مصطفى الآغا
TT

كرامة أم احتراف؟

في البيزنس كما في السياسة يوجد مصالح أكثر مما يوجد صداقات حقيقية مع الاعتراف بوجود استثناءات.
وفي عالم البيزنس، المال والجودة هما العنصران الأكثر أهمية، إضافة للعرض والطلب واحتياجات السوق... فعندما تحتاج لسلعة بشكل ماس قد يرتفع سعرها أضعافاً مضاعفة، وهو ما يحدث للمدربين واللاعبين الذي يحرزون النتائج والألقاب (لا أشبههم بالسلع ولكنهم منتج يخضع لعاملي العرض والطلب)... فكم من لاعب أو مدرب جاءنا مغموراً بملاليم ثم وقع عقوداً بالملايين، والأمثلة أكثر من أن نحصيها، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، البرتغالي غوميز الذي جاء مغموراً من بلاده ليدرب التعاون السعودي ومعه (وليس به وحده) تحول التعاون لرقم صعب في المسابقات المحلية حتى وصل إلى الآسيوية بعدما حل رابعاً في دوري جميل بـ45 نقطة خلف الاتحاد والهلال والأهلي البطل وقبل الفتح والشباب والخليج والنصر.
بالطبع نجاح كهذا في سوق مُنافسِة يعني ارتفاع الثمن ويعني ازدياد العرض والطلب، فكانت القصة النصراوية التي انتهت مع استقالة الأمير فيصل بن تركي، وقبل عودته غادر غوميز للأهلي حامل اللقب.
من حق غوميز أن يبحث عن راتب أكبر وطموحات مختلفة مع أندية جماهيرية تضمن له الشهرة والمال والإنجازات معاً، ولكن تجربته مع الأهلي انتهت قبل أن تبدأ فعلياً، ثم اختار بني ياس الإماراتي وكانت تجربة فاشلة بكل المقاييس، وبعد إقالته عاد للتعاون الذي أقال مدربه الروماني جالكا وعاد لقديمه ونديمه غوميز وسط جدل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ورافض مستنكر؛ لأن كرامة التعاون يجب أن تأبى قبول عودة من تركهم وهم في حاجة إليه.
في النهاية، أهل مكة أدرى بشعابها وإدارة التعاون هي المسؤولة عن قراراتها مع الاعتراف بأن للجماهير والصحافة حقها في الكلام، ما دام الشأن عامّاً وليس خاصاً... وألف مبروك للتعاون وصوله لنصف نهائي كأس الملك في أول مباراة بصحبة العائد المثير للجدل... غوميز.