الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال

أسبابه عضوية ونفسية وتوجهات نحو علاجه بجرعات بسيطة ولمدة محدودة

الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال
TT

الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال

الضعف الجنسي... هاجس يؤرق الرجال

تشير الإحصاءات العالمية إلى أن الضعف الجنسي يزيد مع تقدم العمر، وأنه يصيب نحو 5 في المائة ممن هم دون سن الأربعين، ونحو 15 في المائة إلى 25 في المائة ممن بلغوا الخامسة والستين، بالإضافة إلى 74 في المائة ممن كانت أعمارهم فوق الخامسة والسبعين.
التقت «صحتك» الأستاذ الدكتور شديد عاشور استشاري الضعف الجنسي وأمراض الذكورة بمستشفى عرفان بجدة وأستاذ طب الذكورة والتناسل بجامعة القاهرة، فأكد في البداية على أهمية أن نفهم ما هو الضعف الجنسي أو العجز الجنسي قبل الدخول إلى المسببات وطرق العلاج. يعرف الضعف الجنسي لدى الرجال بأنه عدم القدرة على الانتصاب بصفة كافية لأداء العملية الجنسية أو عدم القدرة على المحافظة على انتصاب كافٍ لإتمام هذه العملية.
وللعلم، فإن ما يوازي الضعف الجنسي عند المرأة هو عملية الإنزال المبكر لسائل المهبل (أو ما يسمى بعملية التليين) الذي يقل بصورة كبيرة عند النساء في حال تقدمهن في العمر، مثلهن في ذلك مثل الرجال، أو وجود اختلال في التوازن الهرموني.
* أسباب الضعف الجنسي
أوضح د. شديد عاشور أن من الممكن تقسيم أسباب الضعف الجنسي إلى: أسباب نفسية (45 في المائة) وأسباب عضوية (55 في المائة)، ولكن يجب أن نعي أن هذا التقسيم هو للبحث العلمي فقط لأن أسباب العجز الجنسي تكون، في الحقيقة، مزيجًا بين القسمين. ومن أهم الأمثلة على الأسباب النفسية هي الاكتئاب والقلق، وعدم الثقة بالنفس، بالإضافة إلى المفاهيم الخاطئة عن العلاقة الجنسية التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة نظرًا لتعدد مصادر هذه المعلومات من مواقع ومنتديات إلكترونية.
ومن أهم الأسباب العضوية: تصلب الشرايين الذي ينتج عنه قلة تدفق الدم للعضو الذكري وبالتالي يحدث الضعف في الانتصاب، مرض السكري الذي يؤدي إلى العجز الجنسي نتيجة لتصلب الشرايين أو تلف أعصاب العضو الذكري، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، وزيادة الوزن وكلها من مسببات تصلب الشرايين وعدم كفاءة الدورة الدموية. وكما ذكرنا ففي معظم الحالات يكون السبب خليطا من هذه العوامل مجتمعة إضافة إلى العامل النفسي. ويضيف د. عاشور أن هناك بعض الأدوية التي قد تؤدي أيضًا إلى ضعف الانتصاب مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية قرحة المعدة، وبعض أدوية الاضطرابات النفسية كالاكتئاب. وهناك سبب مهم آخر من أسباب الضعف الجنسي وهو نقص هرمون الذكورة الذي يحدث إما نتيجة تقدم العمر (بعد سن الأربعين) أو لأسباب مرضية كأورام الغدة النخامية أو تلف الخصيتين.
* طرق العلاج
أشار د. شديد عاشور إلى أن طرق علاج الضعف الجنسي مختلفة ومتعددة، وتنقسم إلى جراحية وغير جراحية.
- أولا: العلاج الجراحي، وهو إما أن يكون تعويضيًا بزرع جهاز انتصاب صناعي، أو تصليحيًا مثل ربط الأوردة لمنع تهريب الدم أثناء الانتصاب وإصلاح الشرايين التي يوجد بها انسداد أو استبدالها.
- ثانيا: العلاج غير الجراحي، أي الدوائي، مثل استخدام عدد من العقاقير الدوائية التي يتم صرفها من قبل الأطباء المتخصصين، علما بأن بعض العقاقير أحدثت ثورة في علاج مرضى الضعف الجنسي وتم التصريح باستخدامها منذ عام 1998، ويوجد الكثير منها مثل فياغرا (Sildenafil) وهو أول هذه المجموعة من العقاقير المكتشفة، وسياليس (tadalafil)، وليفترا (vardenafil)، وحديثا تم التصريح لمادة الـ«تادلافيل» للتصنيع تحت اسم «هيروكس» (herox) بجرعتين مختلفتين هما: جرعة 5 ملليغرامات البسيطة التي تُعطى كعلاج يومي لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور للقضاء على الضعف الجنسي عند الرجال، وجرعة 20 ملليغراما العادية التي تمنح فعالية تامة لثلاثة أيام.
