيميائية وجرعات الإشعاع تسبب أضراراً بعيدة المدى

علاجات السرطان ومضاعفاتها على القلب
TT

علاجات السرطان ومضاعفاتها على القلب

علاجات السرطان ومضاعفاتها على القلب

حققت الأبحاث العلمية بمستجداتها نجاحات كبيرة في علاج معظم الأمراض، إلى حد كبير، منها الأمراض السرطانية. إلا أن الأدوية التي تستخدم في علاج السرطان، بما تحمل من آمال لهؤلاء المرضى، تكون تبعاتها وآثارها الجانبية ثقيلة على الخلايا الطبيعية السليمة لأعضاء الجسم البشري، وأهم هذه الأعضاء هو مَلِكُها جميعاً أَلَا وهو «القلب».
- العلاج الكيميائي والقلب
تحدث إلى «صحتك» الدكتور محمد إسماعيل الخرساني، استشاري أمراض القلب ورئيس مركز القلب بالنيابة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، مؤكداً أن العلاج الكيميائي، مع أنه يعتبر الأبرز في الأساليب المستخدمة لعلاج الأمراض السرطانية، إلا أنه يؤثر تأثيراً مباشراً على أداء عضلة القلب، وكفاءتها، وذلك بتقليل هذه الكفاءة، وقصور العضلة في الانقباض لدفع الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، أي أن هذه التغيرات تنعكس من خلال تقلص جدار القلب، وانخفاض قدرته على الحركة. وهذا قد يكون، في بعض الأحيان، مباشراً، وبعد أول جرعة، أي في الأسبوع الأول، وقد يكون بعد شهور أو سنة، وأحياناً بعد عقد من الزمن (أي بعد 10 إلى 15 سنة).
متى يتأثر القلب بمضاعفات العلاج الكيميائي؟ يجيب الدكتور محمد الخرساني، بأن التعريف الأكثر قبولاً لتأثير العلاج الكيميائي السام على عضلة القلب هو النقص المطلق بنسبة 10 في المائة من كفاءة انقباض البطين الأيسر من أساس أو من أصل الكفاءة التي كانت عليه قبل إعطاء العلاج الكيميائي، أو أن كفاءة عضلة القلب تصبح أقل بـ50 في المائة من أساس أو من أصل الكفاءة الطبيعية (المعدل الطبيعي للكفاءة هو 55 في المائة أو أكثر)، وهذا نتيجة موت خلايا نسيج عضلة القلب بسبب ما يحدثه العلاج من التهابات وتغيرات في طبيعتها، وتلف للحامض النووي (ويسمى هذا مُجتمعاً بتنخُّر الخلية)، وتحولها في نهاية المطاف إلى نسيج ليفي فاقد للحيوية، وهذا يؤثر على انقباض وانبساط عضلة القلب.
وبالرغم من أن لكمية العلاج الكيميائي دوراً كبيراً في إحداث الأثر الجانبي السلبي على القلب، نجد أن بعض المرضى قد تحصل لهم المضاعفاتُ القلبية من جرعاتٍ منخفضة أو قليلة من الكيميائي، والبعض الآخر يستطيع تحمل جرعاتٍ عالية دون حدوثِ أي أثر جانبي. ويُعزى هذا الاختلاف إلى وجود عوامل جينية وأخرى إكلينيكية (مرضية) كوجود التهابات سابقة في الخلايا، وتأثر عملية الأيض في الخلية.
- ظهور الأعراض
تجدر الإشارة إلى أن 20 في المائة من المرضى الذين يصابون بضعف في كفاءة عضلة القلب، نتيجة العلاج الكيميائي، لا تعتريهم أي أعراض لهذا النقص (كصعوبة في التنفس أو احتباس السوائل في الجسم، وبالذات في الرجل والساقين). وتبدأ الأعراض، عادة، عندما يصل عدد الخلايا القلبية المتأثرة بهذا العلاج مستوى حرجاً. ولذلك يجب البدء في علاج العضلة القلبية مباشرة متى ما حدث النقص في الكفاءة وقبل حدوث الأعراض.
وتبدأ الأعراض عند الغالبية من المرضى على النحو التالي:
> الشعور بصعوبة في التنفس، عند بذل مجهود بدني عالٍ أو متوسط أو خفيف، وإذا تفاقمت الحالة المرضية للقلب قد يشعر المريض بصعوبة التنفس أثناء الراحة، أي أثناء الجلوس أو الاستلقاء على السرير. وفي هذا النوع يكون لدى المريض احتباس في السوائل، وتظهر على شكل تورم في الساقين والقدمين.
> الخفقان، وهو اضطراب النظم القلبية تسارعاً أو تباطؤاً. وأكثر الخفقان التسارعي شيوعاً هو التسارع ما فوق البطيني، خصوصاً الرجفان الأذيني نتيجة التأثير الكيميائي على عضلة الأذين وتمددها. كما أن التسارع البطيني واردٌ أيضاً عند هؤلاء المرضى.
> آلامٌ صدرية خاصة مع حدوثِ أزمة قلبية حادة كالجلطاتِ والذبحاتِ، التي قد تحدث من بعض الأدوية الكيميائية، أو تكون الآلام الصدرية نتيجة التهاب غشاء التامور.
> هبوط أو ارتفاع في ضغط الدم، فضعف كفاءة العضلة وقلتها قد تسببُ هبوطاً في ضغط الدم، وبعض الأدوية الكيميائية ترفع ضغط الدم بشكل ملحوظ.
