مصطفى الآغا
TT

عموري والسومة والعالمية

كلما أشدت بلاعب عربي، وتمنيت لو لعب لأندية عالمية مثل برشلونة وريال مدريد وتشيلسي أو مان سيتي أو مان يونايتد، يأتي من يقول لي بكل وضوح ولكن بسخرية واستهزاء «يا أخي الله هداك... الآن تقارن لاعبين عرباً أمثال عموري والسومة بميسي ورونالدو وروني وأغويرو... أنت وين والعالم وين»؟!
بالتأكيد لست مع هذا الكلام، وبالتأكيد لست مع إعطاء أي لاعب أكثر من حجمه، ولكنني بالتأكيد ضد إعطاء أي مخلوق أقل من حجمه.
نعم، لماذا لا نعطي لاعبيَن أمثال عموري والسومة حجمهما الحقيقي ونتمنى لهما (قياساً لإمكانياتهما) أن يلعبا في دوريات عالمية وليس في أندية درجة ثانية أو ثالثة.
فمن يحظى بلقب أفضل لاعب في آسيا، ومن يتصدر هدافي الدوري السعودي ثلاثة مواسم وقبلها الدوري الكويتي، فلماذا لا يكون لهما مكان بين نجوم العالم، خصوصاً أنهما يمتلكان كل ما يساعدهما على ذلك، والعاطفة لا دخل لها في هذا الكلام لا من بعيد ولا من قريب؟
نعم هما لاعبان عربيان من الإمارات وسوريا، ونعم زيدان وبنزيما وسمير نصري وفلايني وعشرات غيرهم لعبوا ويلعبون لأندية عالمية، وهم ذوو أصول عربية، ولكنهم نشأوا في بلاد أجنبية، وهو ما يطرح هذا السؤال: هل مكان الولادة يحدد حجم الموهبة أم الظروف التي يوجد بها اللاعب؟
هل لو جئنا بميسي ولعب في دوري هنغاري أو ألباني سيكون له نفس الشهرة والمكانة العالمية، أم لأن الظروف ساعدته على التوقيع لبرشلونة منذ ظهور موهبته رغم مرضه؟
لم أرَ مدرباً أجنبياً زار منطقتنا أو درب فيها أو اطلع على أداء عموري والسومة إلا وقال إنهما يستحقان بكل جدارة أن يلعبا في أقوى الدوريات العالمية، إلا نحن نشكك ونغمز من قنوات العواطف والمزايدات، وبدل أن نساعد أبناءنا على الطموح نُكسّر من مجاديفهم ونضع العصي في دواليب طموحهم.
بالطبع العين والأهلي ناديان كبيران بل كبيران جداً، ولكنني أتحدث عن موهبتين نادرتين في تاريخ الكرة العربية حدثاً ووجوداً في زمن «السوشيال ميديا» و«اليوتيوب»، وهو ما يسمح لهما بمزيد من الانتشار والوصول إلى أبعد نقطة في العالم، ويستحقان حقيقة أن يشاهدهما العالم بأجمعه وليس نحن وحدنا فقط.