لا أطالب بتسمية شارع من شوارع الرياض أو جدة باسم ماجد عبد الله أو يوسف الثنيان أو محمد نور أو سعيد غراب أو سامي الجابر أو دابو أو فؤاد أنور، على الأقل في الوقت الحاضر، فلسنا بحاجة للدخول في مزيد من متاهات التعصب، ثم إن ماجد والثنيان وسامي وحمزة إدريس كانت لهم صولات وجولات في افتتاح شوارع في الملاعب نفسها بمهاراتهم الفردية العالية، لكن خبر استقبال النجم الألماني الكبير سامي خضيرة من قبل مائة ألف من أبناء مدينته الصغيرة يدفعني للمطالبة بأن تحذو أنديتنا على الأقل حذو من يكرمون أبناءهم المبدعين.
خضيرة، الذي عاد إلى مسقط رأسه مدينة فليباخ الألمانية الصغيرة بعد إنجاز كأس العالم، استقبل استقبال الأبطال وسمي استاد المدينة الصغيرة الرئيس باسمه، علما بأن نجم ريال مدريد وأحد نجوم منتخب ألمانيا من أب تونسي وأم ألمانية. كما حظي المدرب الألماني يواخيم لوف بنفس التكريم في مدينة ألمانية أخرى.
هناك... المدن والأندية لا تنسى أبناءها عندما يشرفونها ويحققون إنجازات رياضية كبيرة.
بعيدا عن أمانات المدن أو مؤسسات المدينة، أطالب أنديتنا على الأقل بتكريم الأسماء الكبيرة من المبدعين وأصحاب الإنجازات الكبيرة، بمعنى أن المبادرة يجب أن تأتي من الوسط الرياضي أولا، فكيف نطالب جهات غير رياضية بتكريم المتفوقين، والمؤسسات الرياضية ذاتها مقصرة؟ بعد إنجازات آسيا على مستوى المنتخب والأندية لم تبادر أنديتنا بتكريم النجوم التكريم الذي يستحقونه، وأقصد بذلك المعنوي وليس المادي، التكريم الذي من شأنه إعلاء قيمة الوفاء والعرفان وترسيخ الاسم في ذاكرة مشجعي النادي، ولكي يكون التكريم دافعا للصغار من الموهوبين لبذل الجهد والعطاء لخدمة النادي والوطن.
الحقيقة أن اللاعب السعودي في مرحلة الاحتراف نال حظا أكبر، ومع أن إنجازاتنا الضخمة كانت في مرحلة الهواية فإن نجوم تلك المرحلة ظلموا كثيرا مقارنة بنجوم الحاضر من المحترفين الذين يأخذون أكثر بكثير مما يعطون. ثمة تناقض كبير في هذا الجانب. اللاعب مدلل مكرم ماليا من ناديه لكن التقدير المعنوي واحترام الأسماء الكبيرة وتكريم المخلصين والخبراء حتى من فئات أخرى غير اللاعبين، ليس على البال. هناك انعدام لأي تقدير لمن خدموا وأثروا الساحة. لا أقصد اللاعبين فحسب، بل كل أطياف اللعبة الرياضية، وكل من يمثلون عناصر نجاحات اللعبة الرياضية وعلى رأسها كرة القدم.
كيف أطالب بتسمية شارع باسم نجم النجوم وناديه الكبير لم يكرمه التكريم الذي يليق بتاريخه الكبير؟!
الأسماء التي أعطت الكثير من «رواد تأسيس ورؤساء ولاعبين وإعلاميين وحكام ومدربين» من الظلم أن يتم تجاهلها على هذا النحو!!
قد يأتي من يعترض على تكريم من هذا النوع خشية الوقوع في الاختلاف على الأسماء، أرد بالقول إن عدم اهتمامنا بالمعايير يؤدي لـ«الحيص بيص» السائد في وسطنا الرياضي.
المعايير المدروسة تنير الطريق وتسهل الكثير حتى في اختيار «كابتن» الفريق.
7:44 دقيقه
TT
شارع.. نجم النجوم
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة