س: تم تشخيص حالتي أخيراً بأنها «تضيق الصمام الأبهري»، وذلك بعدما سمع الطبيب صوت همهمة صادراً من القلب، وأحالني لإجراء مخطط صدى القلب. لا أعاني من أي أعراض، لذا أوصى اختصاصي القلب بإجراء مخطط صدى القلب بشكل دوري لمراقبة الحالة. هل هناك ما يمكنني القيام به سوى ذلك؟
- تكلس الصمام
ج: يحدث تضيق الصمام الأبهري حين يحدث تصلب داخل الصمام ذي الاتجاه الواحد داخل الشريان الأبهر، الذي يعد أكبر وعاء دموي في القلب، مما يؤدي إلى انسداد الصمام بترسبات الكالسيوم. ونتيجة لذلك، لا ينفتح الصمام بسهولة. وعندما يدق القلب، وتنكمش حجرة الضخّ الرئيسية (البطين الأيسر)، يزداد الضغط وراء الصمام الأبهري مما يسبب اضطرابا في تدفق الدم يمكن للطبيب سماعه باستخدام السماعة الطبية.
كثيراً ما تكون الأعراض الأولية لتضيق الصمام الأبهري صعوبة في التنفس أثناء بذل مجهود. على سبيل المثال قد تلاحظ أنه بات من الصعب قليلا صعود بعض درجات السلم، أو حمل البقالة، خصوصا إذا لم تكن تمارس الرياضة بانتظام. مع ذلك تزداد الأعراض تدريجياً، لذا لا يلاحظ المرضى ذلك. كذلك يغير بعض المرضى من دون وعي من سلوكهم لتفادي بذل مجهود. لذا من أجل السلامة والتأكد من صحتك، أوصيك بعمل مخطط صدى القلب مع الجهد، للتأكد من أنك لا تعاني من أعراض أولية مبكرة لضيق الصمام الأبهري. ستتم مراقبتك عن كثب أثناء تلك الاختبارات بينما تسير على آلة مشي لملاحظة أي أعراض أو علامات تدل على حدوث مشكلة أثناء ممارسة نشاط معتدل.
ينبغي تكرار إجراء تلك المخططات كل فترة تتراوح بين 6 و12 شهراً لاكتشاف ما إذا كان البطين الأيسر يزداد حجماً، أو تقل كفاءة عمل القلب. لذا احرص على الالتزام بالجدول الذي يحدده اختصاصي القلب. ينبغي كذلك الانتباه إلى الأعراض المحتملة، التي قد تشمل الشعور بإرهاق وتعب بعد بذل نشاط بدني، وإعياء، وخفقان القلب، وألم في الصدر، ونوبات إغماء.
- استبدال الصمام
للأسف لا يمكن لنمط الحياة أو العقاقير الطبية إبطاء أو علاج تضيق الصمام الأبهري، فالعلاج الوحيد لهذه الحالة هو استبدال الصمام. كانت عملية القلب المفتوح هي العملية الجراحية الوحيدة المتاحة للقيام بذلك، لكن باتت هناك عملية تسمى «استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة» transcatheter aortic valve replacement (TAVR) وهي بديل يتضمن تدخلا جراحياً أقل، ويساعد في قصر مدة الشفاء والنقاهة. تعمل هذه الطريقة على التخلص من الصمام التالف عبر أنبوب رفيع مرن (قسطرة) يدخله الطبيب من أعلى الفخذ، ويتحرك عبر الأوعية الدموية ليصل إلى الشريان الأبهر.
تم اعتماد هذه العملية التخصصية والأقل تكلفة حالياً في حالة الأشخاص المعرضين لنتائج سيئة ومخاطر مرتفعة أو متوسطة في حال خضوعهم لجراحة في الصمام مثل كبار السن أو الضعفاء الذين يعانون من مشكلات صحية أخرى. مع ذلك قد يصبح من الممكن خضوع عدد أكبر من الحالات لتلك العملية في المستقبل، ومن بينهم الأقل عرضة للخطر خلال العمليات الجراحية. وتجرى حاليا دراسة كبيرة تقارن بين استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، وبين إجراء مخططات صدى القلب الدورية مع مراقبة أعراض حالات الأشخاص الذين يعانون من ضيق حاد في الصمام الأبهري دون أن تظهر عليهم أعراض.
- رئيس تحرير «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»