روجر كوهين
كاتب, نيويورك تايمز

خريطة طريق لإصلاح «فيسبوك»

أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ«فيسبوك»، الأسبوع الماضي، أنه سيخصص عام 2018 لإصلاح المشكلات المرتبطة بالموقع التي تمكن العناصر المارقة من إحداث أضرار، مثل التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. وباعتباري المعلم والموجه السابق لزوكربيرغ، أثني على هذا الالتزام الذي أعلنه وأود أن أعرض على صديقي خريطة طريق من أجل حماية ديمقراطيتنا. كانت المرة الأولى التي لاحظت أن العناصر الشريرة تستغل «فيسبوك» مطلع عام 2016. وحينها، اتصلت بزوكربيرغ وشيريل ساندبيرغ، المسؤولة عن التشغيل في «فيسبوك»، قبيل انعقاد الانتخابات.

عودة {العشيرة} الألمانية

عادت العشيرة بمعناها القبلي - كانت تلك الرسالة التي أطلقها ألكسندر غاولاند، السياسي البارز في صفوف حزب «البديل من أجل ألمانيا» المتطرف، عندما تعهد ليلة الانتخابات «باستعادة بلادنا وعشيرتنا!». جاء حديث غاولاند في غمرة شعوره بالسعادة والنشوة لفوز حزبه بـ94 مقعداً في البرلمان، في إنجاز أعاد رسم ملامح المشهد السياسي الألماني في حقبة ما بعد الحرب. في الواقع، أحمل بداخلي رغبة عارمة في التشبث بالطبيعة المسالمة لهذه الكلمة البسيطة «عشيرة». إلا أنني أجد نفسي عاجزاً عن ذلك، خاصة أن تصريحه يثير تساؤلاً منطقياً: استعادة ألمانيا من يد من؟

إسرائيل وفلسطين من كلا جانبي المرآة

يصادف هذا الشهر الذكرى الخمسين لحرب 1967 واحتلال الضفة الغربية. ولقد تلاشت لحظة النصر العسكري الإسرائيلي، الأسرع والأكثر شمولاً مما كان متوقعاً، منذ زمن طويل في خضم الواقع الراهن المزري والقاتم: من قمع 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية، والمواجهة مع 1.8 مليون فلسطيني آخر في غزة التي تديرها حركة حماس، وتآكل الديمقراطية الإسرائيلية التي تصاحب الممارسات التوسعية المهيمنة. ورغم أن الاحتلال موصوف على الدوام بعدم الاستقرار والاستدامة، فإنه قد ثبت العكس في هذه الحالة. لا يحتاج اليهود إلى مزيد من الدروس في آلام وعذابات النفي والإقصاء.

«يالطا الجديدة» ومحاولة إحياء أوروبا

في نهاية المطاف، دارت الانتخابات الفرنسية الأخيرة حول أكثر الموضوعات غير المتوقعة؛ ألا وهو أوروبا. وأجل، فإن بطة أوروبا السوداء لسياسات عام 2016 - التي رفضتها بريطانيا، وسخر منها الرئيس ترمب - دفعت بإيمانويل ماكرون إلى داخل قصر الإليزيه بصفته أصغر رئيس تشهده فرنسا في تاريخها الحديث. ظل ماكرون، طوال حملته الانتخابية، قوياً وراسخاً بشأن دعم الاتحاد الأوروبي والعملة الأوروبية الموحدة؛ اليورو. وكان ذلك الأمر محفوفاً بكثير من المخاطر، حيث كان التماهي مع الاتحاد الأوروبي في خضم الانتخابات الرئاسية من أوراق الفوز ضعيفة التأثير كما كان متوقعاً.

ماكرون وإحياء أوروبا

ليس فقط أن إيمانويل ماكرون قد فاز بالانتخابات الرئاسية وسوف يكون، في سن التاسعة والثلاثين من عمره، أصغر رئيس في تاريخ فرنسا. وليس فقط لأنه نجح في هزيمة مارين لوبان، ومن ورائها القوى الشعبوية الكارهة لوجود الأجانب.

