مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

لو كان لهؤلاء عيد

كيف مرّ العيد على أهالي مخيم اليرموك الفلسطيني بدمشق؟ كيف احتفل سكان القرى الواقعة ببطن وحدود إدلب شمال سوريا؟ بماذا تهادى الناس من أهالي السويداء وجبل العرب الأشم بالأضحى الكبير؟
كيف احتفل أهالي الحديدة... والبيضاء والمخا وبيت الفقيه واللحية والملاحيظ... وصنعاء اليمن... بنهار وضحى «العيد الكبير»؟
ماذا عن سكان سرت والبيضاء ودرنة والهلال النفطي بليبيا... كيف تصرمت ساعات العيد بينهم؟
وعلى أي صورة فرح البصريون والسماويون (نسبة للسماوة) والناصريون (نسبة للناصرية) والنجفيون والبغداديون بمناسبة عيد الأضحى المبارك؟
هذه مواضع ومدن وقصبات وبلدات وفرضات ومخيمات من بعض بلداننا في هذا الجزء من العالم، أدمنت الأسى وشربها البلاء... قطرة فقطرة، حتى تيبست العروق وذوت فيها علامات الحياة، وتهشمت بها أوراق الفرح.
في سوريا تتبدى لوحة التنافر أصرخ وأوضح بين تركي وإيراني وروسي وأميركي. من معسكر بشار أو خصومه أو المذبذبين بين هؤلاء وهؤلاء.
في اليمن... في ليبيا... قل قريباً من ذلك... وكأن التآلف والتحالف والتعارف مع واقع الحرب واللادولة، وفقدان الأمن وهيمنة القانون وتجريم المنطق والواقع الميليشياوي... صار هو الحقيقة الوحيدة التي تبدو مؤبدة لا نهاية لها، وعلى الجميع التكيف معها، بل دسترة وشرعنة الحياة من خلالها وانطلاقاً منها!
ترى من وما الضحية في هذا المشهد التعيس؟
وبعد... كل عام وأنتم بخير... وأنقذ الله الأهالي والمتعبين... من أهالي كل الجغرافيا التي مر ذكرها هنا.