> إذا حصلت جلطة دماغية فقد يُصاب المريض بشلل في الأطراف وعدم القدرة على النطق، وهذا يعتمد على مكان هذه الجلطة وحجمها.
> غير ذلك من الأعراض.. كالخمول والإنهاك العام.
أما العوامل التي ترفع خطر الإصابة بالأمراض القلبية نتيجة العلاج الكيميائي فهي: الأمراض السابقة في القلب، كضعف عضلة القلب، وتصلب الشرايين التاجية، وأمراض الصمامات، والتسارع في النبض (الخفقان المرضي). ووجود عوامل الخطورة القلبية، كالضغط والسكري وارتفاع الدهون (وهذه يجب علاجها والتحكم فيها قبل البدء بالعلاج الكيميائي). ونوع الدواء الكيميائي وكميته. وتزامن العلاج الإشعاعي مع الكيميائي. وقابلية المريض الجينية للإصابة (التعرّض الجيني). والفئة العمرية، أكثر من 65 سنة أو أقل من خمس سنوات. والجنس، (فالأنثى هي أكثر عرضة للإصابة من الذكر). وسوء التغذية، وقِلّة المجهود البدني الرياضي.
- أضرار على القلب
أما أنواع تأثيرات العلاج الكيميائي على القلب فتشمل:
> الأول: أثر مستديم على عضلة القلب، يكون مع مشتقات «الأنثراسيكلين»، ولا تعود معه العضلة إلى طبيعتها حتى مع أدوية علاج العضلة.
> الثاني: أثر مؤقت على عضلة القلب، يكون مع دواء «هيرسبتين»، تعود فيه عضلة القلب إلى طبيعتها وكفاءتها السابقة متى ما سُحب الدواء وتم علاج العضلة.
وقد أشارت الأبحاث إلى أن أكثر المرضى تعرضاً لضعف عضلة القلب من «الأنثراسيكلين» و«الهيرسبتين» هم مرضى ارتفاع ضغط الدم.
> الثالث: آثار على الأنسجة الأخرى للقلب، كالشرايين التاجية وأنسجة كهربة القلب، وعلى غشاء التامور المغلف لعضلة القلب وعلى ضغط الدم، وأيضاً ضغط الشريان الرئوي وعلى سيولة الدم أيضاً، مما قد يؤدي إلى نشوء خثرات تجلطية في الشرايين والأوردة والحجرات القلبية. وبدورها، تزيد هذه الآثار من ضعف عضلة القلب وقلة كفاءتها.
- المضاعفات
يقول الدكتور محمد الخرساني، إن خطورة تأثير العلاج الكيميائي على القلب هي أكبر من عودة السرطان بعد العلاج، وأن هناك عدة دراسات نشرت في مجلات علمية عالمية ما بين الأعوام 2013 - 2018 تشير إلى أن المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي، خصوصاً مشتقات «الأنثرا سيكلين» لسرطان الثدي وغيره، معرضون مستقبلاً (في العشرين سنة التالية من استخدام العلاج الكيميائي) لخطر الإصابة بكل من السكري والضغط وارتفاع الكولسترول والجلطات القلبية والدماغية، وهذه منفردة أو مجتمعة يصب تأثيرها على القلب والأوعية الدموية.
كما تشير تلك الدراسات إلى أن معدل حصول كلِّ من:
> فشل القلب الاحتقاني حوالي 15 ضعفاً.
> الأمراض القلبية والوعائية حوالي 10 أضعاف.
> الجلطات الدماغية 9 أضعاف.
> الوفاة لديهم تصل إلى 7 أضعاف.
وذلك مقارنة بعموم الناس من غير المصابين بالسرطان.
- العلاج الإشعاعي والقلب
أوضح الدكتور محمد الخرساني، أن العلاج «بالإشعاع» يعد من المنظومة العلاجية لحوالي 50 في المائة من الأورام السرطانية. وبالرغم من أنه أصبح اليوم موجهاً بطريقة محددة وفي منطقة صغيرة وغير ممتدة، إلا أنه لا تزال له تبعاته، وما زلنا نلاحظ آثاره المرضية في القلب. فالإشعاع يتلف الحامض النووي للخلية ويحدث زيادة في عوامل الأكسدة والتخثر والالتهابات، سواء في القلب أو في الأوعية الدموية، وهذا يؤدي إلى موت الخلية في نهاية المطاف، وتليف النسيج القلبي والوعائي، مسبباً ضيق الشرايين التاجية والجلطات، مما يؤدي إلى احتشاء العضلة وضعف في كفاءتها انقباضاً وانبساطاً، إلى جانب تأثيره على كهربائية القلب مسبباً خللاً في التوصيل الكهربي بين الأذينين والبطينين، وكذلك تأثيره على الصمامات وإتلافها، وقد يتأخر حدوث هذا التلف أحياناً إلى ما بعد 10 - 20 سنة من إعطاء العلاج الإشعاعي، كما يتسبب في أنواع من التسارع النبضي المختلفة أذينياً وبطينياً.
يؤكد الدكتور محمد الخرساني، على أهمية الاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة القلبية والاستعداد العائلي لأمراض القلب، وكذلك العوامل الإكلينيكية، كتأثير الضغط والسكري على القلب والأوعية، فهذه كلها تزيد من نسبة الإصابة بالتأثير السام للعلاج الكيميائي والإشعاعي على القلب والأوعية الدموية.
- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
TT

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)

أظهرت نتائج دراسة كبيرة أن المصابين بالخرف الذين تلقوا لقاح الهربس النطاقي كانوا أقل عرضة للوفاة جراء ذلك المرض ممن لم يحصلوا عليه، ما يشير إلى أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ تطور المرض المرتبط بالتقدم في السن.

وبشكل عام، توفي ما يقرب من نصف الـ14 ألفاً من كبار السن في ويلز الذين أصيبوا بالخرف في بداية برنامج التطعيم خلال متابعة استمرت 9 سنوات.

لكن الباحثين قالوا في دورية «سيل» العلمية إن تلقي لقاح «زوستافاكس» الذي تنتجه شركة «ميرك» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 في المائة تقريباً.

ووجد الباحثون في ويلز، في وقت سابق من العام أن كبار السن الذين تلقوا لقاح «زوستافاكس» كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف 20 في المائة عن نظرائهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

وقال معدّ الدراسة الدكتور باسكال غيلدسيتزر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في بيان، إن «الجزء الأكثر إثارة (من أحدث النتائج) هو أن هذا يشير حقّاً إلى أن لقاح الهربس النطاقي ليست له فوائد وقائية فقط في تأخير الخرف، بل له أيضاً إمكانات علاجية لمن يعانون بالفعل من ذلك المرض».

وذكر الباحثون أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اللقاح يحمي من الخرف عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، أو عن طريق الحدّ من إعادة تنشيط الفيروس المسبب للهربس النطاقي على وجه التحديد، أو عن طريق آلية أخرى لا تزال غير معروفة.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان أحدث لقاحات الهربس النطاقي، وهو «شينغريكس» من إنتاج «غلاكسو سميث كلاين»، قد يكون فعالاً بالمثل أو أكثر فاعلية في الحدّ من آثار الخرف من اللقاح الأقدم الذي تلقاه المشاركون في دراسات ويلز.

وتبين أن الحماية من الهربس النطاقي بلقاح ميرك تتضاءل بمرور الوقت، ولم يعد معظم الدول يستخدم اللقاح بعدما ثبت أن لقاح «شينغريكس» أفضل.

ويقول الباحثون إنهم وجدوا في العامين الماضيين نتائج مشابهة لنتائج ويلز في السجلات الصحية من دول أخرى، من بينها إنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

وأضاف غيلدسيتزر: «لا نزال نرى هذه الإشارة الوقائية القوية من الخرف في مجموعة بيانات تلو الأخرى».


فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.


من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
TT

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً بفضل ما يحتويه من مضادات أكسدة تساعد في حرق الدهون وتعزيز الهضم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الشاي الأخضر والأسود والنعناع والأولونغ وغيرها قد تساهم في تقليل دهون البطن ودعم إدارة الوزن عند استهلاكها بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.