فرنسا في نهاية الأيام

الآن، يبدو أن فرنسا تستعد للتنفيس عن كم الغضب المكبوت من خلال الانتخابات التي يمكن أن تشهد عودة لتيار اليمين المتطرف إلى السلطة، وللمرة الأولى منذ أربعينات القرن الماضي، مع عودة أوروبا إلى الاضطرابات التي لم تشهد لها مثيلاً منذ تلك الحقبة. وإذا تمكنت مارين لوبان، من الجبهة الوطنية اليمينية، من الفوز بالانتخابات فمن شأن ذلك أن يسبب تمزقاً اقتصادياً وسياسياً خطيراً، لدرجة أن يبدو تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي كمثل الحوادث الباهتة سياسياً إلى جواره. وفوز مارين لوبان أبعد ما يكون عن المؤكد، وهو أمر معقول، إن لم يكن محتملاً.

السلام الأميركي... انتهى!

الشيء الجيد بخصوص برنامج «The Apprentice» هو إمكانية إيقاف عرضه. ولكننا الآن سنواصل مشاهدة دونالد ترامب طيلة الوقت. وليس هناك مكان للاختباء. كنت في بابوا نيو غينيا مؤخرًا. وظل اسمه يتردد في كل مكان. جاء شلال التعيينات الجديدة بأسرع مما كان متوقعًا. ريك بيري لوزارة الطاقة الذي لم يتمكن ترامب من تذكر اسمه عندما أراد النطق به! سكوت بروت لرئاسة وكالة حماية البيئة الذي قضى أعوامه الأخيرة في المقاضاة! وأشد منتقدي قوانين حماية العمال يتولى حقيبة العمل!

الانسحاب الأميركي وحزن حلب

سراييفو، وحلب، مدينتان كانتا يومًا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وتميزتا بالتنوع السكاني حيث عاش بها المسلمون، والمسيحيون، واليهود سويًا. وتتسم المدينتان بالثراء الثقافي، وتعرضتا للحصار، والتقسيم، والعنف. إنهما مدينتان صار الأطفال بهما ضحايا. مع ذلك يفصل بين المدينتين 20 عامًا. ما أكثر ما حدث خلال هذين العقدين. تصدرت سراييفو عناوين الأخبار طوال مدة الحصار التي استمرت 44 شهرًا. وكانت الطائرات التابعة لحلف شمال الأطلسي تجوب السماوات لمنع القصف الجوي للسكان على الأقل. وتم نشر القوات التابعة للأمم المتحدة بخوذاتها الزرقاء في محاولة إغاثة معيبة.

أورلاندو وأميركا كما يريدها ترامب

تسبب عمر متين، الذي يقف وراء واقعة إطلاق النار في فلوريدا، والذي كان أعلن مبايعته لتنظيم داعش، تسبب لتوه في وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودفع بمارين لوبان إلى الرئاسة الفرنسية، والعالم إلى منزلق من العنف المتصاعد. متين البالغ من العمر 29 عاما، هو غافريلو برينسيب بداية القرن الـ21، الشاب الذي مزق النظام السياسي القديم المتهالك. وشأن ذي الـ19 عامًا، القومي من صرب البوسنة، الذي أشعلت رصاصاته الحرب العالمية الأولى، فإن متين أطلق شرارة زمن من الغضب المتأجج. بالطبع، قد لا تعدو هذه الخيالات القاتمة كونها خيالات.

أوروبا تُضرب في سويداء القلب

استراتيجية الرئيس أوباما البطيئة والثابتة في آن لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي لا تصلح، فهي تحاول تقليص حجم الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، ولكنها عاجزة وقاصرة حيال تقويض الجاذبية الهائلة للتنظيم المسلح، أو تعطيل آلته الدعائية الواسعة، أو الحيلولة دون إراقة دماء مزيد من الأوروبيين. جاءت هجمات بروكسل الدموية التي أسفرت عن مصرع 30 مواطنًا داخل المطار الدولي في المدينة، إلى جانب خط مترو الأنفاق الرئيسي، المجاورين لمقر الاتحاد الأوروبي – حيث رمزية الحدث والمكان تكون في أبرز صورها – بعد أربعة أيام فقط من إلقاء القبض في العاصمة البلجيكية على صلاح عبد السلام.