* توجهات علاجية
أثبتت دراسات حديثة ومتعددة المصادر أن استخدام عقار التادالافيل 5 ملليغرامات بصورة يومية ومستمرة لمدة 12 أسبوعًا يفيد علاجيًا مرضى الضعف الجنسي على مختلف الدرجات، ومهما كانت المسببات وفي كل الأعمار. وجدير بالذكر أيضًا أن مرضي السكري بصفة خاصة، وهم من الحالات الدقيقة، استفادوا من هذا العلاج وتحسن أداؤهم بنسبة لا تقل عن 69 في المائة. هذا، إضافة إلى استفادة كبار السن من الرجال الذين يعانون من التضخم الحميد لغدة البروستاتا BPH من خلال تطبيق هذا النظام العلاجي. وقد جاء ذلك في نتائج الدراسة التي قامت بها مجموعة من الباحثين: إيجيردي وأوروباخ وروربورن (Egerdie RB، Auerbach S، Roehrborn CG، et al) والتي نشرت في مجلة الطب الجنسي (J Sex Med) عام 2012.
إن هذه الدراسات وغيرها أثبتت درجة من التفضيل لهذه الطريقة عن طريقة أخذ الدواء بصورة وقتية، ويعزى ذلك للثقة والاطمئنان عند استخدام هذه الطريقة.
* نصائح مهمة
تحدث إلى طبيبك ولا تشعر بالحرج من التحدث عن صحتك الجنسية، خصوصًا إذا كنت مصابًا بمرض السكري. والحديث المبكر إلى الطبيب يكون سببًا في علاج الحالة قبل أن تتدهور وقبل أن تسبب لك مشكلات حقيقية.
- اضبط مستوى السكر بدمك، لأن التحكم في مستوى السكر بالدم يمكن أن يمنع إصابة الأعصاب والأوعية الدموية بالخلل الذي يؤدي عادة إلى ضعف الانتصاب، واستعن في هذا بالطبيب.
- مارس الرياضة بانتظام حتى ولو لفترة وجيزة.
- ابتعد تمامًا عن التدخين، لأنه يتسبب في ضيق الأوعية الدموية مما يقود إلى انسدادها، فيحدث ضعف الانتصاب، ناهيك بأن التدخين يقلل أيضًا من مادة أكسيد النيتريك اللازمة لحدوث الانتصاب.
- إنقاص مقاس الخصر، فهو من مؤشرات نقص الهرمون الذكري لدى مرضى السكري من النوع الثاني ومقاومة الإنسولين، فمقاس الخصر أعلى من 102 سم هو أحد علامات الخطر.
- قلل من عوامل الخطر بالنسبة لأمراض القلب والدورة الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والكولسترول المرتفع.
- الابتعاد عن تناول الكحوليات لأنها تقود إلى الضعف الجنسي بتدمير جدران الأوعية الدموية.
- بعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة ومضادات الاكتئاب يمكن أن تتسبب في ضعف الانتصاب لدى من يتعاطونها، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المعالج لتعديلها أو استبدالها.
- اعرض نفسك على أخصائي أمراض الذكورة، لتقييم حالتك ومعرفة سببها وكيفية علاجها بأمان وفاعلية.
- لا تتناول أيًا من الأدوية المنشطة التي تعالج مشكلات ضعف الانتصاب دون استشارة الطبيب اختصاصي الأمراض التناسلية والجنسية والذكورة، فإن مرضى الشريان التاجي الذين يتناولون أدوية تحتوي على النيترات الموسعة للشرايين قد يتعرضون لمشكلات صحية بسبب هذه العقاقير، كما قد تتأثر بعض الحالات من اضطراب البصر بعد تعاطي هذه العقاقير دون إشراف طبي، وهنا قد يصف الطبيب علاجات أخرى أكثر تعقيدا ولكنها تكون مفيدة.
- احصل على قدر كافٍ من النوم والراحة، فقد أثبتت الأبحاث أن الذين يسهرون أو لا يحصلون على قدر كاف من النوم يكون لديهم مستويات مرتفعة من السكر عن غيرهم ممن يحصلون على قسط كاف من النوم.
- ابحث عن استشارة طبية نفسية لعلاج التوترات والقلق والاكتئاب الذي يمكن أن يكون السبب في ضعف الانتصاب، وقد يكون الخوف من هذه الحالة هو سبب تدهورها في بعض الأحيان.
وأخيرًا، يؤكد الدكتور شديد عاشور استشاري الضعف الجنسي وأمراض الذكورة، على أن أفضل علاج للضعف الجنسي هو علاج الأسباب إن وُجدت وشُخصت، وقبل ذلك بالوقاية من حدوثها، وذلك باتباع الإرشادات الطبية التي ترتكز على محاربة السمنة وممارسة الرياضة اليومية والإقلاع عن التدخين والاستشارة الطبية الدورية مع إجراء التحاليل اللازمة وفحص العيون والقدمين والساقين ووظيفة الكلى وضبط معدل السكر في الدم، خصوصًا الهيموجلوبين السكري التراكمي، وعلاج ارتفاع الضغط وفرط معدل الكوليسترول والشحيمات.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.