ويستعرض تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث» أبرز أنواع الشاي المرتبطة بفقدان الوزن وآلية تأثير كل منها وفق ما توضحه الأبحاث العلمية:

1. الشاي الأخضر

يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً غنياً بالكاتيكينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون داخل الجسم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يعزّز معدل الأيض وعمليات حرق الدهون، خصوصاً دهون البطن. ويحتوي الشاي الأخضر طبيعياً على الكافيين، الذي يعزّز الأيض واستخدام الجسم للدهون مصدراً للطاقة.

2. الشاي الأسود

يحتوي الشاي الأسود على البوليفينولات، وهي مركّبات نباتية قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من السمنة مقارنة بتلك الموجودة في الشاي الأخضر. ويمرّ الشاي الأسود بعملية تخمير تزيد من مستويات الفلافونويدات (نوع آخر من مضادات الأكسدة) التي قد تساهم في فقدان الوزن وحرق الدهون عبر رفع معدل الأيض.

كما يحتوي الشاي الأسود عادةً على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى، ما قد يساهم في فقدان الوزن عبر زيادة استهلاك الطاقة.

3. شاي الزنجبيل

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. كما أن الاستهلاك المنتظم لمكمّلات الزنجبيل قد يساعد على خفض الوزن الكلي للجسم.

ويساعد الزنجبيل أيضاً في دعم عملية الهضم عبر تعزيز حركة الجهاز الهضمي، أي سرعة مرور الطعام عبر القناة الهضمية. وقد يساعد شرب شاي الزنجبيل قبل الوجبات أو أثنائها في الوقاية من مشكلات هضمية مثل الحموضة وعسر الهضم. وتُظهر مكمّلات الزنجبيل قدرة على تقليل أعراض عسر الهضم، مثل:

التجشؤ

الانتفاخ

الغثيان

آلام المعدة

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض (بيكسلز)

4. شاي الكركديه

قد تُقلّل المركبات النباتية (الأنثوسيانينات) الموجودة في الكركديه من كمية الكربوهيدرات التي يمتصها الجسم، وهو ما قد يحدّ من السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة السكرية أو الغنية بالنشويات.

وقد أظهر البحث العلمي أنّ تناول مستخلص الكركديه ساعد في خفض تراكم الدهون داخل الجسم. إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة تناول جرعات عالية من الكركديه للحصول على نتائج كبيرة في فقدان الوزن.

5. شاي النعناع

تدعم مضادات الأكسدة و«المنتول» الموجودة في شاي النعناع صحة الهضم عبر تخفيف التشنجات العضلية في الجهاز الهضمي، وتخفيف آلام المعدة، وتحسين عملية الهضم.

وبما أنّ النعناع يساعد كذلك على تقليل الانتفاخ، فقد يلاحظ البعض بطناً أكثر تسطّحاً مؤقتاً بعد احتسائه، الأمر الذي قد يشكّل حافزاً لاعتماد عادات أخرى لإدارة الوزن.

6. شاي الأولونغ

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ شرب شاي الأولونغ لمدة أسبوعين ساهم في تسريع أكسدة الدهون، وهي العملية التي يكسّر فيها الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ استهلاك شاي الأولونغ قد يدعم فقدان الوزن من خلال خفض مستويات السكر والإنسولين في الدم.

7. الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما قد يساعد في دعم إدارة الوزن. وتشير الدراسات الأولية إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة ودعم جهود فقدان الوزن.

ورغم الحاجة إلى مزيد من الأدلة، تُظهر الأبحاث الأولية أنّ الشاي الأبيض قد يساهم في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة عبر التأثير إيجاباً على مستويات الكوليسترول في الدم، والالتهابات، والاختلالات الهرمونية.

8. شاي الرويبوس

لا يزال الباحثون في المراحل الأولى من دراسة فوائد شاي الرويبوس، الذي يُعدّ خياراً خالياً من الكافيين. وقد تساعد البوليفينولات والفلافونويدات، مثل مركّب «أسبالاتين»، في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون في الجسم.

وإضافة إلى ذلك، يتميز هذا الشاي العشبي بنكهة حلوة طبيعية، ما يجعله بديلاً جيداً للمشروبات المحلّاة التي يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.

ما كمية الشاي المناسبة لخسارة الوزن؟

لا توجد إرشادات واضحة من الخبراء حول الكمية المثلى من الشاي لتحقيق فقدان الوزن، إلا أنّ الأبحاث استخدمت الكميات التالية:

وفي مراجعة بحثية، ساهم استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً في تقليل الوزن.

ووجدت دراسة أخرى أن شرب أربعة أكواب أو أكثر يومياً من الشاي الأخضر خفّض خطر تراكم دهون البطن بنسبة 44 في المائة.

وتشير أدلة أخرى إلى أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يومياً يزيد مستويات مضادات الأكسدة، ما قد يساهم في فوائد إدارة الوزن.