دخل الإرهاب في البحرين مرحلة جديدة ألا وهي مرحلة «التسيس»، بعد أن كان يطلق عليه زوراً وبهتاناً «مقاومة شعبية»، وإيران هي من تقف وراء «تسيس» الإرهاب منذ أن بدأ في البحرين، وهذه حقيقة معروفة منذ فترة طويلة، ولكن الأحداث الأخيرة الخطيرة أكدت للمسؤولين في البحرين بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهاب أصبح يهدد الأمن الوطني؛ وذلك عندما كشفت السلطات الأمنية في البحرين بتاريخ 26 مارس (آذار) الماضي عن مخطط إرهابي كبير بعد إلقاء القبض على خلية إرهابية تطلق على نفسها «سرايا الأشتر» في قرية النويدرات، وهي التي تبنت قتل الملازم أول هشام حسن محمد الحمادي، الذي قتل بطلق ناري في منطقة البلاد القديم، وتوعدت بالقيام بالمزيد من الأعمال الإرهابية، ومنذ ذلك الوقت وهي تخطط لتنفيذ المخطط الذي تم اكتشافه من قبل السلطات الأمنية، وهو الذي كان يستهدف مواقع حساسة، وشخصيات رسمية، وأفراداً من العاملين في القاعدة العسكرية الأميركية في البحرين. واعترف الإرهابيون الذين تم القبض عليهم بأنهم تلقوا التدريب على أيدي «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله». ولقد كان هذا العمل الإرهابي هو أخطر مخطط إرهابي، وتم الكشف عن مستودع للأسلحة والمتفجرات عند الإرهابيين كانت كافية لتفجير البحرين بأكملها.
الهدف الذي تسعى إليه إيران حالياً من مساندة هذه الأعمال الإرهابية هو جعل البحرين قاعدة للأعمال الإرهابية، وهذا ما صرح به سليمان قاسمي قائد الحرس الثوري الإيراني عندما قال إن «البحرين محافظة إيرانية منفصلة عن إيران نتيجة الاستعمار»، مضيفاً أن إيران أصبحت الآن قاعدة «لدعم الثورة في البحرين». هذه الادعاءات الباطلة ليست جديدة علينا، نحن في البحرين، ولكن الجديد في الأمر أن زيادة التدخل الإيراني في البحرين ترجع إلى عوامل خارجية أهمها الاختناقات التي بدأت تحس بها إيران في سوريا، وخاصة مع تحجيم دورها هناك، وبحثها عن أوراق ضغط لتعزيز موقف الحوثيين في اليمن؛ كل ذلك جعلها تعيد مخططها الطائفي إلى البحرين كأقرب دولة لها. ومما يؤكد على زيادة تدخل إيران في البحرين في تقرير جاء في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، حيث أشار (التقرير) إلى حالة عدم ارتياح عند مسؤولي المخابرات الأميركية لما وصفه بوجود خلايا مسلحة في البحرين تحصل على الدعم والتمويل من إيران. ولفت التقرير، الذي جاء في الصحيفة، أيضاً إلى علامات التنامي المتصاعد إزاء قيام أشخاص ملثمين بزرع قنابل وعبوات ناسفة على جانب الطرقات. ويرى التقرير أن تردد الغرب إزاء اتهام إيران قد بدأ يتلاشى، لا سيما أن وكالات استخبارات غربية ترى أن هناك ما وصفته بـ«جرأة من قبل إيران في دعم المتمردين المسلحين»، وفقاً لما قاله عدة محللين أميركيين.
إيران في المرحلة الحالية أصبحت تعزف على وتر «الحقوق التاريخية لإيران في البحرين»، وهي ادعاءات قديمة، ولجأ إليها الآن ملالي إيران، بعد أن عجزوا عن إثارة الفتنة الطائفية في البحرين لمآرب سياسية، خاصة بعد الحملات الاستباقية التي تقوم بها الجهات الأمنية في البحرين على هذه الخلايا، التي نجحت في الكشف عن كثير من مستودعات الأسلحة الموجودة في القرى، وعن العمليات التي تنوي هذه الجماعات القيام بها.
وفي الاجتماع الأخير الثالث والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد في تونس، أكد وزير داخلية البحرين الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، الذي هو رئيس الدورة الحالية في افتتاحية الاجتماع، أن «خطورة الأوضاع الأمنية في الدول العربية كان لها انعكاس على الوضع الأمني في البحرين. ولقد أفشلت الجهات الأمنية كثيراً من الأعمال الإرهابية التي خطط لها وساندتها عناصر إرهابية تعمل من إيران والعراق»، كما جاء في كلمة الوزير.
إن انكشاف هذه المخططات الإرهابية في البحرين لا يدل على خطورة الوضع الأمني في البحرين، ولكن يدل على أن الخطط الأمنية أخذت في التطور للقضاء على الإرهاب الذي هو ظاهرة عالمية لا تخفى على أحد، ولأن البحرين صغيرة المساحة فتظهر فيها هذه الأعمال وكأنها أعمال كبيرة، فهل تصحو إيران وتتخلى عن دعم الإرهاب في المنطقة أم تستمر وبعدها سوف ينقلب السحر على الساحر أجلاً أم عاجلاً؟
8:32 دقيقه
TT
إيران تسيس الإرهاب في البحرين
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة