لم أقتنع أبدا بما قاله نجم نجوم منتخب فرنسا السابق ورئيس الاتحاد الأوروبي الحالي لكرة القدم، ميشال بلاتيني، عن نجم نجوم منتخب فرنسا ريبيري، حيث رفض بلاتيني قرار مواطنه اعتزال اللعب الدولي.
وكنت تناولت جملة اعتذارات بعض نجوم كرة القدم أخيرا تحت عنوان: «إنهم يرفضون المنتخب»، وطرحت سؤالا عن أحقية النجم باتخاذ قرار من هذا النوع، وانطلقت في كتابتي من قضية حارس مرمى النصر الكبير عبد الله العنزي، حيث عبّر مدرب المنتخب لوبيز عن انطباعه بأن العنزي لا يريد تمثيل المنتخب، وهو ما رفضه حارس النصر، بيد أن الابتعاد عن دخول القائمة لا يزال أمرا غامضا. المهم في هذا الشأن أنني أرى أنه مبدأ يجب عدم التهاون فيه ولا تصنيفه. وفي رأيي أن اللاعب يجب أن يمثل المنتخب إن كان مؤهلا بغض النظر عن السن أو الإنجازات.
كيف يقبل اللاعب أن يمثل ناديه ويرفض المنتخب؟ ولماذا يكون حرا في قرار رفض المنتخب؟!
قال بلاتيني إنه لا يتفهم قرار فرانك ريبيري فيما يتعلق باعتزال اللعب الدولي، مؤكدا أن نجم فريق بايرن ميونيخ معرض للعقوبة في حالة رفض اللعب مع منتخب بلاده.
اللافت للنظر ما قاله بلاتيني حول موقف ريبيري المختلف، حسب رأيه، عن وضع نجم منتخب ألمانيا الكبير فيليب لام، الذي لا يزال يمثل بايرن ميونيخ بيد أنه اعتزل اللعب الدولي منذ أن تسلم كأس العالم. وقد حذا عدد من النجوم حذو الألماني لام، فاعتزل الإيطالي الكبير بيرلو، والإنجليزي جيرارد، ومواطنه لامبارد، والفرنسي سمير نصري.
السؤال المهم: كيف يعاقب ريبيري ولا يعاقب لام أو لامبارد أو جيرارد؟!
وإذا كان عذر بلاتيني هو استدعاء مدرب فرنسا ديشامب للاعب ريبيري وأمره بالانضمام، فماذا سيكون الموقف لو استدعي جيرارد مثلا من قبل مدرب إنجلترا؟!
أعرف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يرفض فكرة عدم تمثيل المنتخب في حالة الاستدعاء، لكن ثمة خللا في التطبيق وتنازلا عن مبدأ وجوب احترام القميص الوطني، حيث يجب أن لا يعلن اللاعب مهما كان عمره وإنجازاته اعتزال اللعب الدولي وهو لا يزال يرتدي قميص فريقه المحلي.
ثمة استهانة كبيرة ولا مبالاة حين يخرج النجم، مهما كانت خدماته، للعلن مودعا المشاركات الدولية مع منتخب بلاده. أشعر أن اللاعب يهتم بنفسه أكثر من اهتمامه بمنتخب بلاده. صحيح أن النادي هو الذي يصرف عليه، لكن الصحيح أيضا أن النادي نفسه له واجبات للبلد يجب أن لا يتهاون فيها، كما أن خدمة الفريق الوطني واجب وخدمة تختلف جذريا عن اللعب في صفوف فريق محلي.
14:11 دقيقه
TT
رفض القميص الوطني!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
