مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

اعذروني على هذه النهاية

ماذا تعني لك ولي (خمس ثوان) من الزمن؟! طبعاً لا شيء، إنها بالنسبة لي أنا على الأقل أتفه من جناح (البعوضة)، مع أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، وثبت يقيناً أن التافه الحقيقي هو (حضرتي)، وذلك بعد أن عرفت التالي:
هل تعلم أنه خلال تلك المدة التي تذهب في لمح البصر يتم شراء (16) سيارة جديدة؟! وأن شركة (Nike) تصنع أكثر من ثلاثة آلاف حذاء؟! وأنه يتم رمي ما لا يقل عن عشرة آلاف طن من النفايات في بحار ومحيطات العالم؟! وأنه (تحط وتقلع) طائرة في مطارات العالم، وأن الصحراء تتسع بمعدل أحد عشر فداناً، وأن الكون يتسع (74) ميلاً، وأنه يولد قرابة (14) طفلاً ويموت نحو (8) أشخاص حول العالم، وتستهلك أكثر من (40) ألف قارورة كوكاكولا، ويأكل الأميركيون ما يقارب من (1750) قطعة بيتزا و(2750) أصبعاً من الهوت دوغ؟! أما أكواب (الجعة) – فحدث ولا حرج.
بمعنى أن العالم خلال هذه (الخمس ثوان) مليء بالحركة وقائم على قدم وساق، والنائم الوحيد على حاله هو أنت، أو أنا، أو ابن الجيران.
**
تزوج لاعب كرة قدم مصري مشهور ابنة رجل له محل لبيع (الشاورما)، وتفاجأ العريس والعروسة والحضور، وهم يدخلون إلى صالة الزفاف (بسيخ شاورما) طوله ثلاثة أمتار، وبدلاً من أن يقطعا (تورتة) الزفاف بالشوكولاته والفانيليا، اضطرا أن يقطعا سيخ الشاورما باللحم، وقد شاهدت هذا المنظر الذي عرض على شاشة (CNN) الأميركية كنوع من الطرائف.
وكان هدف والد العروسة من ذلك هو: بما أن ابنته قد ذهبت من عصمته، فعليه على الأقل أن يستغل فرصة زواجها للدعاية والترويج لمحله. وفعلاً عندما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي هذه الحادثة، ارتفعت المبيعات في محله بمقدار (100 في المائة)، وصدق من قال: من له حيلة فليحتل.
**
قالت الشرطة الهندية إن رجلاً (ثملاً) سقط في إحدى الحفر ليلاً، وفي الفجر الباكر مد عمال الطرق طريقاً فوقه دون أن يفطنوا له، وأصبح الطريق قبراً له – انتهى.
الواقع لم أتألم لهذا العربيد بقدر ما تألمت لعامل في مطبخ كبير في (كاليفورنيا) بأميركا، عندما دخل في فرن صناعي لصيانته، وقام زميله بتشغيل (طنجرة) الضغط مع خمسة أطنان تونة، ظناً منه أن (خوسيه) – وهذا اسمه – كان في المرحاض، وطبخ المسكين مع التونة بدرجة حرارة وصلت إلى (269) فهرنهايت.
وأكل بعدها من أكل، واستفرغ من استفرغ.
واعذروني على هذه النهاية.