إذا حاولت تخمين ما سيحدث العام المقبل في صناعة أشباه الموصلات، ستجد أن هناك أماكن أسوأ من شركة «إيه إس إم إل القابضة».
تنتج الشركة الهولندية معدات التصوير الضوئي لصالح شركات مثل «إنتل كورب»، و«سامسونغ إلكترونكس»، و«تايوان سيميكونداكتور كورب»؛ وجميعهم يستخدمون التروس لطبع نمط الذاكرة التي يبلغ حجمها بضع نانوميترات قليلة في شرائح السيليكون.
لقد عانى منتجو الشرائح الإلكترونية لعدة شهور، بعد أن تسببت وفرة الإنتاج في انخفاض الأسعار (وإن عاد ذلك بالنفع على شركات مثل «آبل» التي باعت الشرائح للمستهلكين بصورة مباشرة بأسعار باهظة).
مر عام 2018 صعباً على مخزون أشباه الموصلات، بعد سنوات من النمو. وبحسب مارسيل أتشربيرغ، المحلل ببنك «ديغروف بيتركام»، بأمستردام، قد يكمن السبب في أحد الصعاب الدائمة في تلك الصناعة. وأضاف أنه من الصعب بحال الحكم بشأن المدة التي ستستغرقها الماكينات الجديدة لكي تنتج شرائح بصورة تكفي لتحقيق ربحية. ولذلك لو أنك بالغت في تقدير الوقت المطلوب لزيادة الإنتاج، فسوف تسبح في منتجات لا حصر لها في النهاية.
وتراجعت أسعار رقائق الذاكرة العام الحالي وسط مشكلات زيادة المعروض. وبالنظر إلى الأرباح التي حققتها شركة «إيه إس إم إل» في الربع الثالث، وتوقعات الربع الأخير، ستجد سبباً للتفاؤل، بعد أن تخطت توقعات وحسابات المحللين. فقد قفزت الأسهم بواقع 7.2 في المائة، بعد أن جرى تقييم شركة «إيه إس إم إل» بأكثر من 70 مليار يورو (81 مليار دولار). وقد شهدت المؤسسة زيادة في الطلب على المعدات المستخدمة في صناعة رقائق الذاكرة التي تعد أحد الأجزاء الحساسة في تلك الصناعة.
وجاء التقرير الصادر الخميس مسايراً لتفاؤل مؤسسة «فيرمونت» القانونية البحثية، ومقرها كاليفورنيا. فقد رأت شركة إنتاج الموصلات، ذات رأس المال البالغ 22 مليار دولار، أن الإنفاق على المعدات من المرجح أن يرتفع في الربع الحالي.
وجاء رهان شركة «إيه إس إم إل»، التي أنشأت قبل 10 سنوات، على الجيل التالي من تكنولوجيا صناعة أشباه الموصلات، التي يطلق عليها أيضاً الطباعة الضوئية فوق البنفسجية، ليؤتي ثماره. ولا يبدو أن مؤسسات «نايكون كورب» أو «كانون إنك» قد قدمت عروضاً ترقى للمنافسة، ومن المتوقع أن تقدم شركة «إيه إس إم أل» 30 نظاماً من أنظمة «إيه يو في» عام 2019، مقارنة بـ19 نظاماً فقط العام الحالي، كلفة النظام الواحد 100 مليون يورو.
ولم تزدهر هذه الصناعة بتلك الدرجة الكبيرة بعد، حيث يتوقع الخبراء الحقيقيون ارتفاع الأرباح مع تباطؤ إنفاق مؤسسة «آر دي»، المعنية بأبحاث تطوير التكنولوجيا، لكنهم يتوقعون كذلك تباطؤ وتيرة نمو العائدات خلال العامين الحالي والمقبل.
ويمكن النظر إلى رهان منتجي الشرائح على معدات «إيه إس إم إل» على أنه رد على المخاوف من أن «قانون مور» قد مات. وبحسب هذه النظرية التي صاغها جوردون مور، أحد مؤسسي شركة «إنتل» في ستينات القرن الماضي، فإن عدد الترانزستورات في الدوائر المتكاملة يتضاعف مرة كل عامين. وبمعنى أسهل، فإن قدرات الكومبيوتر تزيد بمعدل الضعف.
وفي حال سارت الأمور حسبما المأمول، ستتمكن شركة «إيه إس إم إل» من زيادة تلك السرعة، لنضمن جيلاً جديداً سريعاً من الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر الشخصية والخوادم (سيرفرز) فائقة السرعة، وستكون متاحة في الأسواق في غضون عام، أو ربما عام ونصف العام، من الآن. فأوضاع منتجي الشرائح الإلكترونية تبدو في تحسن.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»
7:44 دقيقه
TT
«قانون مور» والرقائق الإلكترونية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة